الله والوطن
بقلم مظهر أبوعايد
منذ كانت أناملى
تغالب القلم
كى أرسم السماء مزهرية
كى أرسم العلم
مذهبا دونه الشمس
والكون والزمن
تنام قمريات الحلم
فى راحتيه
وتشرق الرؤى سنبلات
حبليات الخير والمنن
منذ كانت أناملى
تغالب القلم
تراودنى نبوءة
كى أكتب الله والوطن
نبوءة تيقنت نصفها
ونصفها لم يأت بعد
الصحيفة قالت أنه
بيع للساسة والقادة
وأبواق الدجن
وأنهم فى صفقة ربيحة
منحوا بعضه الأثرياء
ورجالات العمائم واللحى
تقية للشر والفتن
ومنذ صارت أناملى
تغالب القلم
كى أكتب الوصية الأخيرة
والقصيدة الأخيرة
يصلب الجوع أشباحها
أسفل البنايات القديمة
والمطارات القديمة
والوهن
قصيدة قانية الحرف
والإيقاع
والخوف والألم
كربلائية كحزن المرافئ
حين يسرق الموت أبطالها
ولا ثم لحد أو كفن
الله والوطن
نبوءة كانت تحاول التمرد
فوق أشراك القبيلة
والعطن
تحاول أن تناقش
صفرة الأقدمين
والمكاثين والأفاقين
وتلعن الوثن
تحاول رتق الفراغ
ورتق الخواء
وأن تبنى قلعة
وأن توقظ الميادين
وتبعث الشجن
لكنهم
حين راجعوا القصيدة الأخيرة
لم يجدوا فيها اغترار الطفولة
والمزهرية الحمقاء
والوسن
فأعملوا المبراة فى حلقى
كى أنطق الحروف
صياحا نباحا
ثغاءً مواءً
ببخس الثمن
أرتجى السيد فيها
أن يمنحنى بعض الحنطة
بعض الوقود
وبعض اللبن
حين راجعوا القصيدة الأخيرة
وجدوا فى معطفى
أثراً للمداد والحرف
تخوفوا كثيراً
تشاوروا كثيراً
وقرروا بأننى ملوث
مراوغ
وغير مؤتمن
لم يأمنوا للحرف والقلم
نزعوا الأنامل من يدى
كى لا أكتب القصيدة الأخيرة
والنبوءة الأخيرة
الله والوطن
التعليقات مغلقة.