الميل الصغير بقلم حمزة الشمري
يوم احتفال رأس السنة الميلادي
وفي الليلة قرابة الساعة الحادية عشر
سقط الميل من احظان الساعة الى الارض
دون ان تنتبه اليه الارقام والجدران
خرج في الحي يسير مترقبا من بين ارجل المارة
واطارات العجلات
الاضواء والاصوات أربكت ذلك الميل الصغير
فأخذ يجري مسرعا ليبتعد عن ذلك الضجيج
دخل احدى الازقة القريبة منه
وبدأ ينظر لابواب منازلها العتيقة وجدرانها التي
دونت عليها الذكريات
ومن احدى المنازل تصدر صرخات طفل رضيع
امتابه الفضول فذهب لينظر من نافذة المنزل
فلما رأى المرأة وهي تحاول اسكات طفلها الجائع
بصور طعام من احدى المجلات سقط على الفور
من قسوة ما رأه ثم عاد ليكمل رحلته
في ذلك الزقاق المنسي حتى التقى بعجوز
جالسا عند باب بيته ينظر بترقب كأنه ينتظر
ولده الذي قالوا له منذ عام انه سوف يعود
لكنه لم يعود بعد ولن يعود لأنه ليس الوحيد
الذي يعلم بأن ولده قد مات في الحرب
ولكنه مستمرا بالانتظار
مازال ذلك الميل يندهش مما يراه ويسمعه
قصص كبيرة تدور في ذلك الزقاق الصغير
دون ان يعلم بهم الكثير او حتى ينصت لهم
لا احد يشعر بما يمر به هؤلاء الا هم وحدهم
لأنهم هم اعلم بما يشعرون به
رغم ان الميل الصغير اراد مساندتهم
وعدم العودة لاحظان تلك الساعة التي سقط منها
مظنا بأنه اذ لم يعود سوف يتوقف الوقت
ولم تمر عليهم الايام العصيبة
الا ان ذلك الميل مازال صغيرا ولم يدرك بعد
ان الوقت يمر وهناك الألاف من فروقات الوقت
تدق وتمر دقاتها على الملايين
التعليقات مغلقة.