موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

من بستان اللغة العربية..بقلم د.وجيهة السطل

177

من بستان اللغة العربية

بقلم د.وجيهة السطل

ما الفرق بين الكلمة واللفظ والكلام والكلم والقول ؟

هدف اللّغات جميعها عمومًا ، تحقيق التواصل والتفاهم بين أفراد المجموعة البشرية اللغوية الصوتية الواحدة؛ التي تعيش على أرض واحدة ، وتمثلها ثقافة واحدة وتركيبة نفسية واحدة؛ عربيّةً كانت أم غير عربيّة.ومادة هذا التواصل هي الكلام .وقد أجمع علماء اللّغة على أنّ الكَلام ثلاثة أقسام لا رابع لها؛ وهي: اسمٌ وفعلٌ وحرفٌ. فما هو الكلام ؟
الكلام هو مجموعة ألفاظ تشكَّلت من أصوات كل لغة، وفق فلسفتها الصوتية .تحمل دلالاتٍ معنويةً ما ..
ولعلّ أوّل من باشر البحث في خصائص الكَلام العربيّ هو الخليلُ ابن أحمد الفراهيديّ؛ حيث فطن لِمَا للكلمة من أهمّية في اللّغة، فدرس مختلف تقاليبها واتّخذها وحدة لتفكيك الكَلام وتصنيفه في معجمه العين .وحاول النّحاة بعده أمثال سيبويه وابن جنّيّ تناول القضيّة بشيءٍ من التّعمّق ،فعرّف اللّغة بأنّها: ” مجموعة أصوات يُعبّر بها كلّ قومٍ عن أغراضهم”.
وتجتمع هذه الأصوات وفق الفلسفة الصوتية لكل لغة ،فتشكل معنى مفيدًا في تركيب صوتي متجانس ، يسمى الكلمة . ٠
يقول ابن الأنباري في مقدّمة الباب الأوّل من كتاب أسرار العربيّة ” إنْ قال قائلٌ: ما الكَلِم؟ قِيل: الكَلِمُ اسم جنس، واحِدُه “كَلِمة” كقولنا: نبِقَة ونَبِق… . فإن قِيل: ما الكلام؟ قِيلَ: ما كان من الحروف دالاً بتأليفه على معنى يحسن السّكوت عليه. فإنْ قِيل: ما الفرق بين الكَلمِ والكلامِ؟ قيل :الفرق بينهما أنّ الكَلم ينطبقُ على المُفيد وغير المُفيد، أمّا الكَلام فلا ينطبق إلا على المفيد بخاصة “.
وهذا صحيح . فاللفظ مايصدر عن الكائن الحي من أصوات ، فإذا صار له معنى في الذاكرة الجمعية للغة البشرية ، صار التركيب كلمة وكلامًا .
أما سيبويه فقد عدَّ اللّفظ جنسًا للكلمةِ حين قال في كتابه “الكتاب” : ” كلّ كلمة لفظ وليس كلّ لفظ كلمة”.
فاللفظ هو الصوت المشتمل على بعض الحروف الهجائية.سواء دلَّ على معنى أم لم يدل كزيد وديز، والقول هو الصوت أو اللفظ المفيد معنىً.ومن هنا يتبين أن كل قول لفظ ولا عكس.
وليس هذا رأي ابن مالك إذ يرى أن القول يعمُّ الجميع فيقع على الكلام والكلم والكلمة.
والكَلِم تعريفًا اسم جنس جمعي؛ وهو ما دلّ على ثلاثة عناصر فأكثر، ويراد به جملة الشيء ومجموع أفراده.ونُفرِّق بينه وبين واحِدهِ أو مفردِه بالتاء المربوطة ؛ كنحل:نحلة، دمع: دمعة، إذًا كَلِم مفردُهُ كَلِمة.وكسر الكاف وتسكين اللام “كِلْمة”لغة أخرى فيها.
وقد نفرق بين اسم الجمع ومفردِه بياء النسب المشدَّدة نحو:
عرب: عربيّ، روم: روميّ
والكلم جملة الألفاظ المنطوقة أو القول عند ابن مالك ؛ سواء أفاد، كقولنا : الرضا أساس السعادة .الحق أحقُّ أن يُتَّبع. أم لم يُفد كقولنا :
إنْ سألتك عنها …..
أو: الأخلاق …..
فالسامع ينتظر كلامًا بعد هذا ليفهم المراد؛ لذلك لا يَحْسُن السكوت هنا،ولا يكون هذا القول مفيدًا.
ويبدو أن تطوُّرًا دلاليًّا طرأ على المعنى، فهناك آخرون يرون أن القول هو اللفظ الدال على معنى نحو: رجل- فرس- زيد.وبذا فهو مرادف الكلمة .
والقول عند بعضهم هوالكلام الدال على معنى يحسن السكوت عليه . فينطبق على الكلام وهو الجملة المفيدة ، وعلى الكَلِمة.. والقول لفظ صوتي تحوَّل إلى كلمة مفردة ،تحمل معناها بحروفها جميعًا .لأن المفرد ما لا يدل جزؤه على جزء معناه.
كعشب مثلًا. فأجزاءالكلمة هي أصواتها وهي العين والشين والباء .
والمعنى لا يتجزأ ولاتتوزع أجزاؤه على الحروف المكونة للكلمة .
وإن كان لابن جني باب في كتاب الخصائص ذكر فيه أن العرب اختاروا أصواتًا معينة للدلالة على معنى دون آخر .
فاختاروا لصوت الغراب نعيق ؛ ونسمع العين والقاف تترددان في صوته . واختاروا لصوت الحمار نهيق، ونسمع الهاء تتردد في صوته . وكذلك اختاروا القاف والضاد لما يمضغ من اليابس فقالوا :قضم الجزرة . والخاء والضاد لما يمضغ من الطري فقالوا: خضم الخس والقثاء والخيار . ولكن هذا غير مطرد في ألفاظ اللغة جميعها .
وعلى هذا فالكَلِم أصوات أو ألفاظ لا يُشترط فيه الإفادة، وكل ما يُشترط فيه هو ألا يقل عن ثلاث كلمات. فإذا أفادت فهي كلام.
نحو : سبحان ربي الأعلى
كلام وكلم .
أما : حضر عليٌّ.
صه- شروق – وردة
فهو كلام وقول .
ومن الكلم ما كان على ثلاث كلمات تفيد كل منها بنفسها ،ولا تفيد باجتماعها فليس كلامًا ولا قولًا .نحو :
” من كان يريد .”فهو كلم ، وليس بكلام .
وتطلق الكلمة أحيانًا على جملة الكلام أو مجموعة الجمل في مقال أو خطبة ؛ وذلك مثل قوله تعالى:
{وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}هود/١١٩
فالمراد بكلمة ربك، هو جملة: لأملأنَّ جهنم من الجِنَّة والناس أجمعين.
ومنه قول رسول الله صلَّى الله عليه وسلم:
(أصدق كلمة قالها لبيد: ألا كلُّ شيءٍ ما خَلا اللهَ باطِلُ).
ونقول: ألقى المسؤول كلمة؛ يراد بها : خطبة.
وهذا معنى قول ابن مالك:
وكِلْمَةٌ “بكسر الكاف وسكون اللام؛ لغة أخرى لكَلِمَة” بها كلامٌ قد يُؤَمّ ؛ أي: يُقصد.
يعني: قد تُطلَق الكلمة ويُراد أو يُقصَد بها الكلام .
كقوله تعالى: (لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبعثون) المؤمنون /١٠٠
الكَلِمَةٌ التي هُوَ قَائِلُهَا قوله: (لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ). فسماها الله -تعالى – كلمة و هي جملة.
ونوجز النتائج فيما يلي :
القول في التعريفات ألأولى هو كل ما يصدر من أصوات تشكل ألفاظًا تامة أو ناقصة.فالتام هو المفيد، أعني كلمة أو جملة أو ما في معناهما نحو :صهٍ، وإيهٍ وهيهات ؛والناقص ما كان عكس ذلك.ثم حدث تطور دلالي للمعنى فصار القول يعني فقط كل ما يدل على معنى يحسن السكوت عليه مثل الكلام .فكل لفظ مستقل بنفسه، مفيد لمعناه هو قول وكلام ،وهو الذي يسميه النحويون الجمل . ويرتبط مفهوم الكلمة عند ابن مالك بمفاهيمَ نحويّة صرفيّة معجميّة، والعلاقة النّحويّة هي الّتي تتحكم في تركيب الكلام. فالاسم نوع من أنواع الكلمة ، وهو مادل على معنى بذاته غير مقترن بزمن .والفعل مادل على معنى بذاته مقترن بزمن. والحرف ما دل على معنى عند اقترانه بغيره .
ويرى بعضهم أن القول عام ؛بدليل إجماع الناس على أن يعرِّفوا القرآن بأنه كلام الله، وليس القرآن قول الله. فعبروا بالكلام الذي لا يكون إلا أصواتاً تامة مفيدة، وعدلوا به عن القول الذي قد يكون أصواتاً غير مفيدة.
وأرى أن الكلام يخص المكتوب .أما القول فيشمل المنطوق والمكتوب ، وقد يكون القائل والكاتب واحدًا وقد لا .
.. و لتوضيح الفرق بين القول و الكلام نضرب مثلًا .. أحيانًا يفوض المسؤول شخصًا اعتباريًّا ليلقى كلمته فى محفل ما .. فالكلمة الملقاة تكون كلام المسؤول .. لكن فى الوقت نفسه تكون الكلمة هى نطق و قول من يلقيها ..
يقول سبحانه و تعالى : ” إنه لقول رسول كريم ” سورة الحاقة /٤٠..ويشمل هذا القول ما نقله الرسول صلى الله عليه وسلم صوتًا وقولًا إلى كتبة الوحي .لكنه فى الوقت نفسه كلام الله .. كما يشمل الحديث .
وفي الختام نقول:
الكلام هو ما تكوَّن من مجموعة كلمات، ليفيد معنًى مستقلًّا تامًّا يحسن السكوت عليه.
وقد تطور معنى القول ليتطابق مع معنى الكلام من حيث الإفادة .فصرنا نقول : ( قال الله تعالى).
ولأنَّ الكلمة في العلوم العربيّة – اللّغة واللّسانيات- واسعة المدى متعددة الملامح والأبعاد الصّرفيّة والتّركيبيّة والدّلاليّة والمعجميّة والصّوتيّة؛ فقد تعددت النّظريات والمقاييس في رصد سماتها.
فسبحان من جعل الإعجاز في لغة خالدة بخلود القرآن الكريم – وكشفت الأبحاث اللغوية المعاصرة أنها أم اللّغات …..
إنها… اللّغة العربيّة ..

التعليقات مغلقة.