في جهاد الصحابة.. الحلقة447 ” خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي..”سيفالله”-13 …بقلم مجدى سالم
في جهاد الصحابة.. الحلقة/ 447 .. ” خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي..”سيفالله”-13 …
بقلم مجدى سالم
خالد بن الوليد وحروب الردة.. نكمل..
- بنو سليم وعودة قبائل مرتدة إلى الإسلام ومعاقبته للمجرمين..
في ذكر ردة بني سليم.. ذكر الواقدي – من حديث سفيان بن أبي العرجاء السلمي. وكان عالما بردة قومه – قال: أهدى ملك من ملوك غسان إلى النبي صلى الله عليه وسلم لطيمة فيها مسك وعنبر وخيل.. فخرجت بها الرسل حتى إذا كانت بأرض بني سليم بلغتهم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم .. فتشجع بعض بني سليم على أخذها والردة وأبى بعضهم من ذلك وقال إن كان محمد قد مات.. فإن الله حي لا يموت.. فانتهب الذين ارتدوا منهم اللطيمة..
فلما ولي أبو بكر رضي الله عنه كتب إلى معن بن حاجر فاستعمله على من أسلم من بني سليم. وكان قد قام في ذلك قياما حسنا.. ذكر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وذكر الناس ما قال الله لنبيه: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30].. وقال: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} [آل عمران: 144] مع آي من كتاب الله.. فاجتمع إليه بشر من بني سليم.. وانحاز أهل الردة منهم فجعلوا يغيرون على الناس.. - وفي قتل الفجاءة وتحريقه: فلما بدا لأبي بكر أن يوجه خالدا.. كتب إلى معن أن يلحق بخالد.. ويستعمل على عمله أخاه طريفة بن حاجر ففعل.. وأقام طريفة يكالب من ارتد بمن معه من المسلمين إذ قدم الفجاءة – واسمه إياس بن عبد الله بن عبد ياليل – على أبي بكر.. فقال: إني مسلم وقد أردت جهاد من ارتد فاحملني.. فلو كان عندي قوة لم أقدم عليك.. فسر أبو بكر بمقدمه.. وحمله على ثلاثين بعيرا. وأعطاه سلاحا..
- معركة اليمامة وحديقة الموت..
وقعت معركة اليمامة أو معركة عقرباء سنة 11 هـ من الهجرة / 632 م في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه. واليمامة إحدى معارك حروب الردة .. وكانت بسبب ارتداد بني حنيفة وتنبؤ مسيلمة الحنفي الذي إدعى أن النبي قد أشركه في الأمر.. ومما قوى أمر مسيلمة شهادة الرجال بن عنفوة الذي شهد له – كذباً – أنه سمع رسول الله يشركه في الأمر..
وقد وجه أبو بكر الصديق عكرمة بن أبي جهل لقتاله.. ولما فشل عكرمة ولم يستطع الصمود أمام جيش مسيلمة.. تراجع. ولما بلغت أنباء هزيمة عكرمة لشرحبيل بن حسنة.. آثر الانتظار حتى يصله المدد من خليفة المسلمين.. وظل في مكانه حتى يأتيه خالد بن الوليد في جيش جمع عددا من كبار الصحابة والقراء.. فلما سمع مسيلمة دنو خالد ضرب عسكره بعقرباء فاستنفر الناس فجعلوا يخرجون إليه حتي بلغوا 40.000 رجل تبعه أكثرهم عصبية.. حتى قيل أن بعضهم كان يشهد أن مسيلمة كذاب وأن محمداً رسول الله لكنه يقول: «كذاب ربيعة أحب إلينا من صادق مضر»..
وفي الطريق إلى اليمامة.. التقى خالد وجيشه بفرقة من جيش اليمامة.. خرجت للثأر لبني عامر وبني تميم. عثر المسلمون عليهم وهم في ثنية اليمامة نائمون.. فسألهم عن مسيلمة.. فردوا «منكم نبي ومنا نبي» فأمر خالد بقتلهم جميعاً عدا مجاعة بن مرارة لعله يستفيد من خبرته ومكانته في قومه. كانت راية المهاجرين مع سالم مولى أبي حذيفة وراية الأنصار مع ثابت بن قيس بن شماس والعرب على راياتها..
فكان بينهم وبين المسلمين يوم شديد الهول ثبت فيه بنو حنيفة وقاتلوا عن أنفسهم وأحسابهم قتالاً شديداً.. حتي انكشف المسلمون وكادت الهزيمة تلحقهم لولا رجال من ذوي الدين والحمية الدينية الذين ثبتوا وصرخوا في الناس : « يا أصحاب سورة البقرة يا أهل القرآن زينوا القرآن بالفعال «..
وقال سالم مولى أبي حذيفة: «بئس حامل القرآن أنا إذا لم أثبت».. - حديقة الموت وانتهاء حروب الردة..
أمرهم خالد بأن يمتازوا حتي يعلم من أين يُؤتوا.. فأثارت هذه الصيحات روح الاستشهاد في نفوس المسلمين.. فحملوا على جيش مسيلمة حملة استطاعوا أن يزحزحوا جيوشه عن موقفهم الأول.. ثم شد المسلمون حتي فر بنو حنيفة إلي الحديقة التي تسمي «حديقة الرحمن».. وكانت منيعة الجدران فتحصنوا بها.. إلا أن المسلمين استطاعوا أن يقتحموها بفضل البراء بن مالك الذي رفعوه فوق الجحف برماحهم.. واستطاع فتح باب الحديقة ودخل المسلمون وهم يكبرون.. فقتل فيها مسيلمة وكان قاتله هو وحشي بن حرب قاتل حمزة بن عبد المطلب فيما قيل.. وقد قتل في هذه المعركة خلق كثير من جيش المسلمين..
وكانت المعركة فاصلة.. ففيها انتصر المسلمون وهزم اعداؤهم بعد معركة من اعنف المعارك.. قتل فيها مسيلمة وأربعة عشر ألفاً من قومه.. سبعة آلاف خارج عقرباء وسبعة آلاف في الحديقة.. والتي سميت بعد ذلك بحديقة الموت وقد استشهد في اليمامة ألف ومائتا شهيد منهم زيد بن الخطاب والطفيل بن عمرو وأبو دجانة وسالم مولى أبي حذيفة و ابي حذيفة و عبد الله بن سهيل وغيرهم كثير من كبار الصحابة..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.