الأشباه والنظائر بقلم حاتم السيد مصيلحي
الأشباه والنظائر
بقلم حاتم السيد مصيلحي
يبدو العنوان لغويا بلاغيا، وربما فقهيا من أول وهلة، فنحن معاشر الدراعمة غالبا ما نسجل خواطرنا بأطر تراثية؛ لطبيعة درسنا، وانخراطنا وانشغالنا بتلك المطالعات التي تدفعنا دفعا لتلك الصياغات التعبيرية، وبعيدا عن ذلك الإطار الموغل في التخصص، نجد أن حياتنا مليئة بمعان قلبية، تترجمها انفعالات حسية، تتبدل وتتغير حسب الموقف والمقام، فيترجم عنها المقال.
فقد يكون الضحك تعبيرا ظاهرا عن السعادة وهذا طبيعي إذا كان متوافقا مع واقع الحال، ولكن المتغير أن يكون سببا من أسباب الحزن والقهر، فتعلو الضحكات التي يملؤها الألم، وتزلزلها الحسرة.. لذا قالوا: ” شر البلية ما يضحك “، وقد يكون البكاء تعبيرا واضحا للحزن والأسى، وإن علا النحيب وتقطعت الأنفاس، وهذا من باب التنظير البحت، دون دراية باحتمالية الفرح وكمال السعادة التي دعت دموع الشكر تنهمر، ونحيب الرضا المشمول بهدهدة المشاعر، وشنشنة الأنفاس تنصهر .
كما تبدو الصحة عنوانا لتفريغ الطاقات، وتحريك رواقد الحياة، فإن لم يدرك صاحبها قيمتها كانت سبب بؤسه وشقائه، ومعول هدمه وضياعه.. وعلى النقيض نجد المرض مدعاة للدعة واليأس من أي بأس قد يجد، فيكون الأمل والإيمان جديرين بتحويله لطاقة كامنة تصنع مالم يصنعه الأصحاء.
فلا تجعلن شبهة السعادة دليلا عليها، ولا نظيرتها من البؤس والشقاء آية مصدقة، تنكسر عليها الآمال وتضيع الهمم.
التعليقات مغلقة.