جوليا.. وتلك الريح بقلم حميد محمد الهاشم بغداد..
في اللوحة الأولى.. مفاتن نصف عارية.. حُبُورٌ شَبِق… في اللوحة الأخرى كانت أمرأة متغظنة الوجه واخدودان يقتسمان الجبين لطبقات ثلاث أستقداماً لمكاره الشيخوخة رغم فُضلةٍ من بقايا الجمال.
في اللوحة الثالثة كانت(جوليا) أطارا منحرفا عن صورته تماما… كانت فارغة من وجهها… بدت اللوحة وكأنها خالية من اللوحة.. إنها فجيعة التقهقهر المتوقع عبر جنون التداعيات في حشد الغرائز ألمقدس واللامقدس والذي نضُب الان.. كان المشهد الأخير ليس أكثر من حشد من ذوي الاربطة السود وبشرة بيضاء وعيون زرق وخضر وصفر تغطيها زجاجات سود… وجوه الشاشات الأليفة واللامالوفة
قرأ القس(اللهم تقبل خلقِك هذا بطيبتهِ وخطيئتهِ)… (آمين..).. أمتزجت أفواهُ الجمع الأسود الثياب في آمين مع أهتزاز عيدان الشجيرات القريبة وصرير أحذيةٍ تضغط على سجادة العشب في المقبرة “الجميلة” تلك.
وبعدلحظات صمتٍ مفرغةٍ لشحنة الانتهاء في متنزه الموتى…اضاف القس.. (اللهم تقبلها برحمتك إذا ما أساءت يوما ألى نفسها في نهارها أو ليلها.
رد المُشيعون النجوم.. (آميييين)..غير أنه أضاف وهنا بدت دهشتهم تتفرس وجه ذلك ألقس الغير آبهٍ (اللهم خذها بعدلك حيث ما أساءت.. أو حينما جعلت من ليلها يسيء لنهارها.
صمت للجميع تخترقه ريح خفيفة تكنس بعض الوريقات المتساقطة حول المأتم الصغير.
غابت النجوم بمشاريع ماضية تلاحق مشاريعاً قادمة.. سوى ذلك الرجل بملامحهِ الشرقية ظامّاً يده إلى صدره…. يده الماسكة باصابعها كتابه المقدس وبثيابه السود متحيرا هل كان قد أخطأ أم أصاب.. لا سواه.. ليس ثمة احد غيره قرب الدفينة.. /النجمة جوليا؛ عجوز المقبره/.. وهو يتمتم شيئا حول حفيف الريح.. (وداعا أيتها الريح الآفلة)..
كانون الأول /٢٠٠٦
التعليقات مغلقة.