قصيدة “وَا أُمَّتَاهُ ” على بحر الخفيف القصيدة في مئةٍ و خمسةٍ و ثمانينَ بيتًا شعر : عصام كمال
خُلِقَ الكَونُ وَ اغْتَدَى كُلُّ أَمْرٍ = سَاجِدًا لله ،ازْدَهَى بِهُدَاةِ
سَبَّحَ اللهَ كُلُّ طَيْرٍ ، وَغُصْنٍ = كُلُّ وَادٍ ، وَ رُبْوَةٍ ، وَحَصَاةِ
مَالِكُ المُلْكِ ، وَ الدُّنَا لِزَوَالٍ = نَحْنُ بَينَ الْأَقدَارِ ، وَ الرَّحَمَاتِ
قَد خَلَقْتَ الْإِنسَانَ ، يَعْمُرُ كَونًا = بِالتُّقَى ، وَ الْهُدَى ، وَ بِالصَّالِحَاتِ
شِقْوَةٌ فِي الوُجُودِ حَلَّتْ وَ بَاءً = حِينَ نَحَّى الْإِنسَانُ أَزْهَى الصِّفَاتِ
يَقْتُلُ الْحُبَّ وَ الْإِخَاءَ ، وَ يَمْضِي = بِالْجَفَا ، وَ الْأوْزَارِ ، وَ الرَّغَبَاتِ
فَمُرُوجٌ ، وَ قفْرَةٌ ، وَ ظِلَالٌ = وَ قُلُوبٌ ، بِرَجْفَةٍ ، وَ شَكَاةِ
وَ زَوَتْ مِن قَهْرٍ نُجُومُ اللَّيَالِي = وَ اكْفَهَرَّتْ بِالْحُزنِ ، وَ العَادِيَاتِ
وَ غَدِيْرٌ طُيُورُهَُ بِنُوَاحٍ = وَ دُرُوبٌ مَأْوَى الرَّدَى وَ الطُّغَاة
وَِ دِمَاءٌ تَرْوِي شِعَابًا ، وَ بِيْدًا = وَ حَيَاةٌ بِالْقَهْرِ ، وَ العَدَوَاتِ
نَضَبَ المَاءُ ، وَ اسْتَحَى مِنْ رَوَاءٍ = قَد نَأَى عَنْ مُرُوجِهِ وَ سَقَاةِ
فِطْرَةٌ بِالْأَدوَاءِ دُونَ دَوَاءٍ = كُلُّ نَفْسٍ تَشكُو الْأَسَى مِنْ بُغَاةِ
وَ غَدَا الشَّرُ فِي الوُجُودِ مُبَاحًا = وَ اسْتَطَابَ الْإِفْسَادَ ، وَ النَّزَوَاتِ
أَظلَمَ اللَّيلُ ، وَ الشُّمُوسُ ضِيَاءٌ = وَ غَفَا البَدرُ ، مِنْ شَجَى الشَّاكِيَاتِ
وَ إذَا السِّلمُ قَد زَهَا بِأَمَانٍ = فَغَدًا يَلْقَ دَمْعَةَ الرَّهَبَاتِ
قَد تَخَلَّى الإِنسَانُ عَنْ رَحمَةٍ ، مَا = يَجْتَبِي غَيرَ بُغْضِهِ ، وَ عُصَاةِ
حَاضِرٌ شَابَ رَجْفَةً ، وَ صِرَاخًا = مَا جَنى غَيَر صَوْلَةِ الْقَارِعَاتِ
وَ سَقَى مَنْ فِي المَهدِ ، جُورًا ، وَ حِقْدًا = وَ هَوَى الحَقُّ لِلْفَنَا وَ المَمَاتِ
ربَّنا إنَّنا فَقَدْنَا سَبِيلًا = ثمَّ حِدنَا عَنْ شِرعَةٍ ، وَهُدَاةِ
يَا هُدَى التَّائِبِينَ أَشْفِقْ عَلَينَا = وَ اهْدِنَا فِي الدُّنَا لِأَبْهَى الصِّفَاتِ
كُنْ لَنَا يَا رَبَّ الوَرَى ، يَا مُعِينًا = جُدْ عَلَينَا بِالْأَمْنِ ، وَ الرَّحَمَاتِ
هَبْ لَنَا فِي الأَكْوَانِ جُنْدًا نَصِيرًا = وَ احْمِنَا مِنْ زَيْفِ الْوَرَى ، وَ الطُّغَاةِ
إِنَّكَ اللهُ ، أَمْنُنَا ، وَ مَلَاذٌ = نَجِّنَا مِنْ أَحْقَادِنَا ، وَ غَفَاةِ
يَا سَميِعَ النَّجْوَى بِصَدرٍ شَقَينَا = مِنْ لَهِيبِ الْأَرْزَاءِ ، وَ العَادِيَاتِ
لَا تُسَلِّطْ مَنْ لَيْسَ مِنَّا ، عَلَينَا = وَ اشْفِنَا مِنْ أَفعَالِنَا الخَاسِرَاتِ
وَاهْدِ مَنْ حَادَ عَنْ حِمَى الحَقِّ ، فِينَا = وَنُفُوسًا ، بِالْجُحْدِ كِالْجَمَرَاتِ
وَكَأَنَّ اليَوْمَ اسْتَعَانَ بِأَمْسٍ = وَ سَعَى فِي الأَرْجَاءِ بِالعَاصِفَاتِ
تَحْتَ عَينِ الزَّمَانِ مُنْذُ دُهُورٍ = وَ شُرُورٌ يَا أُمَّتِي بِعُدَاةِ
خَلْفَ قَومٍ مِثْلَ السُّكَارَى – مَشَيْنَا – = وَ الْتَقَينَا الأَحْمَالَ ، وَ الْعَثَرَاتِ
قَد سَئِمنَا أَعمَالنَا كَسَرَابٍ = وَ مَضَينَا بِالنَّوْحِ ، وَ النَّاعِيَاتِ
أُمَّةٌ شَابَ حُلْمُهَا بِانْقِسَامٍ = وَ اقْتِتَالٍ هَوَى بِهَا لِمَمَاتِ
كَيفَ تَسْتَوَهِبُ الأَمَانَ ، وَ سِلْمًا = بِدُمُوعٍ تَأسُو طُلُولَ البُنَاةِ
قَد تَوَالَى الأَعدَاءُ بَغْيًا عَلَيهَا = حَسَدًا فِي العُيُونِ ، وَ المُهَجَاتِ
وَ اسْتَمَالُوا بَعْضَ الأَفَاعِي جَهَارًا = بِسُمُومٍ مِنْ رُقْطِهَا نَاقِعَاتِ
حَيْثُ صِرنَا مَجَامِرَ البَأَسِ نَصْلَى = رَجَفَاتِ الأَرْمَاقِ ، وَ العَبَرَاتِ
وَ ابْتُلِينَا قَهْرًا ، وَ بَأسًا ، وَ يَأسًا = وَ عَيَاءً ، نَحْسُو الْأَسَى مِنْ جُنَاةِ
فِي خُنُوعٍ وَ صَمْتُنَا يَحتَوِينَا = ثُمَّ صِرنَا فِي فُرقَةٍ ، وَ شَتاتِ
بَعدَمَا التَفُّوا حَولَنَا كَذِئَابٍ = وَ استَبَاحُوا الدِّيارَ ، وَ الْحُجُرَاتِ
كَي تَنَامَ الأَفعَى بِأَحضَانِ طِفْلٍ = وَ نَبِيعَ الأَوطَانَ بِالرَّهَبَاتِ
وَ تَهُونَ الأَعرَاضُ ، وَ الفُحشُ يَسرِي = ثُمَّ نَجْنِي مِنْ حَولِنَا حَسرَاتِ
مِثلَمَا حَطَّمُوا وُعُودًا ، وَ عَزْمًا = وَ بَكَينَا الأَشهَادَ ، وَ الْأُمْنِيَاتِ
بَعْدَمَا اسْتَكْثَرُوا عَلَينَا بِوَهْمٍ = وَ اسْتَدَامَتْ عُرُوبَةٌ فِي سُبَاتِ
ثُمَّ نَالُوا مِن أُمَّةِ ( الْمُصْطَفَى ) – حِيـْ = نَ اسْتكَانَتْ لِفتنَةٍ ، وَ بُغَاةِ
أَسكَنُوا الغَدرَ وَ الْأَذَى كُلَّ نَهْجٍ = كُلِّ نَفْسٍ بِالوُّدِ ، والرَّحَمَاتِ
وَانْتَهَجْنَا دَربَ الغَوَى، وَ التَّمَنِي = وَ انْتَشَينَا بِرِفْقَةِ الغَانِيَاتِ
نَكبَةٌ كَالوَبَاءِ طَافَتْ شُعُوبًا = بَينَ آلِ الْأَمجَادِ ، وَ السَّرَوَات
نَضَبَتْ أَنْهُرُ اليَقِينِ وَ غَاضَتْ = وَ أَنِينُ الصَّمْتِ اغْتَلَى كُلَّ ذَاتِ
أُمَّةُ الْعُربِ تَصْطَلِي مِنْ حِرَابٍ = وَ جِرَاحٍ ، تَلْقَى الْفَنَا مِن عُتَاةِ
كُلٌّ آنٍ يَا أُمَّتَاهُ بِيَأسٍ = مِنْ دُهُورٍ لِيَومِنَا فِي سُبَاتِ
مِثْلَ وَهْمٍ حَطَّتْ عَلَيكِ الدَّواهَي = تَشْتَكِينَ الأَدوَاءَ ، وَ الرَّجَفَاتِ
تَسْأَلِينَ الشِّفَاءَ دُوْنَ جَوَابٍ = تَلْعَقِينَ الأَحزَانَ ، وَ الْعَدَوَاتِ
تَشْتَرِينَ الأَمَانَ حَدَّ خُضُوعٍ = تَرْتَضِينَ الحَيَاةَ مِثْلَ الوَفَاةِ !؟
وَصَهِيلُ الخُيُولِ بِالوَجْدِ بَاكٍ = يَستَْعِيدُ الْأَمجَادَ ، وَ الذِّكْرَيَاتِ
قَد رَنَا لِلْأَيَّامِ حِينَ ازْدِهَارٍ = حِينَ كَانَ الْفُرسَانِ بِالغَمَرَاتِ
أَنصَفَ الدَّهرُ ، ثُمَّ أَزرَى عَلَينَا = قَد نَبَا الرُّمْحُ بَينَ أَيدِي الرُّمَاةِ
كَيْفَ نَأسوُ قُدسًا ، وَ نَنْعَى زَمَانًا = دِامَ مُلْكًا وَ الآنَ بَينَ رُفَاتِ
لَا اللَّيَالِي أَوْفَتْ ، وَلَا الصَّبرُ دَاوَى = كَالغَوَانِي بِصُحبَةٍ لَاهِيَاتِ
عَزْمُنَا حِينَ صَولةٍ قَد تَوَلَّى = وَ هَوَانٌ يَجُوَبُ بِالْمُهْلِكَاتِ
أَرْضُنَا مِنْ حَرِّ الظِّمَاءٍ تَلَاشَتْ = فَجرُنَا غَابَ مِنْ رَدَى النَّكَبَات
قُدْسُنَا شَابَ لَيلُهَا مِنْ عُهُودٍ = لَمْ تَزَلْ فِي دَربِ النَّوَى ، وَ النُّعَاةِ
فِي شَتَاتٍ بَينَ الرَّدَى وَ هَجِيرٍ = وَ حِدَادِ الإِدْجاَءِ ، وَ الْعَدَوَاتِ
وَ الْأَيَامَي تَبْكِي بدَمْعِ الثَّكَالَى = وَ قُلُوبٌ بِالوَيلِ ، وَ الرَّجَوَاتِ
أَحْرَقُوا الزَّرْعَ ، وَ الرُّبَى بِجُنُونٍ = هَدَّمُوا الدَّارَ رَغْمَ غَوثِ الفَتَاةِ
وَ زَوَتْ مِن قَهْرٍ نُجُومُ اللَّيَالِي = وَ الدَّمُ الطُّهْرُ قَد رَوَى الفَلَوَاتِ
كَمْ شَهِيدٍ يَا (قُدْسُ) غَدرًا تَهَاوَى !؟ = حَامِلَا الْوَعدِ وَ المُنَى بِثَبَاتِ
كَيفَ تَسْتَأَسِدُ الكِلَابُ عَلَينَا = نُحْنُ كُنَّا الأخْيارَ رَغْمَ الْغُوَاةِ
وَ مَنَارًا ، مَشَاعِلَ العِلْمِ تَزْهُِو = نُورُهَا فِي الْوُجُودِ ، وَ الْمُهَجَاتِ
أُمَّةٌ مَا انْتَهَى إِلَيْهَا مُحَالٌ = أَطْفَأَتْ جَمْرَ اليَأْسِ ، وَ الْعَثَرَاتِ
رَغْمَ عَصْفِ الأحْزَانِ ، وَ الصَّمْتُ يَسْرِي = رَغْمَ هَوْلِ النَّذِيرِ ، وَالنَّكَبَاتِ
وَ دِيَارٍ صَاحَتْ كَفَانَا احْتِرَاقًا = وَ احْتِضَارِ الأشْجَارِ ، وَ الرُّبُوَاتِ
لَو تَجَافَتْ أَغصَانُهَا عَنْ زُهُورٍ؟ = سَوفَ تَبقَى ظِلَالُهَا ، بَاسِقَاتِ
رَغمْ فِكْرٍ سَاقَ الخَنَا مِنْ غَرِيبٍ = وَ اسْتَبَاحَ النُفُوسَ ، وَ الشَّهَوَاتِ
أُمَّتي لَا ، لَنْ تَسْقُطِي أَو تَشِيبِِي = سَوفَ تَمْضِينَ بِالْهُدَى ، وَ الْأُبَاةِ
تَمْلَأينَ الْأَرجَاءَ بِالنَّصرِ – وَعْدًا = رَغْمَ هَوْلِ الْأَحْدَاثِ ، وَ العَادِيَاتِ
لنْ تَغِيبَ الشُّمُوسُ عَنْكِ بِيَوَمٍ = أَو تَهُونَ الذِّكرَى بِمُعتَذِرَاتِ
أَو تَمَوتَ الآمَالُ ، قَسْرًا ، وَ غَصْبًا = إنَّكِ العَهدُ ، وَ الوَفَا ، بِحُمَاةِ
لَنْ تَطُولَ الْأَرزَاءُ فِينَا طَوِيلَا = سَوفَ نَغدُو نَارًا عَلَى كُلِّ عَاتِ
لَنْ يَنَالَ الْأَعدَاءُ مِنْكِ مُصَابًا = بِرِجَالٍ ، وَصَحْوَةِ المُسْلِمَاتِ
سَوفَ تَبقِينَ أنْجُمًا ، وَ سَنَاءً = فِي بَهِيمِ السَّمَاءِ ، وََ الفَلَوَاتِ
إنَّكِ (القُدسُ) ، وَ الهَوَى فِيْكِ (أَقصَى) = إنَّكِ الجُرحُ قَد شَكَا (بِالفُرَاتِ)
نَحنُ قَومٌ بِوِحْدَةٍ وَ انْتِمَاءٍ = وَ اللَّيَالِي تَصْبُو لَنا شَاهِدَاتِ
لًغَةٌ ، وَ التَّارِيخُ يَشْدُو زَمَانًا = شِرْعَةٌ فِي الْوُجُودِ ، وَ الخَلَجَاتِ
مَا اسْتَطَاعَ الَأنْكَاسُ وَأدَ الخَوَالِي = وَ اغْتِيَالَ الوَلَاءِ ، أَو مَحوَ ذَاتِ
عَرَبِيٌ ، هُوِيَّتِي فِي دِمَائِي = فِي كَيَانٍ أَزكَى المُنَى وَ الصِّفَاتِ
أَنتِ فَجرُ الأطْهَار وَ الْهَدْيُ يَسْري = فِي قُلُوبٍ بِالله مُلتَفِحَاتِ
لَا ، وَلَنْ يَقْتُلُوا عَفَافًا ، وَ طُهْرًا = دِينُنَا الحَقِّ ، وَ الهُدَى بِثَباتِ
إِنَّها أيَّامُ الدُّنا دُوَلٌ ، مَا = دَامَ مُلْكٌ فِي الكَوْنِ بِالْعَدَوَاتِ
كُلُّ عَصْرٍ يَا أُمَّةَ النُّورِ يَلْقَى = كُبْوةَ الدَّهرِ كَالفَنَا ، وَ المَمَاتِ
طَالَ شُّوُقُ الأجْيَالِ وَعْدًا بِنَصرٍ = حِينَ يَعدُو الفُرسَانُ صَوبَ الغُزاةِ
يَحْمِلُونَ الأَمجَادَ ، حَقًّا ، وَ عَزْمًا = بِاقْتِدَار ،ٍ وَ حُنْكَةٍ ، وَ أُباةِ
أُمَّةٌ قد شَادَتْ بِأَمسٍ عُرُوشًا = حَقَّقَتْ فِي ظِلاَلِهَا المُعْجِزَاتِ
انْظُرُوا المَجْدَ دَامَ صَحوًا ، وَ غَضًّا = وَ سَلَوا عَنْ أَزْمَانِهَا الرَّاسِيَاتِ
مَاغَفَتْ شَمْسُهَا بِيَومٍ ، وَ غَابتْ = فِي الدُّجَى بَينَ صَولَةِ الحَادِثَاتِ
وَبَريقُ الصُّرُوحِ دَامَ سَنَاءً = قَد أَظَلَّ الْأقمَارَ ، وَ الكَائِناتِ
رَفْرَفَتْ بِالرَّخَاءِ أَعْلاَمُ بِشْرٍ = فَوقَ رَأسِ الأَجْبَالِ ، وَ الرُّبُوَاتِ
وَاسْتَدَامَتْ يَدُ المُنَى بِعَطَاءٍ = وَ اسْتَقَامتْ بِجُنْدِها ، وَ وُلَاةِ
وَ حُدُودُ اللهِ استَعَادتْ قِصَاصًا = كَفَلَتْ لِلإنسَانِ حَقَّ الحَيَاةِ
أَصْبَحَ الْمَرءُ ، بِالأَمَانُ طَلِيقًا = وَ صحَا الْعَدلُ بِالهُدَى مِنْ غَفَاةِ
أُمَّةٌ بِالدِّينِ القَوِيمِ اسْتَضَاءَتْ = أُمَّةٌ مَا خَلَتْ مِنَ الرَّائِدَات
مِنْ (خَدِيجَاتِنَا) – الوَفَا قَد تَسَامَى = فِي مُهَجِ الأَطْهَار ، وَ المُؤمِنَاتِ
وَ زَهَا البَدرُ فِي السَّمَا لِنِسَاءٍ = مُسلِمَاتٍ بِعِفَّةِ (العَائِشَاتِ)
أمَّهَاتٍ بِعِزَّةٍ ، وَفِدَاءٍ = عَابِدَاتٍ بِقُدْوَةِ (الفَاطِمَاتِ)
(زَاهِرَاتٍ ) مِثلِ الشَّذَا فِي رَبِيعٍ = عَاطِرَاتٍ ، كَنِسْمَةِ (الزَّينَبَاتِ)
ثُمَّ أصْبَحْنَ قُدوَةً بِاعْتِدَادٍ = قَد سَكَنَّ القُلُوبَ ، وَ الصَّفَحَاتِ
كَمْ نِسَاءٍ قَد أَنْجَبَتنَ رِجَالاً = وَ أَعَادُوا الدِّيَارَ ، وَ الْبَسَمَاتِ
بِصُمُودِ الفُرسَانِ فِي كُلِّ فَجٍ = رَغمَ كَيدِ الأَعدَاءِ ، وَ الْجَفَوَاتِ
بِشُمُوخٍ ، وَرِفعَةٍ ، وَ وَلاءٍ = يَحمِلُونَ الرَّايَاتِ ، وَ الْأُمْنِيَاتِ
وَ امْتَطوا الرِّيحَ وَ الوَ غَى ، صَوبَ نَصْرٍ = قَد زَهَا فِي السَّلامِ ، وَ الْغَمَرَاتِ
أُمَّةُ الحَمْدِ لَنْ تَبُورَ عَطَاءً = وَ جِهَادًا ، مِنْ أمَّهَاتٍ تُقَاتِ
ازْدَهَتْ بِالدِّينِ مثْلَ شَمْسٍ وَ بَدْرٍ = وَ رَسُولٍ ، جَاءَ الدُّنَى لِهَدَاةِ
وَكِتَابٍ جَاءَ الوَرَى عَرَبِيًا = مَنْهَجًا لِلْإنسَانِ ، طَوقَ النَّجَاةِ
يَمْحَقُ الشَّرَّ فِي الوُجُودِ ، وَ إِثمًا = يُخْرِجُ الْإِنسَ مِنْ دُجَى الظُّلُمَاتِ
وَ اكْتَسَى الزَّرعُ ، وَ الرُّبَا بِرَبِيعٍ = قَد سَمَا بِالْأطْيَارِ ، وَ النَّسَمَاتِ
وَ غَدَا الدِّينُ فِي الوُجُودِ سَمِيًّا = وَ اجْتَبَى الصَّادِقِينَ ، وَ الصَّادِقَاتِ
كُلُّ وَادٍ ، وَ رُبْوَةٍ ، وَ شِعَابٍ = كُلُّ بِيدٍ تَبَدَّلَتْ ثَمَرَاتِ
فَبَشِيرُ الأكوَانِ جَاء بِنُورٍ = ( مُصطَفَى ) هَلَّ بِالوَفَا ، وَ عَفَاةِ
يُنقِذُ الإِنسَ وَ الدُّنَا مِنْ ضَلَالٍ = وَ رَدَى الشِّركِ فِي دُرُوبِ الحَيَاةِ
جَاءَ غَوثًا ( مُحَمَّدٌ ) وَ بَشِيرًا = كُلِّ نَهْجٍ بِالحَقَ ، وَ البيِّنَات
(مُصْطَفَى) قَد صَفَاكَ (رَبُّ) البَرَايَا = قَبلَ خَلقِ الأَكْوَانِ ، وَ الكَائِنَاتِ
لِلعُيُونِ ، الإِبْصَارَ صَوبَ بَهَاءٍ = وَ الفُؤَادِ الْإحْسَاسَ ، وَ الخَلَجَاتِ
وَ النُّفُوسِ ، السَّلَامَ يَجْنِي مَفَازًا = فيِ الوُجُودِ ، الْأَمَانَ أَزْكَى الصِّفَاتِ
تَتَوَارَى عَنْكَ الخطَايَا حَيَاءً = مِنْ سَنَاءِ الأخْلاقِ ، وَ الرَّحَمَاتِ
تُقْبِلُ الْأَرضُ ، بِالشَّذَا قَبلَ أَنْ تَخـْ = طُو عَلَيهَا ، شَوقًا إِلَى الخُطُوَاتِ
وَ كَأنَّ الشُّمُوسَ نَحَّتْ سَنَاهَا= مِنْ لِقَا نُورِكَ انْزَوَتْ فِي سُبَاتِ
يَا رَسُولًا ، وَ هَادِيًا ، وَ نَذِيرًا = يَا حَبِيبًا ، عَانَيْتَ حَرَّ أَذَاةِ
مِنْ جَفَاءٍ ، وَ فُرْقَةٍ ، وَ شَتَاتٍ = وَاحْتَمَلْتَ الْإِيذَاءَ ، وَ العَقَبَاتِ
اجْتَبَيتَ الصَّبرَ الجَميلَ سَبِيلاً = بِجِهَادٍ ، وَ دَعوَةٍ ، وَ أَنَاةِ
ثُمَّ فَوَّضْتَ (لِلقَديرِ) دُعَاءً = وَ اجْتَبَيتَ اليَقِينَ وَ الصَّلَوَاتِ
وَ حَبَاكَ المَولَى بِنَصرٍ عَزِيزٍ= قَد أَعَزَّ الحَيَاةَ ، وَ الكَائِنَاتِ
وَ اسْتَفَاقَ الأَمْسُ الَّذِي بِغَفَاةٍ = وَ مَضَى عَنْ لَيلِ الْهَوَى بِعِظَاتِ
وَ سَمَاءٌ قَد أَقبَلَتْ بِالغَوَادِي = وَ شُجُونٌ تَبَدَّلَتْ بَسَمَاتِ
وَ ارْتَوَى القَلبُ مِن إِخَاءٍ ، وَ هَدْيٍّ = وَ اكتَسَى مِنْ إِيْمَانِهِ بِِعَفَاةِ
وَ استَوَى الفَقرُ ، وَ الغِنَى بَعدَ جُورٍ = وَ انْزََوَى المَرءُ عَنْ دُرُوبِ العُصَاةِ
أَنْشِدِي يَا عُرُوبَةً مَجدَ أَمسٍ = وَ اذْكُرِي اللهِ فِي البَلَا ، وَ النَّجَاةِ
كَي يَدُومَ الإِسلَامُ دِينًا وَضِيئَا = يَعتَلِي كُلَّ قِمَّةٍ بِثَبَاتِ
وَ يُنِيرَ القُلُوبَ قَبلَ وُجُودٍ = يَزدَهِي النَّفسَ بِالمُنَى العَطِرَاتِ
أَيُّهَا المَجدُ ، وَ القلاعُ بَأمْسٍ = وَ الْأَمَانِي – تَأَبَّطُوا الذِّكرَيَاتِ
كَمْ رِجَالٍ بِالْعَزمِ خَاضُوا حُرُوبًا = وَ اسْتَجَابُوا لِلحَقِّ ضِد الطُّغَاةِ
أَينَ مَجدُ (الخَطَّابِ) يَا (قُدْسُ) يَزهُو = بينَ نُورِ الأطهَارِ ، وَ الْعَزَمَات
هَلَّ غَوثًا لِلْقدسِ وَ النَّصْرِ شَوْقًا = عَازِمًا قد سَاقَ الْعُلَا بِتُقَاتِ
وَ استَعَادَ الأَقصَى وَ أَرسَى عُهُودًا = أَذَّنَ الفَجرُ لِلهُدَى وَ صَلاةِ
وَ بِـِأَرضِ (العِرَاقِ ) ذِكْرَى إِبَاءٍ = وَ الحِمَى ، وَ الغَيَاثُ وَعدُ الرُّعَاةِ
هلَّلتْ تَستَغِيثُ ( مُعْتَصِمَاهُ ) = أَينَ مِنِّي ، مِنْ نَجْدَةِ المُسْلِمَاتِ
صَيَّرَ الجُندَ ، وَ استَجَابَ دِفَاعًا = عَنْ نِسَاءٍ فِي كَرْبِهَا بِشَكَاةِ
نَبْتَةُ الأرضِ إنْ تَهَاوَتْ ظَمَاءً = هَبَّ غَوثًا لَهَا إِبَاءُ الْحُمَاةِ
وَ (صَلاَحُ الدِّينِ) اسْتَعَادَ بِفَخْرٍ = مَا هَوَى يَا (قُدْسُ) المُنَى فِي غَفَاةِ
حَقَّقَّ النَّصرَ ، وَ الوَفَا ، بِوُعُودٍ = دَامَ رَمزًا لِلْعَدلِ ، وَ الرَّحَمَاتِ
هَا هُمُ العُرْبُ نَجدَةٌ ، وَ سَلَامٌ = إِنَّهَا شِيمَةُ الرِّجَالِ الْأُبَاةِ
يَنصُرُونَ الشُّعُوبَ وَعْدًا ، وَ صِدقًا= يَحمِلُونَ الأَوطَانَ فِي الخَلَجَاتِ
بَعدَمَا أزَّ الغَدرُ بَعْضَ نُفُوسٍ = وَ شَرِبْنَا مِنْ نَهْرِنَا قَطَرَاتِ
كَيفَ ظَنَّ الأعداءُ نِلْتِ سَرَابًا = ـ أُمَّتِي ـ ثُمَّ سِرتِ صَوبَ مَوَاتِ
إِنَّمَا قد ظَنُّوا نَكَالاً ، وَ حِقْدًا = فِي صُدُورٍ بِالشَّرِ مُحتَقِنَاتِ
إِنّنَا الوَعدُ ، و المُنى ، وَ العَوَالِي = كَيف تُمْسِي عُروُشُنَا خَاوِيَاتِ ؟!
كَيْفَ تَخْبُو الأَوطَانُ وَ العزُمُ بَاقٍ؟! = وَ لِقَاءٌ شَادٍ بِقُدسٍ لآتِي؟!
كَيْفَ وَ الوَعدُ سَوفَ يَغدُو مُجِيبًا = بِعِنَاقِ الأَجوَادِ ، وَ الغَادِيَاتِ
كَيْفَ و الدَّارُ زَانَهَا الصَّبرُ وَعْدًا =َ بِاللِّقَا ، وَ الأَفرَاحِ ، وَ الْأُمْنِيَاتِ
حَينَ تَسْتَبدِلُ الشَّتَاتَ ، وَ دَمْعًا = بِالوَفَا ، وَالأَمَانِ ، والسَّكَنَاتِ
كَيْفَ وَالجَفنُ لَا يَنَامُ ، انْتِظَارًا = وَاشْتِيَاقًا ، لِلأرضِ ، وَ الثَّمَرَاتِ
لِضِيَاءِ الأقمارِ تَزْهُو سَناءً = وَ لِقَاءِ الأَصِيِلِ ، وَ النَّسَمَاتِ
لِزُّهورٍ فِي المَهدِ ، تَرنُو ارْتِوَاءً = مِنْ رِضَابِ الأَطْيَارِ ، و الرُّبُوَاتِ
بَدَّدِي كَيدَ غاصِبٍ يَا بَلادِي = وَ انهَضِي يَا عُرُوبَةً مِنْ سُبَاتِ
وَ ارْفَعِي رَايةَ الهُدَى ، وَكِتَابًا = شِرعَةَ الحَقِّ في الدُّنا بِدُعَاةِ
وَ انشُرِي فِي الأَرجَاءِ عِزًّا ، وَ مَجْدًا = سَوْفَ نَزهُو بِرَجْعَةٍ فِي غَدَاةِ
وَ استَفِيقِي سَلِيْلَةَ الأَمسِ فَخْرًا = نَبعَ قَومِيِّةٍ ، سَمَتْ بِرُعَاةِ
وَ نُهُوجِ الأَجدَادِ ، وَ الصِّدقُ جَارٌ = وَ نَشِيدِ الْأَحرَارِ فِي الغَمَرَاتِ
مَا غَفَتْ عَنْكِ وِحدَةٌ أَو تَجَافَتْ = لَمْ يَزَلْ فيْكِ وَعدُهَا بِثَبَاتِ
سَوفَ تَأتِي الحُقُوقُ ، سِلمًا ، وَ جَهْرًا = أَو قِتَالًا ، يَغدُو بِنَصرِ الحُمَاةِ
نَعتَلِي بِالأَجنَادِ سَفحَ الرُّوَابِي = أَنْتِ أُسْدُ الشَّرَى لَنَا بِثَبَاتِ
أَنتِ لَولَا الْإِيمَانُ مَا دُمْتِ فَجْرَا = عَابِقًا بِالْأَطهَارِ كَالنَّسَمَاتِ
لَو تَجِفُّ الأنهَارُ قَهْرًا ، وَقَسْرًا = أَو يَشِيبُ الوِلْدَانُ مِن فَزَعَاتِ
أو تهَاوَى سَقْفِ البِنَاءِ حُطَامًا = سَوفَ تَبقَى الأَطلَالُ رَمزَ البُناةِ
وَعْدُ حَقٍّ وَ الْأُمْنِيَاتُ قِطَافٌ = فِي نُفُوسٍ بِالحَقِّ مُعتَمِرَاتِ
وَ رَبِيعٌ بِالحُبِّ يَشدُو نَدِيًا = بِصَفاءٍ وَ بهْجَةِ الْمُهَجَاتِ
أَنتِ مَهْدٌ ، مِيثَاقُ عٌمْرٍ ، وَمَجْدٍ = فِي قُلُوبٍ بِنَصْرِهَا مُقْبِلَاتِ
يَا إِلَهِي ، يَا رَبَّنَا ، يا قَدِيرًا = نَحنُ رَهْنُِ الْأَقدَارِ وَ الحَادِثَاتِ
احْمِنَا مِنْ زَيْفَ الْغَوَى ، وَ الْأَمَانِي = مِنْ بَهِيمِ الأَهوَاءِ ، وَ الرَّغَبَاتِ
كُنْ لَنَا ، شُدَّ أَزرَنَا وَ اعْفُ عنَّا = حَفِّنَا بِالأَمَانِ وَ السَّكَنَاتِ
قَد بَرِأنَا مِن كُّلِ وِزْرٍ ، وَ إِثْمٍ = امْحُ عَنَّا الْأَسوَاءَ بِالْحَسَنَاتِ
كُلُّ نَفْسٍ تَدعُوكَ يَا رَبِّ صِدقًا = = كَي تَقِيهَا مِنْ يَومِ حَشْرٍ لِآتِي
يَومَ لا يَنْفَعُ البَنُونُ ، وَ لَا المَا = لُ ، وَ لَا الخِلُّ ، غَيرُ دَرْبِ الهُدَاةِ
وَ الوَرَى كَالجَرَادِ مِنْ كُلِّ صَوبٍ = تَشرَئِّبُ الأَعنَاقُ بِالرَّجَفَاتِ
وَ قُلُوبٌ بِالخَوْفِ تَخْشَى عَذَابًا = وَ وجُوهٌ بِالبِشْرِ وَ الرَّحَمَاتِ
التعليقات مغلقة.