تمثال ديلسبس والشرعية الوطنية بقلم د.أحمد دبيان
أول ما فعل المصريون بعد حرب التحرير التى أشعل شرارتها الشهيد سقنن رع ، وقادها الشهيد كاموس وأكمل مسيرتها البطل أحمس وبعد طرد الهكسوس الى خارج الحدود التى أتوا منها أن قام المصريون الأصلاء بالفعل السوى الوحيد المنطقى وبموروثهم الحضارى الحقيقى الذى يأبى الضيم والعبودية .
قام المصريون بتحطيم تماثيل الرعاة وملوكهم وتمثال آخر ملوكهم أبوفيس ومحو كل الآثار التى تركوها بحيث لا نجد اليوم فى مكتشفات الحفائر أى أثر للهكسوس.
ورغم ان الهكسوس بالتحليل التاريخى المغالط كانوا جزءاً من تاريخ مصر ، إلا أن الهوية الوطنية ظلت تأبى فى فطرة طبيعية لم تتدنس أن تترك أى أثر لهم على الجداريات أو فى المعابد أو حتى لتماثيل معبوداتهم التى أعلوا فيها آلهة كانت الأدنى فى تقديسات المصريين فلا نجد تماثيلاً للإله ست الذى عبدوه.
فى معركة الهوية الوطنية لا يمكن أبداً وضع تماثيل ميادين للجنرال ويسلى أو للأدميرال سيمور أو حتى لونستون تشرتشل تحت زعم أنهم جزء من تاريخ مصر .
هل تقبل ألمانيا مثلاً وضع تمثال لهتلر تحت ترويجات أنه جزء من تاريخ المانيا المعاصر ؟
بل وهل تقبل فرنسا أن تضع تمثالاً للجنرال بيتان الذى تعاون مع النازى وخان فرنسا تحت زعم أنه جنب البلاد ويلات الحروب؟!
وهل تقبل إيطاليا إقامة تماثيل للدوتشى تحت نفس الزعم ؟
التمثال أى تمثال هو فى الجوهر رمز واستدعاء للحظات تاريخية محددة تجدد الذاكرة الوطنية للشعوب .
واذا ما تجاوز البعض خلطاً تحت زعم حركة التاريخ باستدعاء الغاصبين والمنتهبين للذاكرة الوطنية وجعلهم فى بؤرة الميادين أو ليحتلوا ما قد وقر فى الذاكرة الوطنية نصاً مقدساً ، فهم بقصد اكاد أجزم بوجوده نيته المبيتة يقوضون الهوية والذاكرة الوطنية المستقبلية لتظل الأجيال التى تحيا فى التيه المصدر ترسف فى أغلال عبث الهويات.
التعليقات مغلقة.