حكاوي سمسمة إحنا جيل مظلوم
بـقلم /أسـمـاء الـبـيـطـار
في الحكاية دي هتكلم عني و عنك عن جيل السبعينات و يمكن الجيل اللي قبلنا كمان .
و اللي تقريباً دلوقت عندنا أولاد ما شاء الله طولنا .
الولاد اللي إتحرموا أو ” حرموا نفسهم ” من لمة العيلة ؟!
بالطفرة التكنولوجية المرعبة اللي حصلت في تقريباً عقد من الزمن لكنها ” شقلبت” موازين حاجات كتير .
و أبسطها مراحل العُمر اللي بيمر بيها الوالدين على وجه الخصوص .
من كبر ، و قلة مجهود ، و قلة صبر ، و نسيان ، و بعض الأمراض .
بعض التغيرات في أساسيات الطعام و و و و .
كل دا و الولاد و لا هما هنا !!
ندخل في موضوعنا ..
كتير مننا دلوقت بيحس إنه في عالم و الولاد في عالم تاني بسبب البُعد الأسري و بالتالي البُعد الإجتماعي .
و اللي من أسوء نتائجه عدم تقدير المرحلة العمرية اللي بيمر بها الوالدين .
و للأسف ما بيحسوش بيها إلا لو مسيت جزء من أساسيات يومهم العادي .
يعني مثلاً …
كانوا متعودين ياكلوا اللحوم بنسبة سوى معينه .
لمجرد إن الأم قامت بتسويتها بقدر زايد عن المعتاد ممكن برفضوا الأكل ، أو يقوموا بدون وعي عفواً ” بتوبيخ” الأم !!
لكن هُما مش مدركين إنها عملت كدة لأن أسنانها أو أسنان أبيهم أو جدتهم لم تعُد تتحمل هذه الدرجة من التسوية ؟!
و اللي بطريقتهم دي من عدم اللاوعي ممكن يؤذوهم أكثر .
بقلب الأم أو بتحامل الأب على نفسه لأجل راحتهم !
و من أكتر الأمثلة اللي وجعت قلبي ..
كنت قُريب بتكلم مع سيدة تخطت السبعين من عُمرها .
تشتكي بطريقة عفيفه من أن إبنتها الوحيدة تأكل بسرعة و تقوم من أمامها قبل أن تنتهي من طعامها لمجرد إنها تأكل ببطئ لعدم وجود أسنان .
كان صعبان عليها نفسها جداً ، و طبعاً بتقوم من غير ما تكمل وجبتها
رغم إنه بيتها ، لكن سبحان الله النفس عزيزة .
علموا أولادكم الرحمة
مهدوا للعُمر اللي جاي
عن نفسي بدأت بأولادي بعد أن تجاوزت الأربعين
في أي موقف دايماً بفهمهم إني بكبر ، محتاجة مساعدة .
عوزة حد ينزل معايا السوق ما بقتش أقدر أشيل زي الأول .
حد ييجي يلضم لي الخيط ” نظري ضِعف “
الحاجة الفلانية في المكان الفلاني يا ولاد .
علشان لو نسيت حد يفكرني أو علشان لو حصل لي حاجة .
أسناني بتوجعني اليومين دوول معلش هسوي الفراخ زيادة شويتين عقبال ما خف .
رايحين مشوار قبل ما بطلع من البيت أنا همشي على مهلي علشان مش هقدر” أمد ” زي الأول .
كل دا و أكتر بقوله لأولادي حتى لو مش وقته دلوقتي .
قدموا لأنفسكم مش عيب
مش أي حد هيعمل من نَفسه و لو عمل
بجزء من الرحمة و المحبة اللي موجودة في قلبه تِجاهك .
فين باقي إخواته ؟!
صحيح إحنا جيل مظلوم لكن ما تظلمش نفسك و اللي حواليك بإنك تكون سلبي .
و تسمع كلمة ما قولتيش ليه ؟
ما علمتنيش ليه ؟
قدموا لأنفسكم ..
علشان في وقت ما ينفعش فيه لا لوم و لا عَلام .
و إلى لقاءٍ أخر مع حكاوي سمسمة ..
التعليقات مغلقة.