خاطرة بعنوان ” هذى بعض ملامحه..وجه قريتي” قلم ..إيمان أحيا
هذي بعض ملامحه..وجه قريتي
ارغب في ان احدثكم عنها لكنني اتحير بأي لغة اتحدث هل كما تحدثوا عن مدنهم ولكن هل تشبه مدنهم قريتي حتى تتشابه بيننا لغة الحديث ؟ لن اثقل عليكم بمحاولة الاجابة فهي بكل بساطة.. بالطبع لا
قالو الكثير عن جمال مدنهم بحرها هوائها مساكنها مدارسها جامعاتها اشغالها ترفيهها وقد احاطوا بكل ما فيها
اصبت ببعض الحزن في البداية والحقيقة انه كبير ولكن اعادتني بجمال ما عرفته عنها وفيها
ما من بحار فيها هذا اولا ولكنها قناة مائية (ترعة صغيرة ) تروح عن الكثيرين قيظ الصيف وحرارة شهوره العشرة نعم لن اكذب ولن اتجمل سأذكر كل ما فيها
في صيفها حرارة طويلة نعم ..ولكن انس وصخب ليس كصخب مدنهم ولكنه يبقى صخب يبعث بالحياة
في شتائها هدوء مخيف احيانا ولكن في البيوت انس تتمنى معه دوام شتائها للابد ،في ليله بعض الملل لبعض القلوب الحائرة ومن يجافيهم النوم وايضا عزاء كبير لمن يعشق الوحدة والانفراد بنفسه بعيدا في ركن عنوانه هو .
اما عن الخريف والربيع فالحق انني لم ارى من الخريف سوى اوراق لاشجار في بيتنا يرهقني تنظيفها رغم انني اعشق تأمل الوانها ،واما عن الربيع فاني اكاد اجزم واقسم اننا سمعنا عنه فقط في كتب الجغرافية ومناخ مصر ولكن لم يطالنا منه سوى بعض النسائم في عيده ربما محض رغبة منه في مشاركتنا احتفال نُصر على اقامته رغما عن طقسه، ولكن بها نسائم ليلية تسبق دخول الشتاء يأخذك سحرها الى عالم اخر ليس بإمكان اخر سواك ان يراها الا ان كان صاحب نفس القلب ونفس العين الناظرة والروح المستشعرة ،نسائم تنسيك علتك هذا ماعهدته فيها .
وبها ليل يأتي اليك هوائه محمل بأصداح ذكر بعيد لاتستطيع بحال من الاحوال تحديد مكانه ، فقط تهيم معه في ملكوت صاحب الجمال والجلال ناظرا إلى نجوم ربما لاتراها في مكان اخر بهذا الصفاء والالق ما حييت الا في مكان يشبهها وشخص وعين شخص تشبهني ..
بها مدارس تنيرها احلام طلاب وجهد معلمين حتى تحار في اعداد خريجيها كل عام ماذا تركتكم لغيركم وكيف فعلتم رغم ضيق امكانياتكم ولكن هذي طبيعة حالها .
ليس بها جامعات ولكن قياسا على منوال طلاب مدارسها ربما يصدر قرار انشائها قريبا ..لاتسخروا رجاء فاصحاب الامل يعيشون مرتين ولم ارى بؤسا اثمر يوما فدعوني وامالي ..
واما عن الاشغال فلا اشغال فيها سوى للقليل ولذا ستجد الكثير من ابنائها بين طيات الغربة ، سيسعون بالطبع الى ان ينظر اليها ناظر بعين الحق والمسئولية فقريتي ليست بحاجة نظرة شفقة او رحمة فما منا من سيتسول الحق وليس هذا ماعهدناه في الحق من الاصل .
واما عن الترفيه فلأصدقكم القول ما من اشكاله فيها سوى تمشية او جلسة على احدى جوانب تلك الترعة التي ذكرناها سلفا ،وبعض المقاهي باشكالها القديمة حيث لعبة الدومينو والحديثة حيث الانترنت والواي فاي ، وبعض ملاعب الكرة المؤجرة بالساعة ولا شيئ اخر سوى التحايل من قبل الاطفال ببعض الالعاب عسى ان يجدوا فيها بعض العزاء وسيطرة تامة على هواتف الامهات للعب الالعاب الاليكترونية، وهكذا حال الفتيات حيث الانترنت والكتب لمحبي القراءة هي السلوى كل السلوى.
سمعت مرة بل مرات من وصف قريتي بالحفرة فقلت بل جزيرة بعيدة بها جمال، لا يتسنى للجميع رؤيته فقط قلة من المحظوظين .
ومن ادعى ان الوقت فيها ثابت لا تنطبق عليه قواعد الحركة رددت بكل بساطة بل يجرى مجرى الريح فقط لاتدرك سرعته فخيل اليك ثباته.
انهيت حديثي وهانا سألملم اوراقي واذهب، ولكن هل اخبركم سرا ؟ حسنا سأخبركم ..
بالطبع لا تعلمون ولكن قريتي تعلم تماما من يكن لها مشاعر حب ومن لا يفعل، ولقد افشت إلي بنفسها دلائل عدة لهذا السر ولكن لن احدثكم عنها فمن حقي الاستئثار لنفسي ببعض الجمال اليس كذلك؟
فقط صدقوني وصدقوا انها تجيد الشعور بذلك..فالحب جسريصل بين القلوب .
التعليقات مغلقة.