في ذكرى الشهيد محمد الدرة بقلم هيثم الشاعر
مااشبه اليوم بالبارحة
أيحق لذاك المشنوق
في تلك الذات الهمجية
أن يحلم يومًا بربيع
بضياء الشمس الذهبية
أيحق لدمع الأطفال
أن ينبت شمسًا وردية
قلبي ونزيف الأوطان
يقاسي ليالٍ شتوية
وظللنا نُعربد وكأنّا
رضينا حياة الدموية
أيحق لقلبي أن يحلم
كىْ يُزهر رغم العبثية
أن يهفو يوما لحنين
وينبت ليل الحرية
تغزونا مواكب قتلانا
فتمزق ذاتي العفوية
أيحق لشمسي أن تشرق
يومًا بضياء الوطنية
فتغدوا الأقطار ربيعًا
وتهب رياحي العربية
ياوطني المثقل بجراحي
وأنينُ ليالٍ وحشية
ياوطني الغارق بدمائي
ياأول مهد البشرية
هل حان رحيل الأحزان
أم أنّ دروبي منسية
ياوطني ضاعت أيامي
وقصور الحكام غنية
لهيب الأرصفة يُمزق
ياوطني معني القومية
أطفالي الجوعى ياوطني
قد ذاقوا ذُل الدونية
والغازي الأهوج لايلبث
أن يشنق في الأرض هوية
ويمزق كل الأوصال
كي يوما لا يبقى بقية
الغازي الأبيض قد أقبل
بمدافع فتكٍ ذاتية
الغازي الأبيض مزّقنا
فرقنا بنار القبلية
هذا سُنِّي
و هذا شيعي
وتلك البنتُ يَزيدية
وبكل غباء أصبحنا
بلاد الجهل الرجعية
وظللنا في الفلك ندور
وصرنا مثال السخرية
الوطن العربي الغابر
قد فقد معاني الوطنية
الوطن الغابر ياوطني
قد ضلّ دروب العربية
التعليقات مغلقة.