في جهاد الصحابة الحلقة 280 النعيمان بن عمرو بن رفاعة” خفيف الظل “-2
في جهاد الصحابة..
الحلقة 280 النعيمان بن عمرو بن رفاعة” خفيف الظل “-2
بقلم / مجدي سـالم
ثالثا.. نكمل.. الصحابي خفيف الظل..
كان من السمات المميزة لهذا الصحابي الجليل.. كثرة المزاح.. وحب الضحك حتى قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: “يدخل الجنة وهو يضحك”.. وكثيرة هي المواقف الضاحكة من نعيمان.. حتى كان النعيمان لا يراه النبى صلى الله عليه وسلم إلا ويبتسم..
- ويروى ذات القصة الزبير بن بكار أحد أعلام المدرسة الإخبارية الحجازية – فى مخطوطته”الفكاهة والمزاح” – حدثنى عمى مصعب بن عبد الله عن جدى عبد الله بن مصعب عن ربيعة بن عثمان.. قال إن أعرابيا أقبل على ناقة فدخل المسجد وأناخها بفنائه.. فقال بعض صحابة النبى لنعيمان: لو نحرت ناقة الرجل فأكلناها؟ ويغرم النبى صلى الله عليه وسلم حقها.. فقال إن فعلت ذلك وأخبرتم رسول الله بما صنعت لغضب علىّ.. قالوا: لا نفعل.. فنحرها نعيمان ثم انطلق إلى المقداد بن عمرو.. وخرج الأعرابى فرأى ناقته قد نحرت فصاح: (واعقراه يا محمد) – صلى الله عليه وسلم – فسأل الرسول صلى الله عليه وسلم عمن فعل ذلك قالوا: نعيمان.. فاتبعه حتى أتى على المقداد.. فقال النبى صلى الله عليه وسلم.. “هل رأيت نعيمان.؟” فقال وهو يشير إلى مكانه.. ما رأيته يا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فوجده قد اختفى فى خندق وجعل عليه الجريد.. فأخرجه الرسول وقد تعفر وجهه بالتراب.. فقال له: ما حملك على ما صنعت.؟ قال: الذين دلوك علىَّ هم الذين أمرونى.. فأخذ رسول الله يضحك ويمسح عن وجهه التراب.. ثم غرم ثمن الراحلة.. وكان النبى صلى الله عليه وسلم إذا ذكر صنيعه ضحك حتى تبدو نواجذه..
- وعن أم المؤمنين السيدة أم سلمة رضي الله عنها.. أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه خرج في تجارة له إلى بُصري – بلدة من بلاد العراق – ومعه نعيمان الأنصاري.. وسليط بن حرملة – وكلاهما ممن شهد بدرًا- وكان سليط هو المسئول عن الزاد وتدبيره في الرحلة.. فبينما هم في استراحة من الاستراحات أثناء الطريق.. إذا بنعيمان جاع جوعًا شديدًا.. فطلب من سليط أن يطعمه فأبى عليه ذلك – إلا في حضرة أبي بكر من الخارج والذي يبدو أنه خرج لبعض شأنه – فاغتاظ منه نعيمان وقال له متوعدا: لأغيظنك..
وإنهم في سفرهم ذاك.. مروا بقوم من العرب فاختلى بهم نعيمان وقال لهم: أتشترون مني عبدًا.. قالوا: نعم..وفرحوا كثيرًا بذلك.. لأنه -على ما يبدو- من النادر أن يجدوا عرضًا كهذا.. والعرب كانوا يحتاجون لمن يسترقونهم لخدمتهم.. فأشار نعيمان للقوم على صاحبه سليط وقال لهم: إن هذا عبدي وله كلام.. فسوف يقول لكم: لست عبدًا وأنني ابن عمه.. فإذا كنتم ستصدقونه فلا داعي لهذه الصفقة ولا تفسدوا عليَّ عبدي.. قالوا: لا..بل نشتريه ولا نكترث لقوله.. فقالوا: بل نبتاعه منك بعشرة قلائص.. فأقبل بها يسوقها.. وأقبل بالقوم حتى عقلها.. ثم قال: دونكم هو هذا.. فدفعوا إليه العشرة من الإبل لحرصهم على شراء العبد المزعوم.. ثم جاءوا معه ليستلموا الصفقة فامتنع سليط منهم.. وقال للقوم: إنه يستهزئ بي فلم يصدقوه.. وقالوا له: لقد أخبرنا خبرك وأخذوه بالقوة.. وقيدوه ووضعوا فوق عنقه عمامة كعادة زي العبيد.. فلما حضر أبو بكر رضي الله عنه وأخبروه بالخبر لحق بالقوم.. وأكد لهم أن صاحبه يمزح ورد عليهم إبلهم.. قال ابن عبد البر: فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقصوا عليه قصة نعيمان وبيعه لسليط ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولاً كاملاً.. أي إنهم كان يتملكهم الضحك كلما تذكروا القصة لحول بأكمله.. تقول بعض الروايات أن اسم الصحابي الذي باعه نعيمان -مزاحًا- هو سويبط وليس سليطًا..
- ولقي نعيمان أبا سفيان بن الحارث فقال: يا عدو الله.. أنت الذي تهجو سيد الأنصار نعيمان بن عمرو؟ فاعتذر له.. فلما ولى قيل لأبي سفيان: إن نعيمان هو الذي قال لك ذلك فعجب منه وضحك..
- ونذكر ما عرف عن نعيمان ابتلاؤه بشرب الخمر.. ذكر الزبير بن بكار “حدثنا الزبير وحدثنى يحيى بن محمد.. حتى أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه قال: كان بالمدينة رجل يقال له نعيمان يصيب الشراب.. وكان الرسول يؤدبه جزاء شربه.. ولكنه تأديب مشمول بالعطف .. فلما أستأذن أحدهم النبى أن يقتله لإدمانه الخمر قائلا ( اتركنى أقتل هذا المنافق) منعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال.. “لا.. إنه يحب الله ورسوله”.. أما فى زماننا فقد خرج علينا قوم نزع الله من قلوبهم الرحمة.. ادعوا كذبا اتباعهم لله ورسوله.. ينصبون أنفسهم قضاة.. ولا يتورعون عن قتل مسيحى فى كنيسة أو مسلم فى مسجد.. بتهم يدعونها هم.. .. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.