قناع الخداع بقلم ضي الجلادي
شتان بين من يرتدي قناعاً يواري سوءاته وبين من استساغ مذاقه اللاذع الذي يلدغ الأبدان
ما الذي يراودك حين سماع كلمة تقرع الآذان مثل…..الخيانة
هل تؤلمك؟؟؟….أتمزق قلبك وتؤويه قبر العزلة والخذلان؟؟؟؟
هذا ما توقعته تماماً
ألم
عذاب
شهوة الانتقام
وربما صراخ يخترق الأكوان
قد ترى ذلك التعيس متبسماً ضاحكاً لتتلقفه بحبور ظناً منك بسعادته لوجودك ، إلا أنه أتقن مواراة ماهية أمره
خذلان الحبيب يطعن الفؤاد بنصل جمري محترق
خيانة الزوج سهم يشق بحر الأمان لفيلقين تنازعا لردم عرش الوئام
أما غدر الصديق فبركان غضب ثار داخل قلب كل محب مخلص أضناه الدهر فأعماه
قد يعجز اللسان عن البوح
والعقل عن التفكير
والقلب عن الجزم بما آل به للضياع
ألازلت صابراً يا إنسان؟؟؟
فقدت عائلتك وأسرتك
وها قد آن أوان خسارتك لنفسك أيضاً
لا تتعجب هكذا
فقد تبدل الحال يا صاح
بات المكدور لا يقوى على مزايلة الأمر
أشقاه الزمان فأرداه قتيل النفس مسلوب الوجدان
تلاشى التضرع والهوان
أصبح قلبه صخراً ينزف حمم بركان خامد استشاط عنوة فأباد الحياة وأحالها ليابسة عقيم لا زرع فيها ولا ماء
أتقولون دماؤه تحييه؟؟؟تقويه وتشفيه؟؟؟
كيف هذا وقد تبدلت حبراً أسودا مقيت يخنق الأبصار
إنطلق صراخ صدره المهموم
ذرفت حدقتاه دمع النسيان
تقاطرت ذكريات شتى وامتزجت ببحيرة الغموض
وحيد صار ، بلا مأوىً ولا دار ، كسير الجناح يغضبه الانتظار
هكذا حالك يا من خانتك الحياة وخلفتك ركاماً منثوراً
التعليقات مغلقة.