حياة أخرى…بقلم د.أحمد دبيان
أفاق على تلك الضربة التى هزته من الأعماق لتنفض كل ذرة من خلاياه.
كسريان تيار كهربى من سلك عارٍ الا انه جاء تلك المرة من منتصف الصدر .
خدر ملعون يحيط بعينيه وغشاوة تنجلى لتفسح الطريق لبصيص نور .
تذكر هذا الجهاز الذى زرعوه بأسلاكه داخل قلبه العليل .
أتراه عطب فأملى برعونة الفوضى صاعقته الكهربائية ؟
تذكر كلمات الطبيب انه ربما لن يعمل أبداً ولكنه ضرورة الوقاية لقلبه الكليل .
أهى ظلال الموت تتشكل وحشاً ليلياً على الجبل العارى تعزف مقطوعة موسيرسكى فى آذانه التى يملؤها الطنين ؟
تذكر تلك اللحظات التى عانده فيها الوعى الذى كاد أن يغيب وارتجافات الجسد بعد الصاعقة .
لم يشأ الإتصال بأحد من أولاده ، ابتسم :
لا زلت قادراً على إدارة كل شئ .
فى الصباح توجه للمشفى ، طالعه الطبيب ببروتوكولات المدارس الجهلوية وقوانين الخبرة التى لم تسبر الا الدجل والمجهول .
اذا ما دخلنا لنستكشف قد تحتاج الى غسيل كلوى .
تمرد فى قنوط المكابرة والجدل .
عند فتح الشريان سرى الدم ليرتوى جدب القلب .
سرى النور ليزيح غشاوة البصر .
كانت البصيرة ترتدى ثوبها القشيب.
التعليقات مغلقة.