في اليوم العالمي للغة العربية مقالات بسن القلم لحسين الجندي “إبداع الكلمة حياة”
في اليوم العالمي للغة العربية مقالات بسن القلم لحسين الجندي “إبداع الكلمة حياة”
أرى أن الأديب الحقيقي هو من يمتلك زمام الكلمة ويقدر على ترويضها لتصطف مع أخواتها في انسيابية وتتماهى معهن في بوتقة واحدة تشكل نسيجا متينا يستطيع البقاء لأطول وقت ممكن في أذهان المتلقين…
ولن يحدث ذلك إلا بنثر حبات البلاغة عليها وتعطير جنباتها بأريج العاطفة وروعة الإحساس مع تطعيمها برسالة خفية جلية!
خفية في عدم مباشرتها ووعظها فتمجها الآذان وتتقذَّى منها العيون وتزهدها العقول…
وجلية بها تنوير حتى يصل مرادها وتتحقق الغاية منها…
وقبل ذلك وبعده:
صدق القول وشفافية الرأي وعذابات النفس ومعاناتها حتى يحدث المخاض وينبلج الفجر معلنا عن مولود جديد فريد…
مولود ولد رجلا من يومه، يُحْدِث دويا يهتز له الوجدان، وتتغذي عليه النفوس، وتقول له العقول:
مرحبا بضالتي التي ظللت أبحث عنها…
نعم أنت من أضاف إليَّ بعد فترات عجاف مللت فيها من المكرور المُحاكِي الجاف الذي ينبع من عقول الغير…
مولود ننظر إليه بعقولنا باستشراف وتنبر له قلوبنا بنبر يعزف أعذب الألحان…
مولود جدَّد فينا ما رثَّ وبَلِيَ…
أخذ بأيدينا إلى آفاق رحبة حيث البعد عن سفاسف الدنيا الدنية والانطلاق طيرا وتحليقا فوق سحابات بيضاء فصنع لنا عالما خاصا فريدا نستمتع به ولو لحين بعيدا عن ضوضاء وصخب وغوغائية الأرض…
إبداع الكلمة قبل كونه فنا هو حياة
التعليقات مغلقة.