موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قصة للنقد ” جاري التحميل” للأديب محمد المراكبي

305

قصة للنقد ” جاري التحميل” للأديب محمد المراكبي


يقود سيارته في تلك المدينة المزدحمة والتي يزورها لأول مرة.
المدينة مملوءة بالجسور والتقاطعات والدوَّارات.
قام بتشغيل أحد تطبيقات الملاحة.
عليه أن يكون يقظًا أثناء القيادة.
فلو فقد مخرجًا أو مدخلًا فهذا يعني ضياع مزيد من الوقت.
إن هذا التطبيق يحفظ الطرقات عن ظهر قلب، فهو يخبره بأن يتجه يمينًا ثم يسارًا ثم ينبهه بأن يدور للخلف.
وهكذا، سالكًا أقصر الطرق، وأقلها ازدحامًا.
الأمر ممتع لكنه قرر أن يجعله أكثر إمتاعًا أو أكثر جنونًا.
لا بأس بضياع بعض من الوقت فقد يساعده ذلك في الإجابة عن السؤال الرئيس الذي جاء إلى المدينة خصيصًا للإجابة عنه في ندوة على هامش أحد المعارض،
لقد قرر أن يخالف الأوامر الصادرة إليه.
-الزم الجانب الأيسر.
قال في نفسه:
بل سأدخل إلى اليمين.
اختفت الخريطة لبرهة ثم أعاد التطبيق حساباته ثم وجهه إلى الدوران للخلف، لكنه استمر إلى الأمام.
نبهه عند الإشارة التالية أن يدور للخلف فانعطف يمينًا.
اضطر التطبيق إلى إعادة حساباته مرة أخرى ثم قام بتوجيهه إلى الانعطاف يسارًا وهو يخالف كل تعليماته والتطبيق لا يَمَّل من إعادة الحسابات وإعادة التوجيه.
وجد نفسه قريبًا من نقطة حدودية مع دولة أخرى فأدرك أن المزاح مع آلة ليس لها القدرة على ذلك، أمر قد يؤدي إلى بعض المشكلات.
إن هذا التطبيق الإلكتروني به جميع الاحتمالات لأي طريق يمكن أن يسلكه، وهذه الاحتمالات تبدو كما لو كانت لا نهائية.
إن من صمم هذا التطبيق هو شخص أو مجموعة من الأشخاص،
مثله مثل تطبيق لعبة الشطرنج الذي به جميع الحركات الممكنة في حال قام المنافس بحركة ما.
لقد تدرب الكومبيوتر جيدًا حتى إنه
كان يحرز تقدمًا في اللعبة أكثر مما يحرزه الإنسان عشرات المرات، حتى هزمه أخيرًا.
تدكر ابنته وهي تخاطب أحد التطبيقات التي تستطيع إجراء حوار قصير مع الإنسان.
إن ابنته دائمًا ما تخاطب تطبيق سيري (siri) بأن يفتح لها تطبيقًا آخر.
أحيانًا لا يفهم التطبيق ما تريده، فتقول له هل أنت غبي؟ فيرد عليها: أنا لم أفكر في الإجابة عن هذا السؤال من قبل.
كررت عليه نفس السؤال هل أنت غبي؟ قال لها: بعد كل ما فعلته من أجلك!؟
قالت له: أنت لم تفعل من أجلي شيئًا.
يرد عليها التطبيق قائلًا: هذا رأيك أنت فقط.
يا إلهي إلى أين نسير؟ إن كل أنشطتنا يمكن برمجتها.
بل لقد تمت برمجة معظمها. إنك تستطيع أن تفعل كل شيء من خلال حاسوب صغير أو هاتف في حجم نصف الكف.
كل شيء منظم ومرتب ومحسوب بدقة وقابل للتحديث والإصلاح. لكن هل يمكن لذلك الذكاء الصناعي أن يستمر إلى الأبد؟ هل يستمر حتى هلاك الإنسان؟
وهل تكون تلك التقنيات سببًا في فنائه؟
أيأتي يوم تكون فيه هذه التقنية أعقل أو أذكى من الإنسان؟
أيمكن أن تكون أحكم منه يومًا ما فتختار من بين البدائل ما يصلح له؟
أيمكنها أن تطور من نفسها وتستغني عنه؟
ألا يمكن للإنسان الاستغناء عن هذه التقنيات يومًا ما؟
أم أن بطء الإنسان في التفكير يجعل ذلك مستحيلًا؟
هل سيأتي يوم تكون هي المتحكمة في مصيره أو حتى في وجوده؟
أيأتي يوم يُحَمِّل كل منا مُخه على هاتفه فيكون لديه نسخة احتياطية يستخدمها عند الحاجة؟
لم يعد سؤالًا واحدًا بل العديد من الأسئلة.
في نهاية المحاضرة طرح الأسئلة على الحضور دونما أي إجابة حاسمة مكتفيًا بعرض صورة رمادية لديناصور ضخم وبعض الأجهزة الحديثة المتناثرة حوله.
وخلفه إنسان من عصر الحجارة، مكتوب على جمجمته: “تم التحميل بنجاح”، ومقولة أينشتاين الشهيرة مكتوبة بخط أحمر كبير في أعلى الشاشة يقول فيها:
أنا لا أعلم أي نوع من السلاح سيُستخدم في الحرب العالمية الثالثة، ولكني أعلم يقينًا أن الحرب الرابعة ستكون بالعِصيّ والحجارة.
هذا وكل الحضور في حالة من الذهول مشغولون بالتقاط بعض الصور لذلك الديناصور وذلك الإنسان البدائي بما لديهم من أجهزة تشبه تلك المتناثرة حول هذا الحيوان المنقرض.
تمت
*تم إثبات الياء لاعتبارات فنية

وإليكم الآن قراءات الأساتذة المبدعين و النقاد :

١-أ. أبو شمس سالم

ساقول رأيي المتواضع الذي ليس له قيمة على الإطلاق..
قصة تنم عن كاتب كبير بصدق.👏
بها رؤيا لوضع متردي بتنا به مُكبلين..طريقة سرد أفصحت عن كاتب متعدد القراءات..ومضمون مُحبك بقالب قصصي بديع..

وننتظر رأي كتّابنا الأفاضل لنرتشف منهم عُمق رؤياهم للقصة

٢-أ. بدوي الدقادوسي

التقنية التي اختارها الكاتب لعرض فكرته مذهلة والفكرة وجودية تم عرضها بشكل فلسفي مدعوم بتطبيق تقني وفي محاولة للخروج عن النص المسيطر الكترونيا على العالم حاول البطل الخروج ولكنها كانت محاولة محفوفة بالمخاطر الوجودية والحدودية . بداية نحن امام كاتب عميق ذي فكر يحترم ورؤية صائبة ساقها من خلال استدلالين في النهاية الاستدلال الاول اندثار الديناصور لغبائه وعدم قدرته على التكيف ولم تشفع له ضخامته امام متغيرات البئية والاستدلال الثاني بمقولة انشتاين انه يثق ان الحرب العاليمة الرابعة ستكون بالعصي والحجارة وان الانسان سيعود الى سيرته الاولى في عودة جبرية للدائرة الابدية شكرا لصاحب هذا النص الجديد فكرة وصياغة ولغة

٣-أ. عبير توفيق

هذه قصة كتبت بواسطة كاتب متمكن ذو ثقافة عالية وهذا واضح في إسلوبه فقصته تحمل هم كثير من هذه الأجيال وما يعانوه من عدم وعي وثقافة وتركيزهم في البحث عن كل صغيرة وكبيرة علي الهاتف المحمول والذي حل محل المخ والإطلاع ويتضح ذلك من قوله أيأتي يوم يحمل كل منا مخه علي هاتفه ، شكرا لطبيب الأدب الذي صاغ قصته بإسلوب علمي متأدب

٤- أ.رضا يونس

هو حاذق متمكن من أدواته ..
خلتني أتنقل بين آلاته..
أتخيل ذاك اليوم وقد بدا ملامحه..
كاتب من الصف الأول..يمتطى صهوة قلمه الذي خضع لفكرته المستحدثة
..فخور اني قرأت له ..شغوف بذلك الغموض حول اسمه..فمتى ستفصح عن ذلك المبدع أُخيّي

٥- أ. جيهان النجار :

الرؤية هنا مستنيرة للغاية تدمج بين الماضي والواقع والمستقبل ولكنها تشير على أن الأمر مهما طال او نال من سيطرة وقوة لابد ان يرجع الى البدايه ومهما توقع الانسان انه قادر على تغير الكون والسيطرة على المخلوقات فسوف يعود الى الأصول لكى ينجو
قصة رائعة. وتناول مدهش رغم اننا نشاهد كل يوم من تكنولوجيا وتطوير وكيف تفعل من تغير وسيطرة على عقل الإنسان خاصة
ولكن الكاتب محترف ومتمكن لخصها بمنتهي الابداع والابهار
تحياتي وتقديري

٦- أ. لينا نجم

الفكرة رائعة والأسلوب شدّنا بقوة ولكن لا أدري لماذا اختار الكاتب أن الحرب الرابعة ستكون بالعصي والحجارة !!! لا مؤشر حقيقي أبداً لهذا الأمر وعلينا جميعاً التكيف والاندماج مع الوضع الحالي والمستقبلي وان نستفيد منه ونسخّره طوعاً لنا ونكون داخل الدائرة لاخارجها ..
تقبلوا رأيي المتواضع

٧- أ. سعيدة محمد صلاح

الكاتب. بمتلك ادوات اكاديميّ برمجيات ،وهي قصة. على قياس واقعنا ، الذي سيطرت عليه التكنولوجيا والرقميات ،التي لا تكاد تخطئ ،امام عناد الانسان الذ بكابد السيطرة على وقته المتزامن مع نظامها الدّبيق …تقديري للقلم الذي حبك سير القصة بسرد مشوق ومسهب

٨- أ. فتحي محمد علي

نحن امام قاص عاشق ذي مهارة واقتدار.
تنوعت مشارب القص فتراك امام قصة واقعية نقدية ذات بعد تأملي فكري؛يصوب القاص فيه عدسته على تعنت اجتماعي غير مبرر.
لغة القصةلفظا ونحوا وصرفاممتازة.
يحمد للقاص عزفه على جانب التشويق بدءا من العنوان.
استطاع القاص بمهارة ان يشرك المتلقي معه برغبة ملحة.
يؤخذ على القصة قليل من التطويل في الوصف الذي لايتواءم مع عنصر التكثيف.

٩- أ. إبراهيم معوض

نحن نقف أمام عمل قصصي مختلف، وإن كانت الفكرة مطروقة من قبل في اعمال أكثرها روائية وتكمن في علاقة الانسان بالتكنولوجيا وعلاقتها به وهل ستظل الاخيرة تعمل لصالح الأول أم يمكن أن يدب بينهما خلاف وحتما لن يكون لصالح الإنسان الذي صنعها محملة بكل بدائل التفكير والقرارات، خالية من كل المشاعر التي يمكن أن تقف حجر عثرة امام قرار سليم؛ فلا تخاف ولا تحب ولا تشفق ولا تتألم…
وضرب الكاتب هذه الامثلة كلها بحرفية قصصية عالية من خلال بطله الذي يحاول أن يخدع جهاز ال جي بي إس. فكان مصيرة أن شارف الضياع لولا الرضوخ لتعليماته ما وصل الى قاعة المحاضرات ليلقي محاضرة عن الموضوع نفسه. وهذا أجمل ما في العمل حيث عبر الكاتب أنه قد صار موضوع الساعة وليست مجرد فكرة في رأس البطل وحده.
النهاية عالية جدا من حيث الربط بين صراع الديناصور في القديم بقوته مع عقل الإنسان وكيف كانت الغلبة للعقل، وبين صراع الإنسان مهما تطور مع الذكاء الاصطناعي وتنبأ الكاتب طبعا بالمصير أن يكون الانسان في مكان الديناصور. وعبارة اينشتياين تم توظيفها في مكانها بشكل احترافي.
القصة راقت لي جدا

تحياتي للكاتب وابداعه والنافذة والقائمين عليها

تحياتي للجميع

١٠- أ. مرفت البربري

فكرة فلسفية مصحوبة بخيال علمي وأسلوب شيق ونهاية مدهشة فأصبحت القصة كاملة أركان الإبداع
كل التحية للكاتب ولكم جميعا

١١-أ. محمود فودة

القصة رائقة فكرة و أسلوبا رائعة لغة، أسلوب العرض شيق، أجبر الكاتب القارئ على الولوج إلى عمق الفكرة عبر أسئلة متواترة، أظن أن الكاتب أسهب في عرض فكرته وكان يمكن أن تكون القصة أكثر تكثيفا من ذلك، الشكر لكاتب القصة، والشكر موصول لكاتبا الراقي محمد كمال سالم، و الأستاذة جيهان الريدي، دمت جميعا بود.

١٢-أ. محمود حمدون

قرأت القصة , جيدة المحتوى , الفكرة جميلة ولعل القارئ المصري بحاجة لمثل هذه القصص التي تعالج مشكلات تقنية سوف تظهر عما قريب , الذكاء الاصطناعي ( A . I) تقنية برمجية خطيرة لا نعلم نهايتها ..

تعليق الأستاذ محمد المراكبي:

السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته:-
-اود ان اتوجه بالشكر لكل السادة المبدعين الذين كان لي شرف قراءتهم لهذة القصة ‘جاري التحميل’ على وعد مني بأن اضع ملاحظاتهم في الاعتبار
-اشكر السادة القائمين علي الصفحة لسرعة استجابتهم للمقترح الذي اقترحه الاستاذ رضا يونس كما اشكرهم علي الطريقة التي نظموا بها هذه الفعالية واتمنى للجميع التوفيق الدائم

التعليقات مغلقة.