موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

نفق العباسية قصة للنقد بقلم فاطمة مندي تقديم محمد كمال سالم

193

نفق العباسية قصة للنقد بقلم فاطمة مندي تقديم محمد كمال سالم

عند عودتي، تغزل خطواتي سجادة الطريق، أعبر الطريق بسرعة وحذر كما لو أنني لم أعبره من قبل، أقف عند بائع الصحف، أشتري منه صحيفة، لكنني لا اتذكر يوماً أنني قرأتها او فتحت اوراقها، أو حتى اختارت ذائقتي اسم الصحيفة، سواء كانت صحيفة الأهرام أو حتى الجمهورية، كانت كما هي عادتي أمسح بالصحيفة زجاج سيارتي التي اركنها في مرآب قريب من نفق العباسية.
تأخر الوقت، كان طريق الخليفه المأمون قد أغلق تماماً من المتظاهرين، فمنذ ليلة أمس سمعت صوتاً مدوياً هز نوافذ شقتي، قوات الجيش تسد منافذ النفق، كنت أتوقع أن أحد المتظاهرين يضرم النار في سيارة تابعة للشرطة، حاولت أن أتحقق عن قرب عن نوع السيارة التي أصبحت كجرذ ايبسته نياران شعواء، ابتعدت عن لهيب النار ومن أصوات المتجمهرين، فثمة من ينذر الجميع بانفجار خزان الوقود،
لم أصل لذلك المرٱب بعد، فقد منعني ضابط وسيم في الجيش من الوصول إلى المرآب، حاولت أن التف حول المرآب أو أ تخذ طريقاً آخر، لكن الأمر ساء عندما راح بعض المتظاهرين يرمي قناني البنزين والقائها في وسط الشارع، كان رجوعي صعب، بل أصبح وصولي إلى الشقة أصعب من أن أقف حيث أنا،
سحبني أحد المتظاهرين في زقاق ضيق لم تألف قدمي اسفلته من قبل، عدت كما لو أنني أدور في متاهة، جلست على رصيف الزقاق وأنا أضع رأسي بين ركبتي، انتابني شعور من الخوف، تذكرت أبني الصغير الذي آخذه كل يوم عند عودتي من المدرسة، تشجعت قليلاً وأنا أتخذ قرارا الوصول إلى سيارتي،
رحت اسير بسرعة ولم أكترث لصوت الضابط الذي راح يصرخ بصوت جاهوري وهو يأمرني بالرجوع، دخلت المرآب وانا أبحث من بين عشرات السيارات عن سيارتي المرسيدس، لم أكن مخطئة حينما ركنتها بالقرب من باب المرآب العريض، سمعت صوت عامل المرآب وهو رجل كبير في السن يخبرني بأن سيارتي المرسيدس اخذوها بعض البلطجية،
لا أدري لماذا اسعفتني ذاكرتي حينما تذكرت تلك السيارة التي كانت تحترق في مدخل نفق العباسية، هممت بالرجوع كنسرة منقضة على فريستها كان الدخان هو الوحيد من يرشدني اليها من زحمة المتظاهرين، اقتربت منها بعد أن خفتت نيرانها الملتهبة، من المؤكد أنها المرسيدس، التي اشتريتها من أخي قبل أن يسافر إلى أمريكا لإكمال رسالة الدكتوراة للعلوم السياسية.
كان النفق مظلماً، لكنني لم أقف أو حتى اوقفتني حشود المتظاهرين، أو قوات الجيش فقد رحت اسير ببطء كسلحفاة فقدت طريق الشاطئ.
بانت أمامي بنايات وبيوت وفلل وشوارع وازقة، كأنني لم أراها من قبل.
كان كل شيء أمام نظري يعم بالضبابية التامة، فلا أتذكر كيف أنني دخلت شقتي وأنا شعثاء الرأس وطلاء الدخان قد ملأ وجهي تماماً، كل ما تذكره قبل أن أفقد الوعي، هو سؤال أبني ماما ماذا حدث ؟!

تعليق السادة النقاد و القراء:

أ. محمود حمدون :

أعجبتني القصة , أعجبني أكثر تلك الرسالة الخفية التي دُسّت بين طيات الحروف ..

أ. محمود فودة :

قصة جيدة، سرد مشوق الفكرة جميلة، القفلة لم تكن على المستوى الذي يواكب جودة القصة، بالتوفيق للكاتبة

أ. بدوي الدقادوسي :

نص له أبعاد كثيرة خرج عن ثرثرة القاص ليدخل في تكثيف المتمرس وهذا ما جعلني أقرأ وأنا سعيد .. والخاتمة جميلة لأنها جاءت على لسان الطفل ولأن السؤال يفتح مجال التخمين ماذا حدث لنا ؟ ماذا حدث للسيارة ماذا حدث فينا؟ ولكن لي بعض المآخذ على النص … كلمة (جاهوري ) خالية من الأف ” جهوري ” الهمزات كلها تحتاج لمراجعة وتدقيق .. جملة (اخذوها بعض البلطجية) جاءت على لغة أكلوني البراغيث .. أي لايصح وضع واو الجماعة العائدة على فاعل تلاها والجملة ( أخذها بعض البلطجية )، جملة (فلا أتذكر كيف أنني دخلت) تحتاج لتعديل بالحذف وتكتب ( فلا أتذكر كيف دخلت ) جملة (هو سؤال أبني ماما ماذا حدث ؟) تحتاج للفصل بين عناصرها المتداخلة ( وهو سؤال ابني : ماما ، ماذا حدث ؟ مع شكري وتقديري للكاتبة وللأستاذ الرائع محمد كمال

أ. فتحي محمد علي :

قصة سردت باقتدار.
يكاد ينعدم الحوار اللهم إلا من حوار نفسي يتواءم وكون القاص قد جعل من نفسه راويا.
وسائل القصة الفتية وظفت توظيفا جيدا مع سلامة اللغة وإيحاء اللفظ.
التشويق بالقصة اضفى عليها مزيدا من الروعة.
ارى ان تلك القصة تعد وثيقة كشاهد على تلك الفترة التي تناولتها.
تحياتي.

أ. سرحان الركابي :

كاتب النص الذي امامنا كاتب متمرس وله تجارب سابقة , يتضح ذلك من خلال الاسلوب المكثف والقدرة على تصوير الاحداث ويكفي انه استطاع ان يجبرنا على قراءة النص من اول سطر الى اخر كلمة , ولي ملاحظات حول بعض الاخطاء النحوية وقد سبقني اليها الاستاذ بدوي الدقادوسي , اما ثيمة النص فهي الاهم في اعتقادي الشخصي , نظرا لحياديتها وقد عالجها الكاتب بنظرة موضوعية تخلو من الحماس الايدلوجي , فالثورة ليست مقدسة وفيها البلطجية والمنفلتين والغوغائيين الذين لا يهتمون لممتلكات الناس رغم ادعائهم انهم المدافعون عن حقوق الناس وممتلكاتهم , تحياتي استاذ محمد كمال والتحية لكاتب او كاتبة النص الرائع والمميز

أ. إبراهيم معوض:

قصة راقية بالرغم من أنها تحمل رؤية الكاتب/ة الخاصة إلا أنه إستطاع أن يجذب المتلقي مهما كانت زاوية رؤيته إلى احترام هذه الرؤية والمثول بين طيات سردها طائعا وذلك من خلال العرض الإنساني لمشهد الأم الخائفة على طفلها وسيارتها وما اظنه إلا يرمز بذلك إلى وطن خائف على مستقبله البشري والاقتصادي.
تحيتي للكاتب وإبداعه والنافذة والقائمين عليها

أ. منى الشوربجي :

جميلة جدا ومشوقة تظهر المزيج من اللهفة والحنان والشجاعة فى شخصية البطلة ..كلمات قوية معبرة ماشاء الله..تحياتى للكاتب/ة

أ. محمد كمال سالم :

شكرا جزيلا لكم أصدقائنا وأساتذتنا الذين لم يقصروا يوما في دعم قصة للنقد،، تحت رعاية الأستاذة جيهان الريدي

الآن انتهى وقت هذا النص، وهو للأستاذة فاطمة مندي التي نشكرها علي مشاركتنا وإثراء فقرتنا.
الآن يمكنها أن تعلق

تعليق الأستاذة فاطمة مندي صاحبة النص:

لا اجد كلمات اشكر جميع كتابنا الذين عطروا كلماتي باثمن العطور حين مرو علي النص اسعدني تعليقكم اساتذتي جميعا اسعدني جدا اظهار بعض العيوب ودائما اذكر لنفسي مقولة (جميعا نلتقي لنرتقي) اجمل تحياتي للجميع تحياتي للراقية استاذتنا جيهان الريدي اجمل تحياتي للقدير اديبنا الكبير الذي شرفني بتقديم نصي استاذ محمد كمال سالم اسعدني جدا مروركم الراقي الاساتذة الاجلاء بين الكلمات اجمل تحياتي للجميع

مع تحيات :

التعليقات مغلقة.