في جهاد الصحابة.. إستكمال الحلقة /372 .. عُمَارَةُ بْنُ زِيَادِ بْنِ السَّكَنِ .. في حجر النبي” – 2 بقلم / مجدي سـالم
في جهاد الصحابة.. إستكمال الحلقة /372 .. عُمَارَةُ بْنُ زِيَادِ بْنِ السَّكَنِ .. في حجر النبي” – 2
بقلم / مجدي سـالم
ثالثا.. بعض الروايات عما كان يوم أحد..
- روى عنه محمود بن عمرو.. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهر يوم أحد بين درعين.. قاله أبو عمر..
- وأما ابن منده.. وأبو نعيم:
فرويا له ما أخبرنا به أبو جعفر بن أحمد بإسناده عن يونس.. عن ابن إسحاق قال: حدثني الحسين بن عبد الرحمن.. عن محمود بن عمرو.. عن يزيد بن السكن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم أحد.. حين غشيه القوم: ” من رجل يشري لنا نفسه.?” فقام زياد بن السكن في خمسة نفر من الأنصار.. وبعض الناس يقول: إنما هو عمارة بن زياد بن السكن.. فقاتلوا دون رسول الله صلى الله عليه وسلم.. رجلاً ثم رجلاً.. حتى كان آخرهم زياداً- أو: عمارة بن زياد..فقاتل حتى أثبتته الجراحة.. ثم فاءت من المسلمين فئة فأجهضوهم عنه.. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” أدنوه مني..” فأدنوه منه.. فوسده قدمه.. فمات- رحمه الله- وخده على قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم.. - وفي رواية.. أن سيدنا رسول الله صَلَّى الله عليه وآله وسلم لما ألْحَمَه القتال يوم أحد .. وخَلَص إليه .. ودنا منه الأعداء .. ذبَّ عنه مُصْعَب بن عُمَير حتى قُتِل .. وأبو دُجانة سِماك بن خَرَشَةَ .. حتى كثرت فيه الجراح .. وأصيب وَجْهُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم .. وثُلِمَتْ رُبَاعِيتُه .. وكُلِمَتْ شَفَتُه .. وأصِيبَتْ وَجْنَتُه .. وكان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قد ظَاهَرَ بين درعين .. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: ( مَنْ يَبِيعُ لَنَا نَفْسَهُ )؟ فوثب فئة من الأنصار خمسة .. منهم: زياد بن السكن .. فقاتلوا .. حتى كان آخرهم زياد بن السكن .. فقاتل حتى أثْبِت .. ثم ثاب إليه ناس من المسلمين فقاتلوا عنه حتى أجْهَضُوا عنه العدو .. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لزياد بن السكن: (ادْنُ مِنِّي) .. وقد أثْبَتَتْه الجراحة .. فوسده رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قَدَمه حتى مات عليها.. والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يدعو له ” ؟ – وإسناده حسن إن شاء الله ..
رابعا.. في تحقيق الروايات..
وننقل هنا مثالا للجهد المبذول بين كتب التراجم في تحقيق الروايات.. وهي تستحق منا التأمل.. (منقول)
يقول محمد بن إسحاق حديثه حسن إن صرح بالتحديث .. وهنا قد صرح بالتحديث .. والحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ : حسن الحديث أيضا.. وقال فيه أبو داود :” حسن الحديث ” انتهى من “تهذيب التهذيب” (2/381) .. ووثقه الذهبي في “الكاشف” (1123) .. والسخاوي في “التحفة اللطيفة” (1007)..
وأما محمود بن عمرو بن يزيد بن السكن : فإنه مستور .. روى عنه اثنان .. ولم يوثقه أحد .. وهو من طبقة كبار التابعي. .وقال ابن حجر في “نزهة النظر” (ص121) :” إنْ روى عنه اثنان فصاعداً .. ولم يُوَثَّقْ: فهو مجهول الحال .. وهو المستور “انتهى.. ومجهول الحال لا يحتج بحديثه .. إلا إن كان من طبقة كبار التابعين .. ولم يخالف أو يأتِ بما يستنكر عليه .. فحديثه حسن إن شاء الله .. وهذا صنيع ابن كثير والذهبي وابن القيم والشيخ الألباني رحمهم الله تعالى ..
قال الذهبي في خاتمة كتابه “ديوان الضعفاء” (ص477) :” وأما المجهولون من الرواة : فإن كان الرجل من كبار التابعين .. أو أوساطهم : احتمل حديثه .. وتلقي بحسن الظن .. إذا سلم من مخالفة الأصول وركاكة الألفاظ ” انتهى.. بينما قال ابن كثير في “اختصار علوم الحديث” (ص97) :” فأما المبهم الذي لم يسم .. أو من سمي .. ولا تعرف عينه : فهذا ممن لا يَقبل روايته أحد علمناه.. ولكنه إذا كان في عصر التابعين .. والقرون المشهود لهم بالخير: فإنه يُستأنس بروايته .. ويُستضاء بها في مواطن .. وقد وقع في مسند الإمام أحمد وغيره من هذا القبيل كثير ” انتهى.. وهكذا فعل ابن القيم في رده على ابن القطان تضعيف حديث بجهالة حال تابعية .. فقال كما في “حاشيته على سنن أبي داود” (5/349) :” قال ابن القطان : وعندي أنه ضعيف .. لأنه من رواية يوسف بن ماهَك .. عن أمه مُسيكة .. وهي مجهولة .. لا نعرف روى عنها غير ابنها . بينما قال ابن القيم : والصواب تحسين الحديث .. فإن يوسف بن ماهك من التابعين .. وقد سمع أم هانئ وابن عمر وابن عباس وعبد الله بن عمرو .. وقد روى عن أمه .. ولم يعلم فيها جرح.. مثل هذا الحديث حسن عند أهل العلم بالحديث .. وأمه تابعية قد سمعت عائشة “.. قال الشيخ الألباني في “السلسلة الصحيحة” (1/618) :” ومن مذهب بعض المحدثين .. كابن رجب وابن كثير : تحسين حديث المستور من التابعين “.. وهذا الحديث من المغازي والسير .. ومعلوم أن أهل العلم لا يشددون في مثل هذه الأحاديث التي لا ينبني عليها حكم.. نكتفي بهذا القدر..
.. نراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.