من أهاج الياسمينا بقلم محمد إبراهيم النمر
يا ليــالي خبِّـــرينا .. من أهـاجَ اليـــاسمينا ؟!
دمعــهُ كالمــزنِ يَهمِي .. يشتكي همَّــا دفينا
مَنْ أهــانَ الفُـلَّ حتى .. يُشعِــلَ الآهـاتِ فينا ؟!
ما لِأطيـارِ الـرَّوابي .. تعزِفُ اللحــنَ الحزينا
شـدوها الـرَّنَّامُ ولَّى .. أيــنَ ولَّــى يا سنينا ؟!
كم طرِبنا من غِناها .. والنَّـدى يَهدي الحنينا !
ترسُمُ الأشواقَ صُبحا .. في عيونِ العاشقينا
تنثــرُ الآمــالَ فجــرا .. باسمـــا للكادحيــنا
تلهمُ الألبابَ فكرا .. مــزهرا حيــنا فحيــنا
تملأ الصدرَ انشراحا .. تطـردِ الخوفَ اللعينا
علمتنا الحــبَّ أغلى .. من كنـوزِ المُفلسينا
حينَ تغدو في أمانٍ .. تَقصِــدُ اللـهَ المَــتينا
لم تخفْ من فوتِ رزقٍ .. ذاكَ نهجُ العارفينا
حيــن كنَّا مثـلَ طيرٍ .. نحفـظُ الدرسَ الأمينا
قال ربُّ الكونِ”فامشوا” تُرزقوا يا مؤمنينا
وعدُ ربِّ العرشِ حقٌّ .. واقرأ الوحيَ المبينا
والصحــاري شاهداتٌ .. للجنــودِ الفاتحينا
لم نــروعْ من نســاءٍ .. أو شيــوخٍ آمنينا
لم نقتِّــلْ من وليــدٍ .. أو نفــزعْ راكعيــنا
أو نحرِّقْ من زروعٍ .. هديُ خيرِ المُرسلينا
نحمــــلُ الأنــوارَ للدُّنــيا دعــاةً مهتــدينا
واسألوا التاريخَ عنَّا .. هلْ غزونا طامعينا ؟!
إننَّــا للــه قُمْــــنا .. لا بُغــــــاةً جــــائرينا
كم سلكنا من شعابٍ .. ننشرُ العلمَ الرصينا !
من أقام العدل صرحا شامخا في العالمينا ؟!
من بنى الأخــلاق دارا .. كعبةٌ للقاصدينا ؟!
من رعا الأيتامَ ودا .. من أعانَ المُعسرينا ؟!
نبتغي الجناتِ أجرا .. نعــم أجــرُ العاملينا !
يا ليــالي ذكِّــرِينا .. بالعُــلا دُنــيا ودِيـنا
صفحةُ الأمجادِ تُنبي .. فاقرءوا يا مُسلمينا
كيف كنَّا ، ثمَّ صِـرنا في هوانا غارقينا ؟!
قالها الفاروقُ يوما .. في ثبـاتِ الواثقينا
نحن بالإسلام نحيــا .. عِــزُّنا فيــهِ يَقينا
لو تركنـــاهُ لعُـــدنا .. بعدَ عزٍّ خاســرينا
يا إلهي يا رجائي .. يا مجيــبَ السائلينا
ردنا ردا كــريما .. في العبــادِ الصالحينا
واحفظ الأوطانَ دومَا.. من شرورِ الماكرينا
التعليقات مغلقة.