“مصر”من كتابي الجديد كونوا على موعد مع قراءته عبد الرحمن منصور
قاموس الحياة ضم العديد من الكلمات المترادفة، لكنه وقف عاجزا لا حول له ولا قوة عندما تعلق الأمر بالوطن، فما بالك أنت بمدى العظمة عندما يتعلق الأمر بالبلد التي جاءت ثم جاء وراءها التاريخ، مصر، تلك التي نبعت العظمة من اسمها، فالميم ماء النيل مضئ كشعاع من لؤلؤ مفترش على بساط من سندس، والصاد صقر يعشق العواصف لأنها ترتقي به لأعلى فالعواصف لا تصيب إلا القمم، والراء روح شهداء سطروا بدمائهم الذكية تاريخ بلاد عتيق، تلك البلد التي جمعت ما بين الإشراق والارتقاء والعظمة، في صورة تدعو للدهشة، بلد لا يبرح الظمآن ينظر لنيلها إلا وينقلب عطشه ارتواءا، وما يلبث يمشي في شوارعها إلا ويشتم تلك الرائحة التي جعلته يدرك من تلقاء نفسه أن طعاما اليوم سيكون سببا في اجتماع أناس كتبوا علاقتهم بحبر المودة والمحبة.
البلدان كثر ومصر فريدة، قدر لها أن تخلد في التاريخ نادرة الوجود، بل نسخة وحيدة، تستطيع أن تبصرها في قسمات وجه شعبها الذي كتبت الحياة تعاليمها على وجهه، وتسمع صوتها بسهولة في قرع طبول آذن بإحتفال سيشق المدينة وسط فرحة عارمة، تشتم رائحتها في نيلها بسهولة فتتمنى أن تعلق في ذهنك كما تتعلق السماء، لا مزحزح لها من مكانها مهما اختلف الزمان، فما إن يخالجك رائحته إلا وتعزف سيمفونية الحياة بقيادة فنان ألهم شعوبا منذ فجر الدهر.
عبدالرحمن منصور
6/12/2020
التعليقات مغلقة.