تنازل …
رزق البرمبالي
تزوجها عن قصة حب، كانت حديث أهل المدينة لدرجة أنهم أطلقوا عليهما قيس وليلي، هى بالفعل ليلى ولكنه ليس قيساً بل سعيدا، وسعيد هو إسمه، كان ذا لحية تتعدي الشِبر، جميلة ومشذبة على الدوام،
قالت له زوجتة في دلال متناهٍ: ذقنك طويلة ياسبب سعدي وهناى، فهلا قصرتها؟!
قال متعجباً: ولكن…….
قاطعته بوضع أناملها على فمه وهمست في أذنه: علشان خاطري
قال:حباً وكرامة
في الغد ذهب إلى الحلاق وقصرها إلى النصف،
وذهب فرحاً إليها، قابلته بالأحضان وأمطَرت ماتبق من لحيتة بقبلات حارة،
وقالت وهى تنظر إلى عينيه: إنها كالإبر تنشب في بشرتي البيضاء الحمراء، هل يرضيك ياسعادتي أن شعر ذقنك يخدش حياء وجهي،
قال: يا ليلتي الجميلة، أحلقها غداً إن أردتِ
إذاً نام انت هنا، وسأذهب لأنم في الصالة! هذا لن يكون أبداً، سأذهب حالاً وأحلقها،
عاد إلى الحلاق الذي تعجب من طلبه وقال له بمكر: الجماعة عندي لايحبون أصحاب اللحي، حدجه بنظرة عبر المرآة ولم يعقب،
حلق لحيتة وأصبحت ناعمة كالحرير، نظر لنفسه في المرآة فوجد شاربه الكث شاذا وسط هذا الوجه الناعم، وقبل ان ينطق بحرف قال له الحلاق: أحلق الشنب؟!
أومأ بالموافقة بإشارة من رأسه ،
عاد إلى زوجتة تسبقة الفرحة ويغمره الشوق، طرق الباب وهو يقول ياليلتي السعيدة،
فتحت له أمه الباب ورمقته بنظرة حادة كانت كسهام مدببة إنغرزت في جسده كله من الرأس إلى القدم، ثم قالت له بسخرية: سلمتها دقنك وشنبك؟!!
وتركته ومضت، أسرع إلى ليلاه في غرفتهما، ليري أثر السعادة على وجهها،
لكنها لم تكن سعيدة، أو هكذا أوحت له بعد أن وضعت بضع قطرات من قطرة العين،
وقالت : شوف ياسعيد، ياأنا يا أمك في الشقة!
طأطأ سعيد رأسه ونظرا إليها ملياً، فكانت تسبل له عينيها وتتلوي بجسدها فوق السرير بقميصها الأبيض الشفاف كحية رقطاء، يشيح بنظره عنها إلى باب الغرفة المقفل، ثم يعاود النظر إليها ويمسح بكمه بعضاً من لعابه الذي بدأ يسيل، وقال : بل أنت ياليلتي الحمراء.
رزق البرمبالي
التعليقات مغلقة.