الداعية و الدعى د.أحمد دبيان
الداعية و الدعى د.أحمد دبيان
من إعجازات اللغة العربية انها وبتباديل الحروف تمنحك مترادفا أو معنى لكلمتين متباينتين فى الدلالة والتوجيه اللغوى .
نجد هذا فى هذا الحيوان ولهى الحيوان لتمنحك اسقاطاً متبايناً تماماً وان كان يدعو فى بعض الأحيان إلى التأمل .
فى لفظة من ثلاثة أحرف ألا وهى الدعى
وهو المدعى نجد
تشاركاً حرفياً مع لقب الداعية .
الداعية والدعى .
لفظتان تشتركان فى ثلاثة أحرف يتباين توجيه المعنى بينهما وان كانا يشتركان فى الإسقاط العام بحسب المنهاج الحركى لمن يتصدر لهما.
الداعية وظيفة بدعية ظهرت فى عصور الانحطاط السبعينى وبدلاً من ان تدعو غير المسلمين من الوثنيين وغيرهم صارت تستهدف المسلمين فى اسقاط غير مباشر انهم ليسوا بمسلمين .
الداعية والدعاه والمنوط بهم مجابهة الاستعمار التبشيرى فى الأحراش والأدغال الافريقية أو على الأقل القليل من المصداقية بالزهد فى الأموال والكنز والعقار والذهاب لخدمة الانسان كما فعل الداعية الحقيقى الدكتور ألبرت شفايتزر عالم اللاهوت الذى وبعد ان حصل على الدكتوراة فى علوم اللاهوت تساءل بينه وبين نفسه عن جدوى أعلى درجات العلم فى الدين وهو لا يستطيع ان يفيد الإنسان الذى كرمه الخالق بتكوينه وخلقه فجعل تحقيق مصالحه ومقاصده هى معبده الحقيقى على الأرض.
عاد الكهل حاصل الدكتوراة لينتظم فى دراسة الطب تلميذا وليطرح مضغ الكلمات المنمقة عن الخلاص وليذهب الى مجاهل افريقيا مفتتحاً مشفى فى الجابون لخدمة الجياع الحفاة العراة وليقيم حفلات الأرغن الذى برع فى العزف فيه ليكون هذا مصدر تمويل مشفاه .
ألبرت شفايتزر آمن بالإنسان وآمن ان خدمته هو اللاهوت الحقيقى الذى ينبغى اتباعه ليصدق فيه
( فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ )
كان قانون تطوير الأزهر فى الستينات يهدف الى ان يتخرج الطبيب الداعية والمهندس الداعية ليفيدوا فقراء العالم دون تمييز وليتحول الدين الى فعل وصيرورة وحركة يخدم الإنسان ويجابه المد الاستعمارى التبشيرى المستغل للدين .
ولكن ولأن الدين الحركى لا يفيد خزائن الكهنوت كان اللعن والتكفير القائم الى اليوم .
ويبقى لفظة الداعية المموه ليتماهى مع لفظة الدعى ولننتهى الى ان تصير مهنة الداعية مترادفة مع الدعى وتصير غاية لكنز الذهب والفضة
( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم، يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون )
رحم الله ألبرت شفايتزر ورحم الله أبو ذر .
التعليقات مغلقة.