في جهاد الصحابة الحلقة 270 ” عبد الله بن أنيس الجهني ” سرية بن أنيس” -2
في جهاد الصحابة
الحلقة 270 ” عبد الله بن أنيس الجهني ” سرية بن أنيس” -2
بقلم مجدي سـالم
رابعا.. في سرية عبد الله بن أنس.. نكمل..
شعر ابن أنيس في قتله ابن نبيح الهذلي..
قال ابن هشام :وقال عبدالله ابن أنيس في ذلك :
تركت ابن ثور كالحوار وحوله * نوائح تفري كل جيب مقدد
تناولته والظعن خلفي وخلفه * بأبيض من ماء الحديد مهند
عجوم لهام الدارعين كأنه * شهاب غضى من ملهب متوقد
أقول له والسيف يعجم رأسه * أنا ابن أنيس فارسا غير قعدد
أنا ابن الذي لم ينزل الدهر قدره * رحيب فناء الدار غير مزند
وقلت له خذها بضربة ماجد * حنيف على دين النبي محمد
وكنت إذا هم النبي بكافر * سبقت إليه باللسان وباليد
تمت الغزاة .. وعدنا إلى خبر البعوث ... … الأبيات
خامسا.. في غزوات أخرى لإبن أنيس..
- وفي رواية.. كان من أشد الناس عداوة لله ورسوله ملك يهود: أبو رافع سلاّم بن أبي الحُقِيق أخو بني النضير.. فقد أخذ يحرض على قتل النبي.. ويحثّ الأعراب على غزو المدينة ونهبها.. ويوفد الوفود للقبائل يدعوها للتحالف مع يهود للانقضاض على المسلمين… فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أبا رافع يستحق الموت جزاء ما يفعل.. فانتدب جماعة من أصحابه فيهم عبد الله بن أُنيس.. وجعل عبد الله بن عَتيك رئيساً لهم لأنه يتقن لغة اليهود.. فكانوا يسيرون ليلاً ويكمنون نهاراً كي لا يكتشف أمرهم حتى وصلوا خيبر.. فكمنوا حتى جنّ عليهم الليل.. واستطاع ابن عتيك أن يدبّر أمر دخولهم إلى حصن اليهود دون أن يشعر بهم أحد.. فانتظروا حتى نام من في الحصن وهدأت الأصوات.. ثم تقدّموا حتى وصلوا غرفة سلاّم بن أبي الحقيق.. فانقضّوا عليه في فراشه وتناوشوه بسيوفهم في الظلام.. فأصابوه لكنه لم يمت.. فما كان من عبد الله بن أنيس إلا أن تقدم بثبات وأنفذ السيف في أحشائه حتى قتله.. وأخذت زوجة ابن أبي الحُقيق تصرخ فهُرع مَن في الحصن إليها.. وأسرع المجاهدون بالنزول فانزلق ابن عتيك وكُسرت رجله.. فحمله عبد الله بن أنيس فخرج به من الحصن.. وافتقد عبد الله بن أنيس قوسه.. وظن أنها سقطت منه في الحصن.. فعاد ودخل واختلط برجال الحصن وتظاهر أنه يبحث عن القاتل مثلهم.. حتى وجد قوسه فأخذها وانسلّ خارجاً بسلام.. وعادوا إلى المدينة.. فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتسم وقال: “أفْلَحَتِ الوجوه”.. فقالوا: أفلح وجهُك يا رسول الله.. وتحلّق الصحابة حولهم يستمعون لما كان منهم.. وتنازع الفدائيون فيمن قتل سلاّم بن أبي الحقيق.. فكل يقول: سيفي هو الذي قتله.. فطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم سيوفهم.. فاستعرضها ثم قال: لَسيفُ عبد الله بن أنيس” “هو الذي قتله.. أرى فيه أثر الطعام”..
- ثم اختار اليهود لهم ملكاً جديداً هو اليُسير بن رزام.. وكان معروفاً بالخديعة والمكر.. وسار اليُسير على خطى من سبقه وراح يحرض الأعراب ويبذل المال لهم لنفس الغاية.. حتى وصلت أخباره إلى المدينة.. فشاور النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في أمره فقرروا أن يرسلوا إليه وفداً لإقناعه بالكف عن التآمر على المسلمين.. ليجنّب قومه الحرب.. فخرج لهم عبد الله بن رواحة على رأس وفد.. فيه عبد الله بن أنيس.. حتى وصلوا خيبر.. فتحدثوا إلى اليُسير بن رزام.. وأقنعوه أن يأتي معهم إلى المدينة ليأخذ الأمان لقومه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فاختار اليُسير مجموعة من شباب يهود وخرج معهم بصحبة المسلمين إلى المدينة.. وأركب كل واحد من المسلمين أحد اليهود معه على راحلته.. فكان اليُسير رديف عبد الله بن أنيس.. وفي الطريق حدّثته نفسه بالغدر.. فقرر أن يقتُل عبد الله بن أنيس.. فيقوم مرافقوه بقتل من معهم من المسلمين.. ثم يعودون إلى خيبر.. فهجم على سيف عبد الله بن أنيس يريد أن ينتزعه منه.. وهو يصيح: يالثارات اليهود .. لكن عبد الله بن أنيس كان حذراً فسلّ سيفه وضرب به ساق عدو الله.. فما كان من اليُسير إلا أن ضربه بعمود من خشب فشدخ رأسه.. وتمالك ابن أنيس على نفسه وكرّ على الغادر فقتله.. وبادر بقية اليهود.. كلٌّ يريد أن يفتك بصاحبه من المسلمين.. فأجهز المسلمون عليهم إلا رجل واحد فرّ عائداً إلى خيبر..
.. أراكم على خير غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.