سليل الكرامة بقلم وفاء جلال
أطلق حنانَك وارونا يا نيل
فحنين قلبي في هواكَ يطولُ
وهناك في ظل النخيلِ خصوبةُ
يحلو بها التزيينُ والتجميلُ
في ضفتيك يهيم قلبي مغرما
ظمأً فقل لي / هل لديك سبيل
لك في الصفاء تميزٌ وتفردٌ
ما جاد مثلك / هل يفيض بديلُ
إني لأغبطُ روضةً قبلتَها
حتى أتاها ريقك المعسول
لما بدا من طمي أرضك كحلها
صارت عروسا مذ حباها النيل
قد حيَّر الزراع سر جمالها
إذ كيف يزهو زرعها ويطول
كيف الصحاري الجدب تصبح جنةً
تالله إنك بالنعيم كفيلُ
عرف القدامى كم تفيضُ بعزةٍ
تأتي فتَنعمَ بالحياةِ حقولُ
قد بجلوك وأعلنوك إلاههم
عذرا لهم لم يأتهم تنزيل
واليوم يؤذيك الجهول ملوثا
يأتي بما لم تحترمه عقول
وأراك دوما للمكارم مانحا
وكأنها أصل لديك أصيل
فعلى الجنوب نرى الجمال بنهرنا
أسوان تحكي والوجوه دليل
والجود من دمياطَ يأتي طيعا
فإذا رشيد بما تجود يسيل
ويعانق الفرعان دلتا أرضنا
إذ في ثراها كم حلا التقبيل
فتذوب أعماق القلوب بحسنه
فهو الحبيب وللإباء سليل
التعليقات مغلقة.