موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الخبر والإنشاء… وجيهة السطل

468

الخبر والإنشاء

وجيهه السطل

الإنشاء والخبر عمودان ترتفع على أكتافهما الجمل والعبارات في اللغة العربية ، وتمتطيهما الأفكار والمعاني بعد أن تتدثر بالألفاظ المختارة المنتقاة المناسبة للموضوع ؛والمتناسبة مع بيئة الكاتب وثقافته وتفكيره وثروته اللغوية .

أولًا : الإنشاء :
الإنشاء في مصطلح علم المعاني قسيم الخبر، ويطلق عليه أحيانًا الطلب من باب تعميم الخاص،لأن الطلب ركن مهم من أركان الإنشاء .
أ- تعريفه: قيل: هو الكلام الذي لا يصح في المنطق والعقل أن نقول لصاحبه أنت صادق أو كاذب فيما تقوله .
فهو يستدعي- على حد تعبير البلاغيين- مطلوبًا غير حاصل في وقت الطلب .
فلو نظرنا إلى هذين المثالين :
١- قوله تعالى :{وإذقال لقمان لابنه:يابني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانهَ عن المنكر واصبر على ما أصابك }
٢-وقوله تعالى :{ ولا تصعُِر خدَّك للناس ولاتمشِ في الأرض مرحًا }
نجد أن الإنشاء أسلوب لايحتمل الصدق والكذب لذاته، لأنه ليس لمدلول لفظه قبل النطق واقع خارجي يمكن أن يقارن به؛ ففي النداء(يابني) والأمر(أقم الصلاة . أؤمر بالمعروف .. ) والنهي(لاتصعِّر خدك للناس . ) .
لا تستطيع أن تقول لمن ينادي شخصًا، أويأمره، أوينهاه: إنك صادق أو كاذب؛ لأنه لا يُعلمنا بحصول شيء أو عدم حصوله.
إن من ينادي أو يأمر أو ينهى ليس لندائه، أو أمره، أو نهيه وجود خارجي قبل حصول النداء أو الأمر أو النهي؛ فكيف يحتمل كلامه الصدق أو الكذب؟؟ وذلك لا يكون إلا بمطابقة الواقع، أو عدم المطابقة.
وينطبق هذا القول على سائر أساليب الإنشاء وأنواعه
الأخرى ؛من استفهام، وتمنٍّ، ورجاء،وتحضيض،ودعاء .
وبذلك يكون الأسلوب الإنشائي هو صيغة لا تحتمل الصدق أوالكذب لذاتها؛وذلك لعدم وجود واقع تعرض عليه.
ب – أقسام الإنشاء: ينقسم الإنشاء إلى قسمين: إنشاء طلبي وإنشاء غير طلبي.
١- الإنشاء الطلبي: وهو الذي يستدعي مطلوبًا غير حاصل وقت الطلب.
وهو خمسة أنواع:
أ- الأمر: وهو طلب الفعل على وجه الاستعلاء والإلزام من الأعلى إلى الأدنى نحو قوله – تعالى : {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ} آل عمران: ٢٠٠.وعلى وجه الالتماس من الند والنظير كقولك لصديق: أحضر لي معك كتابًا . وقد لجأت أساليب الدبلوماسية،والذوق والرقي والتأدب في الطلب ممن هو في مرتبتك أن تسبقه بعبارة :من فضلك او فضلًا أو لطفًا . ولمن هو أعلى منك منزلة أن تقول : لو سمحت أو لو تكرمت .
وللأمر أربع صيغ تنوب كل منها مناب الأخرى في طلب حدوث أي فعل من الأفعال وهي:
١- فعل الأمر: كما في قوله – تعالى -: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ } سورة الأعراف:١٩٩
.٢- المضارع المسبوق بلام الأمر: كما في قوله – تعالى- : {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} سورة الحج: ٢٩.
٣- اسم فعل الأمر: كما في قوله – تعالى -: {عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} سورة المائدة: ١٠٥.
٤- المصدر النائب عن فعل الأمر المحذوف وجوبًا (مفعول مطلق نائب عن فعله ) كما في قوله – تعالى -: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً}سورة البقرة: ٨٣.
وقوله: {فَضَرْبَ الرِّقَابِ}
سورة محمد: ٤.
ب – النهي: وهو طلب الكفِّ عن الفعل، أو الامتناع عنه على وجه الاستعلاء والإلزام.
وللنهي صيغة واحدة وهي المضارع المقرون بـ: لا الناهية الجازمة، نحو قوله -تعالى- : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ } سورة النور : ٢١.
ج – الاستفهام: وهو طلب العلم بشيء يجهله الطالب، باسم من أسماء الاستفهام التصوري ليكون الرد بالتصور .أو باستخدام حرف الاستفهام هل للتصديق فقط . أو بهمزة الاستفهام ليكون الرد بالتصديق أو التصور .
نحو قوله – تعالى – : { أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئنَّا لمبعوثون }سورة الواقعة : ٤٧
وقوله: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} سورة الغاشية : ١
وقوله تعالى : { قال فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَىٰ}سورة طه: ٤٩ .
د – التمني: وهو طلب أمر محبوب لا يؤمل حصوله ولا يتوقع ،إما لكونه مستحيلًا -والإنسان كثيرًا ما يحب المستحيل ويطلبه- وإما لكونه ممكنًا غير متوقَّعٍ نيله.
فمثال الأول قول الشاعر:
ألا ليت الشباب يعود يومًا=
فأخبرَه بما فعل المشيب .
ومثال الثاني قوله – تعالى -: {يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ} سورة القصص/٧٩
ه – النداء: وهو طلب إقبال المدعو على الداعي بأحد حروف النداء.
وهذه الحروف ينوب كل حرف منها مناب الفعل (أدعو).
وهي: الهمزة، وأي، ويا، وأيا، وهيا، ، نحو قوله -تعالى-:
{ يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا} سورة مريم :٤٣

و- العرض :وهو الطلب برفق واستئناس . نحو :ألا ترافقُني إلى الجامعة . بمعنى رافقني من فضلك ، وأرجوك ذلك.
ز-التحضيض: وهو الطلب بعنف ولكن بشكل موارب، وليس بالأمر المباشر . .نحو : هلَّا توقفت عن غيبة الناس . أي توقف.
ط -الدعاء بالخير أو الشر :
وأداة الدعاء
(لا )قبل الفعل الماضي نحو : لا فُضَّ فوك .أو لا سلمت مؤامرات الأعداء . .لأن الدعاء هو طلب يرجى تحقيقه .
هذه هي أنواع الإنشاء الطلبي على سبيل الإجمال، ولها في كتب اللغة والبلاغة وعلم المعاني تفصيلات يطول ذكرها .

٢ -الإنشاء غير الطلبي: ويعني الأساليب الخاصة التي تتميز بها اللغة العربية .وهو ما لا يستدعي مطلوبًا.وله أساليب وصيغ كثيرة منها:
أ- صيغ المدح والذم، مثل: نعم وبئس، وحبذا ولا حبذا.
ب – القسم: بحروف القسم ، والله وبالله ، وتالله.أو بفعل القسم ،أو بمصدره.
قسمًا لأرفعنَّ أمرك إلى رئيسك.
ج – التعجب، نحو: ما أكرمه، وأكرم به.
د- الترجي بأصل الجذر اللغوي أو فروعه (أرجوك -رجاءً – راجيًا) أو بـ: عسى، أو اخلولق، أوحرى مثل: {فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ} المائدة: ٥٢.
ولا يبحث علماء البلاغة في الإنشاء غير الطلبي؛ لأن أكثر صيغه في الأصل ،أخبار نقلت إلى الانشاء


التعليقات مغلقة.