وقفة نحوية
د.وجيهة السطل
قوله تعالى: { فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ}[الحجر: ٣٠].
فسجد:فعل ماض مبني على الفتح.
الملائكة:فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
كلهم،كل: توكيد معنوي مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وهو مضاف، هم: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
أجمعون: توكيد ثانٍ مرفوع، وعلامة الرفع الواو؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
قال ابن مالك:
وَبَعْدَ كُلٍّ أَكَّدُوا بِأَجْمَعَا
جَمْعَاءَ أَجْمَعِينَ ثُمَّ جُمَعَا،
وَدُونَ كُلٍّ قَدْ يَجِيءُ أَجْمَعُ
جَمْعَاءُ، أَجْمَعُونَ، ثُمَّ جُمَعُ.
تجمع كلمة (أجمع) على: أجمعين .
وتجمع كلمة (جمعاء) على: جمعاوات، وجُمَع.
ويدخل هذا ضمن اصطلاح نحويّ يسمى بـ(تقوية التوكيد):فإن أراد المتكلم تقوية توكيده المعنويّ بـ(كلّ) أتبعه بلفظ (أجمع) فيكون على النحو التالي:
١- أجمع بعد كلّه: حضر الوفد كلّه أجمع.
٢- جمعاء بعد كلّها:اعتنيت بأسرتي كلِّها جمعاء.
٣- أجمعون بعد كلّهم:حضر الطلاب كلهم أجمعون.
٤-جُمَع بعد كلّهنّ:كافأتُ المتفوّقات كلّهن جُمَع.
ومن أمثلة ذلك الآية الكريمة: “فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ “
■ذهب كثيرٌ من النحاة، إلى أنّ (أجمعون) لا تعرب توكيدًا إلا إذا سبقتها(كلهم). فإذا وجدوا جملة تخلو من (كل) ذهبوا إلى أنها محذوفة، وهذا يعني أنها مقدرة، وأن الجملة الظاهرة تستبطنها.
وهذا كلام غير صحيح. فقد وردت توكيدًا في مواضع كثيرة من القرآن الكريم ، ولم تسبق ب(كلهم)
الكريم.
.
ـ وقد يؤكّد بهذه الألفاظ وإن لم يتقدّمها كلّ، والأمثلة كثيرة في القرآن الكريم منها،.
قال تعالى:
-{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ }البقرة:١٦١
- {أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ }آل عمران:٨٧
- { قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ}الأنعام:١٤٩
- {قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُوماً مَدْحُوراً لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ}(لأعراف:١٨)
هذا والله أعلى وأعلم.
التعليقات مغلقة.