قصة بعنوان ” لامفر من المخر”… كريمة شعبان
التراث الشعبي مليء بالأمثلة ،والتغيرات التى تحتم العناية بالألفاظ وتربط بينها وبين التقدم للأمام والحفاظ على الذات.
كان أجدادنا يقولون، لسانك حصانك إن صنته صانك، وإن ماصنتوش رفسك للخارج
ويقولون أيضا الملافظ سعد
اختيارك للألفاظ، أحيانا يكون سر سعادتك ،ومن السهل أن تعرف التعساء من خشونة الألفاظ التى يستخدمونها
يحكى أن رجلا ذات منصب عالي في منتهى الكفاءة والصرامة في آن واحد، نقطة ضعفه الوحيدة كانت لسانه
عندما يفتح فمه لا يمكن أن تتنبأ بحجم الخسائر التى سيحدثها
لذلك تمكن خصومه من اصطياده بسهولة وسحبوه من لسانه إلى خارج المبنى الذى يعمل به
فعاد لزوجته عابثا الوجه مكسور الخاطر حيث كان يسكن في منطقة راقية لكنه لازال يستخدم كلمات تشمئذ منها زوجته حينما تسمعها لا تليق بمستواهم الاجتماعى
حيث كان يقول على التواليت مرحاض، وأحيانا يقول كنيف!
والطبق صحن والسجادة حصير أو كليم وغيرها من الكلمات
كثيرا حاولت زوجته أن تعلمة كيف يتحضر ويتكلم مثلها لكنه يخطأ أمام الجميع ويسبب لها الإحراج
فقد كان ينطق حرف القاف خاء
مثل كلمة (القرارات) يقولها (الخرارات) والصحيفة تخر بدلامن تقر” ولقد حققنا الاستخرار للبلاد أى الاستقرار !
حتى المقر الانتخابي قالها المخر الإنتخابي مما يجعلهم يضحكون ويتغامزون على طريقته وأنه غير مناسب لها اجتماعيا كزوج
فتتشاجر معه بعد العودة إلى المنزل فقد كان يجلس كثيراً وحده بالبلكون التي تسميها زوجته فارندا يتأمل نفسه ويقرر التعلم من أخطاءه ويحاول أن يصبح أفضل ويستطيع التعايش مع من حوله لارضاءهم حتى يرى الشمس وهى تشرق ويسمع زقزقة العصافير فيحدثهم قائلاً لابد أن اترك المدينة بكل ما فيها حتى زوجتي ليس لي مكان بينهم سأعود إلى قريتى التي نشأت بها والناس البسطاء الذين لم يتعجبوا من كلماتي فعملي توقف ولن أجد غيره ولن أستطيع بعد نفاذ ثروتي أن أوفر لزوجتى المستوى المعيشي التى تعودت عليه ولمتي أظل أُضحوكة بين أقاربنا والجيران فلا مفر من العودة إلى الخرية ( القرية)التي جئت من منها ولا مفر من المخر!!
التعليقات مغلقة.