موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

جولة في رحاب النص”عن الشعر للشاعر ” إبراهيم شافعي”…متابعة فايزة أحمد شهرزاد

377

جولة في رحاب النص”عن الشعر للشاعر ” إبراهيم شافعي”…

متابعة فايزة أحمد شهرزاد

الشعرُ تجربةٌ فمن ذا يختَلِفْ
والصدقُ أوحىٰ للبيانِ ليأتلِفْ
.
.
أطلق عنانكَ للخيالِ وللمدى
ارجع على ظهر المجاز لتعترِف
.
.
و الوحيُ لا حدٌّ لشاطئهِ سوى
وحيٍ أتى منه الحقيقةُ تغترِفْ
.
.
كن للقصيدِ نبيَّهُ وأميرَهُ
كن (حافظا) لكن بشكلٍ مختلِف
.
.
واصنع لنفسِك ألفَ ليلى من خيالٍ (م)
غير مجنونٍ ولا حتى خرِفْ
.
.
حتماً ستأتيكَ الرؤى (متفاعلن)
تهديكَ نهراً من رحيقٍ فارتشِف
.
.
(ما غادر الشعراءُ) لا لم يتركوا
لكَ موضعاً فالهث بجدٍّ لا تقِفْ
.
.
فارسم حدودًا للطريقِ فإنِّهُ
دونَ الحدودِ يميلُ خطُّك ينعطِف
.
.
فإذا كتبتَ رسائلا ورديَّة
فامهل يراعكَ لحظةً كي يرتجِف
.
.
فإذا تساقطَ حرفُهُ مثلَ النديٰ
فارفق بهِ ودعِ الدموعَ لكي تجِف
.
.
واسأل يراعكَ هل أذاعَ أنينَهُ
أم ما يزالُ على حبيبٍ معتكِف
.
.
بئسَ القصائدُ ما تدورُ عن الهوىٰ
في خِسَّةٍ وتمسُّ موضوعاً (مُسِف)
.
.
إني نزاريُّ الهوىٰ لكنَّني
أخشى الذنوبَ وما عسى أن أقترف


Ibrahim Shafai

الإبداع كالدائرة( أتم الأشكال الهندسية )لها مركز وحيد و فضاء لا نهائي ، كذلك هو الابداع مركزه الموهبة و فضاءه الخيال الذي تهذبه الثقافة ؛ الشعر لا يأتي بقرار واع و لا من فراغ أيضا ، فهو النسج المحكم بين خيوط الواقع و حبائل الخيال ، فنحن نلهث خلف السراب لعطشنا أولا و لإدراكنا أن الماء ري و أنه سبيلنا للنجاة .
( الشعر تجربة فمن ذا يختلف … و الصدق أوحى للبيان ليأتلف ) يقرر الشاعر أن الشرارة التي تستثير الموهبة هي التجربة و يثبت أننا نتفق ،رغم أنها نقطة خلاف بين (الكثيرين )، و يقرر أن الصدق هو السبيل الذي لن تصل الكلمة إلا من خلاله ( للقلوب ) ، فما خرج من القلب وقر في القلب ، هنا خلاف على كلمة و معنى ( تجربة) التي تستوجب الصدق ، و لا نريد غير الصدق الفني الذي يجعل الشاعر يتألم و يفرح و يغضب و يثور مشركا القارئ معه في مشاعره ، و ذلك لا يستوجب أن تكون التجربة شخصية إنما لمست مشاعره فكانت كالضوء الذي يمر خلال البلور منكسرا لمسار آخر تخطه موهبة الشاعر و ترسم لنا حدود و معالم تجربته الذاتية المتفردة و المنفردة ، عنترة شاعر الحب و الحرب خلد ذكره مقترنا كغيره من شعراء الغزل باسم محبوبته ، لم نر عنترة و لا عبلة لكن عندما يغلب شوقه على أقوى الغرائز قاطبة ( حب البقاء) فيقول (و وددت تقبيل السيوف لأنها … لمعت كبارق ثغرك…) في صورته المركبة بين جمال محبوبته و بريق السيف من خلال تجربته الذاتية التي أثبت (صدقها) التاريخ ،فالذي يعنينا هو الأبيات و الصورة في تلك اللحظات التي صدقت كلماته تجربته فنيا فأمتعنا ، ناهيك عن الذين يعيبون ذكر الحبيبة المرتبط بالحرب و يدعون ضياع الغزل بين خيوط الدم و السهام ، فتلك دعوة يبدو من ظاهرها حق يراد به باطل ، مثلهم كمثل الذين يعمدون إلى وحشي اللغة و غريبها تقعرا على الجميع جاهلين و متجاهلين أن جوهر البلاغة الإفهام ، و لا يختلفون عن أولئك الذين يقيمون غزل عنترة نازعينه من صحراويته و فروسيته زارعينه في عصر الإنترنت؛ فكل شاعر يخط تجربته و يحددها لنا من خلال شعوره و خياله كما بين لنا ( فارسم حدودا للطريق فإنه … دون الحدود يميل خطك ينعطف ) ، و يعود من رحلته الخيالية مع (تجربته) واصفا لنا إياها بترويضه للمجاز ( على ظهر المجاز ) الكناية هنا تؤكد التمكن من الأدوات لتحقق البلاغة لفظا و معنى من خلال الصورة الصادقة فنيا . و لفظة ( لتعترف ) إنما هي الإقرار الصادق بالتجربة على مستوى العاطفة و الصدق الفني في تمثيلها .
( و الوحي لا حد لشاطئه سوى …وحي أتى منه الحقيقة تغترف ) هنا تناقض بين البيتين و حيرة تسيطر على الشاعر وتضارب في عاطفته امتد لقوله فبدا جليا بين ذاك و قوله ( تجربة ) و( أطلق عنانك للخيال)
فالحقيقة و التجربة صارت قيودا ، هنا يعبر عن خوفه من الاعتراف !
( كن للقصيد نبيه و أميره ) هنا السمو و التسامي في طلب المعاني يفرض نفسه بشرف المعاني و الإختلاف الذي يوجب التعلم لا التكرار و التقليد . هنا يؤصل لمبدأ التجديد في الفن الذي يستحضر التراث متمثلا في( نبيه) و (أميره )و (حافظ ) لكن بشكل يسمح للموهبة من التفرد و الإنطلاق.
(و اصنع لنفسك الف ليلى من خيا … ل غير مجنون ولا حتى خرف ) عاد التناقض ثانية يطل مغلفا بالقلق؛ فهو يشترط أشراطه على صناعة خياله ، و رؤى النبي هي القصيد ( متفاعلن ) جاءت تفعيلة الكامل أرق البحور العروضية و( هو نفس البحر الذي جاءت عليه القصيدة ) والقصيدة هي تحقق النبوءة و صدق النبي التي تستوجب تصديقه و هي الرحيق الذي لا يناسبه( ارتشف ) إنما جلبت للقافية.
( ما غادر الشعراء ) هنا لا يسلم و لا يستسلم لتفسير أكابر النقاد لبيت عنترة، ( فالهث بجد لا تقف ) هنا استنفار وفق فيه الشاعر حيث أصاب كبد حقيقة البيت العنتري المغدور 🙁 هل غادر الشعراء من متردم … أم هل عرفت الدار بعد توهم ) عنترة يقر قول الأقدمين عليه مستنكرا و يعقب بسؤال حقيقي (أم هل عرفت الدار بعد توهم ؟) هنا يؤكد على وهم ذلك المعتقد الذي أقره (الجميع ) . فالشعر كالنفس البشرية مجبول على الفردية و التفرد ، نتحدث عن الحب و المحبوبة و كل له دلوه ، نتفق في الموضوع لكن نختلف لغة و صورة و رؤية و شعورا .
( فإذا كتبت رسائلا وردية … فامهل يراعك لحظة كي يرتجف ) الرجفة هنا كأنها الصبر على التجربة حتى تكتمل و يجئ المخاض الذي هو بمثابة لحظة الميلاد و نفخ الروح في الحروف بصدق التجربة .كسر التفعيلة الأولى في الشطر الثاني و جبر الكسر بإسقاط همزة( أمهل ) و لا يجوز و لو أثبتها لصح البيت وزنا ومعنى بحذف واو العطف ، فيكون البيت ( فإذا كتبت رسائلا وردية … أمهل يراعك لحظة كي يرتجف ).
(فإذا تساقط حرفه مثل الندى … فارفق به و دع الدموع لكي تجف ) هنا تصوير للحظة التكوين ، فالقصيد يأتي دفقة شعورية كالغيث أوله قطرة ، هنا طلب الرفق حتى تجف (الدموع ) مداد الكتابة (الصدق) الذي عبر عنه (بالدموع ) التي هي دليل الصدق فرحا كان أو حزنا .
(و اسأل يراعك هل أذاع أنينه … أم ما يزال على حبيب معتكف ) هنا أذاع كانت فاصلة في تمام كل المراحل حتى تتوج بالقبول فتذيع بين القراء ،( أم ما يزال على حبيب معتكف ) هنا مراجعة و تنقيح الشعر التي جعلت القصيد و الحبيب كيانا واحدا كما جعلت القصيد هي الرؤى ، هنا اتخذ القصيد العديد من الصور لتعدد روافده من ناحية و تعدد مراحله حتى يكون كائنا مكتوبا .
(بئس القصائد ما يدور عن الهوى … في خسة و تمس موضوعا مسف )
هنا يوجه الكلمة لشرف المعنى و الموضوع مسقطا إسفاف البعض بما يناسب رؤيته للشعر أنه وحي و أن الشاعر نبي و القصيد رؤى .
( إني نزاري الهوى لكنني … أخشى الذوب و ما عسى أن أقترف ) تعاود كلماته تؤكد التناقض بين مشاعره و قيود فرضها على نفسه في التعبير تجسدت في كلمة الذنوب التي تضخم الجرم ( الذنب : أمر غير مشروع يرتكب في حق الله ) و ليس الأمر كما يبدو فقيد الشاعر داخلي حقا لكنه هو الذي وضعه مختارا راضيا و إلا لما تساءل !
و في العموم أجاد الشاعر في رسم تجربته و رؤيته للشعر ، فهو شاعر مطبوع متمكن من أدواته ، متمنين له التوفيق .

التعليقات مغلقة.