موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

جذر وفرع… رضا يونس

166

جذر وفرع…رضا يونس


دخل قاعة المؤتمرات بجامعة المنصورة؛لتكريمه، وحصوله على وسام الجامعة..بعد غياب دام عشرين عاما،قضاها في الولايات المتحدة الأمريكية، استطاع خلالها العمل على اكتشاف علاج لسرطان الجلد بتقنية النانو مع مزيج من التِّبْر ..رُشِّحَ بهذا الاكتشاف العبقري لمنافسة عباقرة العلوم في شتى بقاع الكون؛لنيل جائزة نوبل في العلوم..
كم يتوق لأكسجين الوطن، الذي ملأ به رئتيه لآخر مرة منذ عقدين ، مازال يتذكر لحظات الفراق، وتلكما الدمعتين الساخنتين اللتين انسابتا على وجنتيه، فقد قرر حينها ألا يعود إلا بعد أن يرفع راية مصر فوق سارية الدنيا..
هاهو ذا يفي بوعده..يهبط من سيارته ..يتقدم صوب بوابة الجامعة الرئيسي، يرمق بإحدى عينيه رجلا يجلس أمام صندوق ورنيش،رث الثياب، أشعث..أصابه الوهن فانحنى متقوسا..ينظر إليه العجوز باستعطاف: تلمَّع يا بيه؟
طبقات الصوت تسكن ذكرياته، لا تبارحها..الصوت محفور في أعماقه..يحاول استرجاع الشريط دونما فائدة ..يستمر في العبور ..يصل إلى القاعة، تعانقه تحية المحتفين، تصفيق ذو لحن مميز ..رئيس الجامعة يرحب بالعالم الكبير الذي يأتي في أعلى سلم عظمائها، التصفيق يتضاعف..مازال ينظر إلى اللاشيء ..يحاول جاهدا تذكر صاحب الصوت..يبدو أن ذاكرته قد وصلت إلى مبتغاها..نعم ..هو هو..
رئيس الجامعة يستدعيه؛ ليقلده قلادة الجامعه..يصافح الرئيس ، لكنه ينصرف عنه مسرعا خطاه؛ ميمما وجهه صوب باب الخروج، لذاك الذي حفر صوته في وتينه، مع اندهاش الحضور وامتعاضهم من ردة فعله الشاذ ..خرج من القاعة وصل إلى صندوق الورنيش ..أمسك بالعجوز..طوق عنقه…انحنى ليقيم أوده..العجوز يتراجع..متوسلًا: سامحني يا بيه والله آخر مرة أفرش هنا ..هشيل الصندوق وهختفي، ..بس متخدش الصندوق مني..أنا بشتغل عليه بالإيجار..صاحب الصندوق هيخصم تمنه مني..وحياة النبي تسامحني المرادي يا ابني أنا راجل غلبان ع باب الله..
يبكي العالم الكبير، حتى تتلون مقلتيه بلون الدم..
ثم يحتضنه باكيا بنوحٍ: أنت أساسا مش هتفرش تاني..
يقاوم العجوز، ومرشح نوبل يحيط به ويسحبه جرًّا إلى داخل القاعة..
أحس العجوز بيده الحانيه،فتخلى عن المقاومة وهو يرى عيون مرافقه تفيض من الدمع حزنًا..
فقال له : مابك يا بني، ماذا يبكيك؟
لم يعقِّب..واصل سيره ببطء على موسيقى خطو العجوز..الجميع ينظرون إليه في دهشة مضاعفة…متململين من ثياب الغريب الرثَّة والملوثة بخليط من الدهانات الداكنة، التي طالت بشرته فغطّت تجاعيده السبعينية..
صعد به إلى المنصَّة ثم انخرط في موجة بكاء حارق، دامت لدقائق..
نظر إلى العجوز وهو يقول : لسه معرفتنيش يا معلمي الجليل؟
قال : لا والله يا ابني العتب على النظر …
فقال العالم الكبير وهو يكفكف دموعه : أنا تلميذك “مصطفى” في إعدادية المقاطعة … لقد كنت الأول دائمًا..وكان ذلك بفضل تشجيعك لي..كنت دايما تناديني قدام الجميع ب ” عالم نوبل”
نظر المعلم إلى العالم واحتضنه بحرارة أقامت اعوجاج عموده الفقري..
تناول العالم الوسام وقلده لمعلمه، وانحنى على قدمه..مرددًا : لولاك سيدي ما كنت هنا وما كنت هناك..
رضا يونس

التعليقات مغلقة.