موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الرموز الصوتية في النص الشعري د. وجيهة السطل

254

الرموز الصوتية في النص الشعري د. وجيهة السطل

مصطلح الرموز الصوتية في كتب التراث ، يخص علم العروض ، ويعني تحويل حركات الحروف التي هي أصوات، إلى خط مائل أو شرطة لكل حركة ، ودائرة صغيرة فارغة لكل سكون . فجملة أهواك أنا تصبح بالرموز -ه-ه- – – ه ، أو /ه/ه///ه . وهذه الرموز هي التي تحدد الجملة الموسيقية ، أو التفعيلة التي يتوقف على نغماتها وعددها في الشطر، نوع البحر الذي اختاره الشاعر لأفكاره . وهي التي نعرف من خلالها وزن البيت وهل هو مستقيم الوزن أم مكسوره. وهذا في صميم علم العروض .
أما مفهوم الرموز الصوتية في النقد الحديث اليوم ، فمزيج من علم الأصوات وعلم الدلالة وعلم المعاني في البلاغة . ويعني الإيقاع الداخلي للكلمة ، وهو إيقاع الحروف أي الأصوات منفردة؛ والإيقاع الخارجي للمجموعات الصوتية البسيطة ، التي تكوِّنُ الجملة، والمجموعات الصوتية المتداخلة التي تكوِّنُ الجمل والتعبيرات، والأساليب اللغوية التي تختص بها كل لغة. هذه الإيقاعات الصوتية التي يحكم الناقد من خلالها ، على حسن اختيار الشاعر للألفاظ ، وحسن صياغته للتراكيب، ومدى تلاؤمها وتوافقها، مع دلالات الألفاظ ومعانيها ، ومع الوهج الشعوري ، وحرارة التجربة ، ومع الغرض الذي كتبت له القصيدة ،وقدرتها على رسم الصور التعبيرية التي تجسد المعاني بصدق وعفوية وإتقان؛ بحيث تتحد كلها في ضفيرة مموسقة من الألفاظ والدلالات ، فيما يمكن أن نطلق عليه : إيقاع لغة النص. وهذا ما يخلق لحنًا متناغمًا ، يجعل القصيدة أشبه بمحارة كبيرة، تتردد داخلها أصداءٌ، وموسيقى ،كما يقول الشاعر المكسيكي من أصل أندلسي أوكتافيوباث (Octaviopaz 1914-1998.)
وأرى أن القوافي والتفعيلات وأوزان البحور، ليست سوى سلالم موسيقية ، ترتاح عليها إيقاعات الألفاظ ، وتتوزع فيما بينها إيقاعات الجمل والتراكيب .
وأصدق مثال على هذا كله ، قصيدة الصمة القشيري ، التي كتبها مودِّعًا نجد قاصدًا بلاد الشام ، بعد أن حرمه جشع عمه من الزواج بحبيبته ابنة عمه ريَّى . فالقصيدة تحمل أكداسًا من اللوحات الجمالية التي تخلقها الألفاظ و إيقاعاتها فقط ، دون الاتكاء على فنون علم البيان إلا ماندر .وأسجل لكم الأبيات التي تشهد بما قلته .
.
قال الصمة القشيري
حننْتَ إلى ريَّا ونفسُكَ باعدتْ …
مزارَكَ من ريَّا وشَعْباكما معَا
فما حسنٌ أن تأتيَ الأمرَ طائعاً ..
وتجزعَ أن داعي الصَّبابةِ أسمعَا
ألا يا خليليَّ اللَّذين تواصَيا … بلومِيَ إلاَّ أنْ أُطيعَ وأتْبَعا
قِفا وَدِّعا نَجْداً ومَنْ حَلَّ بالحِمى
وقَلَّ لِنَجْدٍ عندنا أنْ يُوَدَّعا
فإنِّي وجدتُ اللّومَ لا يُذهب الهوَى
ولكنْ وجدتُ اليأسَ أجدَى وأنْفَعا

ولما رأيت البِشْرَ أعرض دوننا
وصارت بناتُ الشوق يحنِنَّ نُزَّعا
بَكَتْ عينيَ اليُسرَى فلمَّا زجرتُها عن الجهلِ بعد الحلْمِ أسبَلَتا معَا
تلَفَّتُ نحو الحيِّ حتَّى وجدتُني …
وجِعتُ من الإصغاءِ لِيتًا وأخْدَعا

بنفسيَ تِلْكَ الأرضُ ما أَطْيَبَ الرُّبا
وما أجملَ المُصْطافَ والمُتَرَبَّعا
ولَيْسَتْ عَشِيَّاتُ الحِمى بِرَواجِعٍ إليكَ ولكنْ خَلِّ عَيْنَيْكَ تَدْمَعا
وأذكُرُ أيَّامَ الحمَى ثمَّ أنْثَني … على كبِدِي من خشيةٍ أنْ تصدَّعا
وقد لحن الرحباني المقطع الأخير وغنته فيروز الرائعة. واستبدلوا لفظ روحي بلفظ نفسي،لأن الواو المنسابة مع النفَس،أفضل في الغناء والطرب من الفاء التي يصعب نطقها وسماعها ساكنة.

أما حكاية الشاعر مع حبيبته وابنة عمه ريّى.فهي جديرة بالوقوف عندها. لأنها صفحة من صفحات،عشاق الشعراء،في تاريخ الأدب العربي. وهذه هي..

شكرًا لمتابعتكم ومحبتكم. ولكم تحياتي.

د. وجيهة السطل

التعليقات مغلقة.