موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قصة قصيرة ” شفيف “… حسين الجندى

408

قصة قصيرة شفيف حسين الجندى

وقفتُ ووالدي في المقابر بعد الانتهاء من دفن صديق عمره…
لقد مات أحد أضلاع مثلث حياته…
لم يكن يومها مَنْ عرِفْتُه مطلقا!
رباطة جأشه ورزانته المعتادة خطواته المتمهلة…
تبَخَّر كل ذلك تماما!

قابلنا هناك ضلع المثلث الثاني…
عزَّيا بعضهما في حضن طويل اختلطت فيه الدموع بنشيح مكتوم…
نظر كل منهما إلى عيني الآخر نظرات زائغة!
نظرات تشبه التحديق في بئر عميقة بلا ماء!
نظرات مُوَدِّع!

عدنا إلى البيت…
لم ينطق حرفا واحدا…
الصمت صاحَبَه طوال اليوم…
ليلا انقطع التيار الكهربائي…
ساد الظلام…
هممتُ بإحضار بعض الشموع وقدَّاحة لكنه صمَّم أن يذهب هو
اخترق الظلام بسلاسة غير معهودة!
على ضوء الشموع الخافت وجدتُه يبتسم ابتسامة صافية لم أرَها على وجهه منذ زمن بعيييد وأخيرا نطق:
(أنت عارف الدنيا دي شبه إيه؟!)
لم ينتظر ردا فأردف:
(شبه الكهربا!
في لحظة هووووب ترووووح!
بس الكهربا بترجع تاني أما العُمْر…… فلا!)

مَرَّ شهر…
لم يقضه في الحزن واستدعاء الذكريات والاكتئاب كما توقعت…
بل ظل يضحك ويوزع البشاشة على الجميع…
خشيتُ عليه فليست هذه طبيعته على الإطلاق…
تَعَلُّقُه الشديد بصديقه الراحل جعلني أشعر بأنه سيلحق به ليؤانسه!
أصابني هذا الخاطر بانقباضة عصرت قلبي!
وكأنه يقرؤني!

  • أتخشى أن أفارقك؟!
    قالها وهو يُثَبِّت عينيه في عينيّ مردفا:
    (الموت جميل…
    عارف جميل لمين؟!
    جميل لِلِّي بيموت…
    آه…
    علشان بيرتاااح!)
    فلسفة عجيبة ربما تخالف كل الأعراف والفِطَر!
    ولولا أني أعرفه جيدا لاتهمته في داخلي بالقنوط والرغبة العارمة في مفارقة الحياة!
    لكني أيقنت بعد جملته الأخيرة أنه حتما سيفارِق!

قبل أن أتفوَّه بكلمة واحدة وضع يده على فمي وما زالت عيناه مُثَبَّتَتَيْن على عينيّ…
شَرَدْتُ للحظات تَخَيَّلْتُه فيها محمولا على الأعناق لِيُوَارَى مثواه الأخير…
أفقتُ على دمعات ساخنات فرت رغما عني…
رآها…
بكى هو الآخر بكاءً شديدا…
احتضنني بقوة…………………….
…………………………………………………………………

انتهى الأب من قراءة السطر الأخير من مذكرات ابنه…
وبيد مرتعشة ودموعه تبلل صفحاتها أغلقها وهو يعيد قراءة تلك العبارة التي خَطَّها ابنه على لسانه – لسانِ الأب- :
(الموت جميل…
عارف جميل لمين؟!
جميل لِلِّي بيموت…
آه…
علشان بيرتاااح!)

ثم صدرت منه آهة من أعماقه رجَّت كونَه.

تمت.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

قصصقصيرةبسن_القلم

حسين_الجندي

التعليقات مغلقة.