تحورات فيروس كورونا …
مصطفي محمدي
التحور هو سمه اساسيه في الفيروسات وطبيعي جدا أن يتحور الفيروس ويحدث ذلك عندما يتمكن من الخليه البشريه ويبدء في التزايد
معدل التحور الذي يحدث للفيروس يختلف حسب نوع الفيروس نفسه ويزيد هذا المعدل في الفيروسات من النوع RNA عنها في الفروسات من النوع DNA ومن أكثر الفيروسات تحورا من النوع RNA هي فيروس الانفلونزا وايضا فيروس نقص المناعه البشريه HIV المسبب لمرض الايدز
يضاف إليهم فيروس كورونا المستجد SARS-COV -2
المسبب لمرض كوفيد19 بالرغم أنه بطيء التحور وهو من النوع RNA virus
والتحورات التي تحدث للفيروس قد لا تؤثر عليه سلبا ولا إيجابا ولكنها احيانا تكون ضاره بالفيروس نفسه ومن الممكن أن تكون مفيده له بشكل ما
حتي الآن اهم التحورات الجوهريه التي حدثت لفيروس كورونا المستجد هي
التحور الاول B.1.1.7 Variant والذي اكتشف اول مره في بريطانيا في خريف ٢٠٢٠ والذي اكسب الفيروس القدرة علي سرعة الانتقال بين البشر بما قدر بنحو ٥٠ ٪ زياده في سرعة الانتشار عن النسخه الاصليه من الفيروس وتم اكتشافه فيما بعد في نحو ٨٠ دوله حول العالم بما فيها الولايات المتحدة
التحور الثاني B.1.351 Variant والذي اكتشف في أول مره في جنوب افريقيا في أوائل أكتوبر ٢٠٢٠ والذي اكسب الفيروس بالاضافه الي القدره علي سرعة الانتقال حيث اكتشف بعد ذلك في ٤١ دوله حول العالم فقد أكسبه القدره علي المراوغه والهروب من الأجسام المضاده المناعيه (وهنا مكمن الخطوره) وهو ما اثبتته دراسه تمت في ٢٠٢١ بينت هروب الفيروس من الأجسام المضاده المتولده لدا أشخاص سبق لهم الاصابه بالفيروس وتعافوا منه وهذا يشير إلي إمكانية معاودة الاصابه بالفيروس
لهولاء الأشخاص بمثل هذه السلاله التي لا تجدي معها المناعه الناتجه عن الاصابه السابقه
التحور الثالث B.1 Variant والذي اكتشف في البرازيل في أوائل يناير ٢٠٢١ ويعتبر الاكثر والاقوي تحورا من سابقيه واكتسب نفس القدره علي سرعة الانتقال فقد أصبح الاكثر انتشارا بالاضافه الي قدرته علي المراوغة والهروب من الأجسام المضاده وتأثيره السلبي علي المناعه
وهنا يأتي الاختلاف بين اللقاحات في مدي فاعليتها في التأثير علي العدوي بمثل هذه التحورات Variants
وأخيرا وهو الأهم والأخطر حتي اللحظه
التحور الرابع Breton Variant والذي أعلن عنه العلماء في فرنسا اليومين الماضيين وتكمن خطورته في قدرته علي الاختفاء تماما من فحص ال PCR مما يعني أن يكون الشخص مصابا وتأتي نتيجة مسحته سلبيه ولكن مازال البحث جاريا للوصول لمعلومات اكثر عن هذا التحور الذي يحمل في طياته خطوره بالغه ..
وفي الاخير وبرغم ما ذكر من تغيرات وتحورات يبقي اللقاح هو السلاح الاقوي في يد البشر لمواجهة هذا العدو
واختصارا ودون الدخول في تفاصيل تثقل عليكم فإن أفضل لقاح هو اللقاح المتاح وكل ما عليك هو عدم التردد في تلقيه وعدم الانسياق مع اراء تفتقد الدقه منعدمة السند وقد تكون اراء موجهه
ويجب أن لا ننسي أيضا أنه بالرغم من وجود اللقاح وبالرغم من تلقيك إياه وحرصك علي الاستفاده به يتوجب الالتزام الشديد والتام بالاجراءات الاحترازية خصوصا في الفتره الحاليه والتي تشهد نشاطا كبيرا وشراسه شديده للفيروس وهي
غسل الأيدي أو فركها بمحلول كحولي
عدم ملامسة اليد للعين أو الأنف أو الفم مالم تكن مطهره بشكل سليم
استخدام الماسك أو الكمامه بشكل مستمر خصوصا عند االخروج من المنزل و التعامل مع الغير في أماكن مغلقه، مزدحمه، غير جيدة التهويه
استخدام المناديل الورقية عند الكحه أو العطس والتخلص منها فور استخدامها أو استخدام الكوع إذا لم تتوفر المناديل
تطهير الأسطح وتنظيفها باستمرار بالكلور
التباعد الجسدي والمحافظه علي مسافه مناسبه بينك وبين الآخرين وعدم اللجوء للتزاحم
البقاء في المنزل إذا ظهرت عليك أي أعراض كارتفاع الحراره أو الحكه أو تكسير العظام وتعامل مع الموقف علي انك مصاب بالكورونا إلي أن يثبت العكس
تعامل بهدوء ولا تفرط في تناول الادويه وخاصة الفيتامينات والمضادات الحيويه والتي قد تضرك أكثر من افادتك خاصةا لو كانت بدون استشارة الطبيب
دمتم وذويكم سالمين
د.مصطفي محمدي
استشاري الباطنه أخصائي مكافحة العدوي
مدير عام التطعيمات بالمصل واللقاح
مصطفي محمدي
التعليقات مغلقة.