الرَنَّةَ الغائبة
شعر علي الجَبَلاوي
الرَنَّةَ الغائبة
شعر علي الجَبَلاوي
تَركوا الشَّجيَّ مُهدّمًا مَهجورا
وبَنوا، على شَطِّ الجفاءِ، قُصَورا
خمسونَ عامًا كلَّ عامٍ نجمةٌ
تَهوِي، وتتركُ مُنكرا ونكيرا
للهِ عينٌ لا تَمَلّ طريقَهم
والسُّهْدُ يَبقى زائرًا ومَزورا
تركوهُ لا حَيّوا، ولا بَيّوا، ولا
قد ودَّعوهُ، بدمعِهم، مَنثورا
ما آذنتهُ بالنَّوَىٰ (أسماؤهم)
ولرُبَّ سَهلٍ أن يكونَ عسيرا
يا رَنَّةَ الجَوَّالِ، أَشعلتِ الجَوَىٰ
وأثرتِ، فيهِ، شاعرًا وشُعورا
دهرانِ مَرَّا لم تَعودي مُدْنَفًا
ولَكمْ صَدَحْتِ عَشِّيَّةً وبُكُورا!
أينَ الذينَ تملَّكوهُ وغادروا
وسَقوهُ، مِنْ كأسِ الرّحيلِ، سعيرا؟
قد قالتْ الأيّامُ فيه بِرأيها:
(لم يَبقَ إلا أنْ تكونَ صَبورا)
التعليقات مغلقة.