اقبل رببعا مورقا… سامح لطف الله
اقبل رببعا مورقا …
سامح لطف الله
أقبلْ علينا يا ربيعًا مورقَا
واسطع بوادينا هلالًا مشرقَا
وانثُرْ لنا البسماتِ تُسعِدُ بائِسًا
وتغيثُ ملهوفًا وتُغْنى مُمْلقَا
كمْ بسْمَةٍ لكَ يا كريمُ بَسَمْتَها
فى مِصْرَ فابْتَسمَ الندَى متدَفِقَا
لمْ يستَبقْ بالخيرِ فى مِصْرَ امرؤٌ
إلاّ وكنتَ إلى المكارِمِ أسْبَقَا
وعُنِيتَ بالجيْشِ العظيمِ عنايةً
جَعَلَتْهُ أنْظمَ ما يكونُ وأنْسقا
جيشُ الكنانةِ مُستَعِدٌ للوغى
ما نهْنَهَتْهُ قوى الدواعشِ مُطلقَا
فلَّاحُ مِصْرَ يعيشُ فى مَصْرَ كما
عاشَ الغريبُ مُعذَّبا ومؤرَّقا
يُسْقَى كما تُسْقى بهائمهُ بِهِ
ماءٌ تعافُ النفسُ منهُ مُرَنَّقَا
ويُظِلُّهُ بيتٌ حقيرٌ كلَّما
مرَّتْ بهِ الريحُ الحنونُ تَخَرَّقَا
ويكادُ يسترُ جسمَهُ ثوبٌ
إذا مَرَّتْ عليهِ يدُ الغسيلِ تمزَّقَا
يقضى النَّهَارَ مع الحقول مجاهداً
ويعودُ أنْصَافَ الليالى مُرْهَقَا
وهناكَ يطْلُبُ لقمةً فتجيئهُ
كِسَرٌ إذا عَلَتْ اللِّسان تشَقَقَا
كِسَرٌ يوابِسُ كالحجارةِ قسْوةً
وإدامُها ماءٌ وجُبْنٌ عُتِّقَا
يا سيسى لا أنساكَ يومَ كَسَوْتَهُ
وغَذَيْتَهُ الّلحمَ الشهى الشيِّقَا
وأراكَ تؤْثِرُ بالْقِرَى أهْلَ القُرَى
خُلُقٌ زَكَى فيكَ وَلَيْسَ تَخَلٌّقَا
أقبِل هنا وانثُرْ فعالَكَ رائعا
فالكُلُّ فى شَغَفٍ يَذُوبُ تَشوُّقَا
أتْمِمْ بناءَكَ للعلا نَسْمو بِهِ
قِمَمًا تنافحُ فى الظلام المشْرِقَا
وضربْت بالسيْفِ الآيادى السُّرَقَا
وقتحت أسواقَ المشارِقِ دُفَّقَا
طُرُقٌ كبارى للحديثِ بقيَّةٌ
أتْمِمْ فغالَكَ صارِمًا وموَفَّقا
سامح لطف للله
Sameh Lotfalla
التعليقات مغلقة.