في جهاد الصحابة.. الحلقة /375 .. عمرو بن ثابت بن وقش .. عائلة الشهداء – الأبن الأول بقلم / مجدي سـالم
في جهاد الصحابة.. الحلقة /375 .. عمرو بن ثابت بن وقش .. عائلة الشهداء – الأبن الأول
بقلم / مجدي سـالم
أولا.. في نسبه.. مقدمة..
- قال ابن إسحاق: زعم لي عاصم بن عمر بن قتادة أن ثابت بن وقش قد قُتِل يوم أُحُد شهيدًا.. وأما ابناه عمرو بن ثابت.. وعمر بن ثابت فقتِلا يومئذ شهيديْن أيضا.. رحمهما الله)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
- الأصيرم.. وهذه هي كنايته.. هو عمرو بن ثابت بن وقيش .. ويقال: أقيش .. بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري .. وقد ينسب إلى جده فيقال عمرو بن أقيش.. وأمّه بنت اليمان أخت حذيفة بن اليمان.. وكان يلقب أيضا “أصيرم”.. واستُشهد بأحد.. وهكذا سماه ابن حجر في “الإصابة”..
ثانيا.. في إسلامه رضي الله عنه..
- -كان قبل إسلامه : يمنعه من الإسلام أن له مالا من الربا.. فكان يخشى – إن أسلم أن يضيع عليه – وكره أن يسلم حتى يأخذه.. فلما كانت غزوة أحد.. قذف الله في قلبه الإسلام.. فجاء يسأل عن بني عمه .. وعن أناس من قومه.. فقيل له أنهم خرجوا لقتال المشركين بأُحد.. فخرج للجهاد..
- فرآه بعض المسلمين.. فقالوا له : إليك عنا.. فقال : إني آمنت.. ثم قاتل حتى أثبتته جراحه وأشرف على الموت.. فحملوه إلى قومه بني عبد الأشهل.. فسألوه.. عن سبب مجيئه أهو حمية لقومه.. أم غضب لله ورسوله .؟ فقال: بل غضب لله ورسوله.. ثم مات شهيدا.. ولم يصل لله صلاة واحدة..
- ثم ذكروا أمره للنبي صلى الله عليه وسلم فشهد له بالجنة قائلا : إنه لمن أهل الجنة ..
ثالثا.. ورد في قصة إسلامه واستشهاده حديثان.. منقول..
- الحديث الأول..أخرجه أبو داود في “سننه”.. والطبراني في “المعجم الكبير”.. وأبو نعيم في “معرفة الصحابة”.. والحاكم في “المستدرك”.. والبيهقي في “السنن الكبرى”.. من طريق مُوسى بن إسماعيلَ..
قال حدَّثنا حمادٌ بن سلمة .. قال أخبرنا محمدُ بن عَمرِو.. عن أبي سَلَمةَ عن أبي هريرة:
( أن عَمرو بن أقَيْشٍ كان له رِباً في الجاهليةِ .. فكَره أن يُسلِمَ حتى يأخذَه .. فجاء يومَ أُحدٍ .. فقال: أين بنو عمّي؟ قالوا: بأُحدٍ .. قال: أين فلان؟ قالوا: بأُحدِ .. قال: فأين فلان؟ قالوا: بأُحدِ .. فلبس لأمَتَه .. وركبَ فرسَه .. ثم توجّه قِبَلَهم .. فلما رآه المسلمون قالوا: إليك عنا يا عَمرو .. قال: إني قد آمنتُ .. فقاتَلَ حتى جُرِحَ .. فحُمل إلى أهله جَريحاً .. فجاءه سعدُ بن مُعاذٍ فقال لأخته: سَليه: حَميَّةَ لقومك .. أَو غضباً لهم .. أم غضباً لله؟ فقال: بل غضباً لله ولِرسوله .. فماتَ .. فدخل الجنَة .. وما صلّى لله صلاة ً(
التحقيق.. وإسناده حسن .. لأجل كلام يسير في محمد بن عمرو بن علقمة .. وحديثه من رتبة الحديث الحسن .. وقد حسنه الحافظ ابن حجر في “الإصابة” (4/501) .. وكذا حسنه الشيخ الألباني في “صحيح سنن أبي داود” (2288) - الحديث الثاني.. أخرجه الإمام أحمد في “المسند” (23634) .. وأبو نعيم في “معرفة الصحابة” (4964) من طريق ابْنِ إِسْحَاقَ .. قال حَدَّثَنِي الْحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ .. عَنْ أَبِي سُفْيَانَ .. مَوْلَى ابْنِ أَبِي أَحْمَدَ .. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ .. قَالَ.. كَانَ يَقُولُ: حَدِّثُونِي عَنْ رَجُلٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ لَمْ يُصَلِّ قَطُّ فَإِذَا لَمْ يَعْرِفْهُ النَّاسُ سَأَلُوهُ: مَنْ هُوَ؟ فَيَقُولُ: أُصَيْرِمُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ عَمْرُو بْنُ ثَابِتِ بْنِ وَقْشٍ .. قَالَ الْحُصَيْنُ: فَقُلْتُ لِمَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ: كَيْفَ كَانَ شَأْنُ الْأُصَيْرِمِ؟. قَالَ: كَانَ يَأْبَى الْإِسْلَامَ عَلَى قَوْمِهِ .. فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أُحُدٍ : بَدَا لَهُ الْإِسْلَامُ .. فَأَسْلَمَ . فَأَخَذَ سَيْفَهُ .. فَغَدَا حَتَّى أَتَى الْقَوْمَ .. فَدَخَلَ فِي عُرْضِ النَّاسِ .. فَقَاتَلَ حَتَّى أَثْبَتَتْهُ الْجِرَاحَةُ .. قَالَ: فَبَيْنَمَا رِجَالُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ يَلْتَمِسُونَ قَتْلَاهُمْ فِي الْمَعْرَكَةِ إِذَا هُمْ بِهِ .. فَقَالُوا: وَاللهِ إِنَّ هَذَا لَلْأُصَيْرِمُ .. وَمَا جَاءَ؟ لَقَدْ تَرَكْنَاهُ وَإِنَّهُ لَمُنْكِرٌ لِهَذَا الْحَدِيثَ .. فَسَأَلُوهُ مَا جَاءَ بِهِ؟ قَالُوا: مَا جَاءَ بِكَ يَا عَمْرُو .. أَحَدَبًا عَلَى قَوْمِكَ .. أَوْ رَغْبَةً فِي الْإِسْلَامِ؟ قَالَ: بَلْ رَغْبَةً فِي الْإِسْلَامِ .. آمَنْتُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ .. وَأَسْلَمْتُ .. ثُمَّ أَخَذْتُ سَيْفِي .. فَغَدَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ فَقَاتَلْتُ حَتَّى أَصَابَنِي مَا أَصَابَنِي .. قَالَ: ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَاتَ فِي أَيْدِيهِمْ !!فَذَكَرُوهُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. فَقَالَ: ” إِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ..
التحقيق.. إسناده حسن أيضا .. وصحح إسناده ابن حجر في “فتح الباري” (6/25) .. وحسنه في “الإصابة” (4/501) .. وهو أولى لأجل ابن إسحاق فحديثه في رتبة الحسن .. وأما الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو فقد قال فيه أبو داود :” حسن الحديث ” . كذا في “تهذيب التهذيب” لابن حجر (2/381) .. ووثقه الذهبي كما في “الكاشف” (1123) .. وأبو سفيان مولى ابن أبي أحمد .. وثقه ابن حجر في “تقريب التهذيب” (8136( .. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.