موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قصة قصيرة “رهيف” بقلم حسين الجندي

218

قصة قصيرة “رهيف” بقلم حسين الجندي

تزوج بعد حب جارف…
الأبوة كان لها عنوانا…
قلبه لم يعرف البرود قط…
تسربل بالعمل…
لم يخلعه يوما!
تسربت حياته تترا تَسَرُّب الماء من بين الأصابع…
رغم ذلك مازال يحتفظ بدفء قلبه …
بل وظل يوزعه على الجميع…
كثيرا ما قاوم برود قلوبهم…
لكن!
لم يعد يحتمل…
فالحب عنده أصل …
وعندهم عدل…
شعر برجفة غُرْبة…
لم يطقها…
فهو دائما يتعطش إلى الاحتواء…
إلى الارتماء في حضن الونس…
انتظر منهم العودة…
لعله يحظى بلمسة حنان…
فقط يرونه كيس نقود مُنْيَتُهم القصوى ألا يفرغ!
حاول أن يكون مثلهم…
جاهد …
داس على قلبه…
أنَّبَه…
درَّبه…
غشَّاه…
تَقاسَى…
.
.
.

فشل فشلا ذريعا…
سقط…
تدهورت صحته فجأة…
لم يكن هناك سبب معلوم لتنهار وظائف أعضائه بهذا الشكل المتسارع!
فهو لم يتخطَّ الخمسين بعد!
أصبح بمنظور الأطباء على شفا الموت…
تمناه الأمس قبل اليوم!
لم يمنعه من الخلاص سوى خوفه من العذاب الذي سينتظره هناك!

انتظروا جميعا الساعة لكنها لا تأتِي!
عانى الجميع له ومنه!
وصار موته أمنية!

لم يعد
.
يطيقه
.
أحد!

مرت شهور عديدة قاربت على السنة…
نَفَسٌ يدخل وآخر يخرج…
هو نَفْسُه لم يعد يرى الحياة!
دخل في غيبوبة…
لم يبق له من حياته إلا كما يرى النائم!

مر شريط حياته كله في عقله الباطن…
توقف عند مشهد واحد ظل يعاد كلما انتهى……..
ينام بجوار جدته الطاعنة في السن وفي جوف الليل تستغيث به أن يناولها دواء الأزمة القلبية فيهرول ويحضره لها لاهثا فتأخذه بيد مرتعشة فيسقط منها فيلقفه لها ويضعه في فمها…
يظل تحت قدميها حتى تستقر حالتها…
تنظر إليه بامتنان وتظل تتمتم له بكلمات تفيض حنانا وشكرا…
وبرغم أنها كلمات تشبه الهمس لكن وصله كلُّ حرف منها!
فيغتبط للغاية وتفر دمعاته…
وظل هكذا لسنوات!
يا الله أضاع عمله سُدَى؟!
ألم يتقبل منه؟!

فلماذا
.
إذن
.
هذا
.
الجفاء؟!

نطق بلسان حاله:
يد الله أحن…
أخذ يكررها بأنفاس متسارعة…
رجع إلى الوعي منفجرا بالبكاء…
نهض…
فتح نافذة حجرته الكئيبة…
سمح لشهيق الحياة بالتسلل عبرها…
أمر زفير الوهن بالخروج…
مطَّ جسمه…
تثاءب بصوت عالٍ
استيقظ الجميع على رجع صداه…
هرعوا إليه…
هموا باحتضانه…
أزاحهم عن طريقه…
ارتدى حلة زفافه…
وجدها كما هي…
لكن لم يَجِدْهُ كما كان!

احتضن زوجته الجديدة…
قبَّل يديها…
قبَّلتْ جبينه…
نظرت إلى عينيه وجدت فيهما مزيجا من الضياع والقلق والوجل…
أحاطت وجهه بيديها الدافئتين…
أمسك بهما برفق ووضعهما على قلبه البارد…
لعله ينبض من جديد!

قصص قصيرة بسن القلم

حسين الجندي

التعليقات مغلقة.