سلسلة مقالات بعنوان
كلام تحب تعرفة
بقلم سامية محمود عفيفي .
بالتأكيد حياتنا جميعا لا تسير فى خط مستقيم وليست صحيحة ١٠٠% أو بمعنى أدق ليست على أهواءنا . نسعد ونحزن لأشياء لا نتوقع أنها تسعدنا أو تبكينا. نفشل وننجح فى أمور أيضا لا نتوقع أنها تؤثر علينا . كل منا لديه رغبات مكبوتة وغير قادر على تحريرها أو خروجها بالصورة التى يريدها. وهذا يرجع إلى وجود أشياء كثيرة تؤثر فى حياتنا مثل العادات والتقاليد . مبادىء المجتمع الذى نعيش فيه… إلخ فمثلا نجد أنفسنا مقيدين بالتقاليد والعادات رغما عنا وإن كنا رافضين لها ولكن مجبرين بالإلتزام بها دائما وابدا.
الكثير منا يركز على الممنوع ويترك المسموح . بمعنى أننا نركز دائما على الأشياء الغير مسموح أن تحدث وتعتقد أن هذا الممنوع إذا فعلته ستحصل على السعادة والراحة والمتعه . وتترك الأشياء المسموح لك فعلها وتضعها فى إطار أنها مملة وروتينيه وليس بها أى لذه أو متعة .
وهنا نجد أن هذه هى طبيعة النفس البشرية كما يقولون (الممنوع مرغوب) .ولكن إعطى لنفسك الفرصة والمساحة وإبدأ فى الشعور بمتعة ولذة الأشياء التى تمتلكها والتى يُسمح لك بالإقتراب منها دون قيود ودون أن تبذل مجهود فى أن تكسر العادات والتقاليد والمبادىء التى تحكمك. تعامل مع ما تمتلكة على أنه شيء جديد وأنه من الممكن أن تُخرج منه متعة وسعادة تغير حياتك وتجددها.
الأمر ليس بسهل وهذا المنطلق يحتاج إلى بعض المجهود للوصول إليه . فمثلا المجبر على وظيفة لا يريدها أو المجبر على علاقة زواج ليست على هواه أو حتى مجبر على جامعة ليست بميولة أو رغبته بالتأكيد يوجد أشياء لا يمكن أن نُجبر عليها أو تتقبلها ويمكنك تغيرها ولكن فى المقابل يوجد أشياء يمكن التأقلم معها لذلك لأبد أن تغير نظرتك إليها حتى تشعر بمتعتها ولكى تنعم بحياة أفضل .
العلاقات الإجتماعية من أكثر الأشياء أهمية فى حياة الإنسان فبدون علاقاتك الإجتماعية لن تستطيع مواجهة الكثير من الأمور الهامة فى حياتك . فالله سبحانه وتعالى خلقنا مجموعات نتواصل ونتعامل سوياً وليس من الطبيعى أن نعيش فرادى فى هذا العالم . وعندما تتأمل علاقاتك الإجتماعية جيداً طوال فترة حياتك ستجد العديد من الأمور أهمها طبائع ومميزات وعيوب البشر المختلفة من حولك . منهم من تستطيع التعامل معهم بطريقة مريحة وسلسة وتتكيف مع طبائعهم المختلفة ومنهم من يصعب التأقلم معهم لصعوبة طبائعهم وشخصياتهم وعيوبهم وحتى مميزاتهم. وهذا الأمر طبيعى للغاية لأن كل فرد منا له طاقة تحمل يمكن أن تنفذ فى أى وقت فيمكن لك أن تتحمل شخصيات صعبة لفترة طويلة ولكن لا تتحمل غيرها من الشخصيات . ولكن قبل أن نتكلم عن أصعب أنواع الشخصيات وكيفية التعامل معهم دعونا نعرف لماذا الأشخاص يكتسبون بعض العيوب أو المميزات أو الطبائع المختلفة؟ ولماذا لا يشعرون أنها تسبب مشكلة فى التعامل مع الأخرين ؟ وأيضا قبل البدء فى تلك النقطة إعرف جيداً أنك أيضا يمكن أن يكون لديك طبع أو عيب فى شخصيتك لا يسبب لك أى مشكلة أو عائق. ولكن بالنسبة للأخرين فهو عائق كبير ويمكن أن يجعل الأشخاص يبتعدون عنك ولا يفضلون التعامل معك ويعتبرون أن هذا الطبع عيب كبير ولا يمكنهم التأقلم عليه . وهنا لابد لنا من وقفة مع النفس ولحظة صدق حقيقية نعترف فيها بعيوبنا وطبائعنا وإذا وجدنا أنها تسبب لنا الكثير من المشاكل والمتاعب نحاول تغيرها قدر الإمكان وهذا ليس لإرضاء أحد ولكن لإرضاء نفسك وحياتك وإستعادة طاقتك المهدرة وأيضا لكى تكتسب الكثير من العلاقات الإجتماعية المهمة. لحظة الصدق هذه ستجعلك بشكل ما تتقبل الكثير من عيوب البشر حولك.
كيف يكتسب الفرد طبع أو عيب أو ميزة غير مرغوب فيها ؟ . انتظرو المقالة القادمة.
الرسمة بريشة الفنانة روان أشرف عفيفي
التعليقات مغلقة.