كأسُ النوى
بقلم وائل هيبة
وسكنتُ منها آخر الدنيا التي
هي في علاها أولُ الترتيبِ
وإذا تعاتبنا تقولُ ملامةً
إني نسيتُ فلا تُزد تأنيبي
نسيتْ فؤاداً كاد يحبسُ نبضهُ
واستقبلَ الآلامَ بالترحيبِ
كانت إذا مرضت سقمت لحالها
وإذا تعافتْ ما درت بلهيبي
أخطأتُ في الإعلان عما شَفَّني
أفلا رضيتُ بقسمتي ونصيبي
وكتبت صدقاً في الغرام قصائداً
وأتت بوهمٍ خادعٍ مكذوبِ
ملأت كؤوس الصبِ لي مسحورةً
فشربتُ من كأس النوي المثقوبِ
يا ويح قلبي ما الذي يرجو لنا
لم لا يعيشُ بواقعٍ مكتوبِ
وهو الذي صيادُ ألباب المها
ماذا جري للعاشقِ الموهوبِ
يبكي دموعاً في البعادِ وكم شري
دمع العزاري كالشذي والطيبِ
أم أنه الحب الذي لم يلقني
منذ التقينا يشتهي تعذيبي
قد خصها بين الكواكبِ مشرقاً
واختصني بغياهبٍ وغروبِ
وامتص مني للشبابِ نضارةً
وسقي لها شهدَ الهوي المصبوب ِ
أخشي الفناء إذا هجرت فراشتي
ولها برشف حشاشتي تطبيبي
أبديت كل سرائري لمليكةٍ
ملأت رباها بالهوي المحجوبِ
فإذا تحادثنا فحتماً إنني
بشرٌ ولي من زلتي وعيوبي
وإذا تباعدنا فقد صرت الذي
أحببتها من قوتي لمشيبي
رحلت وحازت في الرحيل صلابةً
لم ترتسم في شاعرٍ وأديبِ
التعليقات مغلقة.