موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

اللعبة بين الخيال العلمي و الدراما الإنسانية رؤية نقدية لمحمد كمال سالم في رواية محمود حمدون

342

اللعبة بين الخيال العلمي و الدراما الإنسانية رؤية نقدية لمحمد كمال سالم في رواية محمود حمدون


كان عنوان الرواية، البوابة الواسعة التي دلفت بالقارئ إلي اغوار هذا النص الذي يندرج تحت أدب الخيال العلمي الذي لا يخلو من الدراما الإنسانية الحياتية شديدة الموضوعية، فبرغم أنه كاشف للنص، إلا أنك لو فكرت في بديل فإنك بمنتهى البساطة لن تجد عنوانا يعبر عن الثيمة التي وضعها الكاتب أفضل من “اللعبة”
أحاول ألا اتطرق كثيرا إلي ثيمة النص، وتفاصيل الرواية الشائكة إلا في جمل استرشادية واستشهادية للتدليل على وجهة نظري.
(فؤاد) هو بطل اللعبة، شاب انطوائي نشأ وتربى بين يدي جده، ذلك الثري صاحب النظرة الفلسفية في تربية حفيده، مما كان له أثر كبير على نفس البطل وعلى عقله الواعي والباطن، كما كان غياب والديه في الخارج للبحث عن أسباب الرزق، تربة خصبة لتكوين فؤاد على هذه الشاكلة.
انطوائيته جعلته ينكب على عالم البرمجيات ويبرع فيه، ويتخذه عالما افتراضيا عوضا عن عالم يرفضه، خاصة بعد أن اتهم في عمله “بالمخرب غريب الأطوار”
يطرح علينا مؤلف اللعبة قضية (الوعي)
(سؤال جدلي أقض مضجع كثيرين منذ الأزل، مايميزنا كبشر أننا نعي ذواتنا، ندرك ما حولنا، تلك ميزة حتى الان لم نجدها إلا للبشر)
جملة استهل بها كاتبنا ما سيطرحه من صادم لعقلك بعد قليل، فقط بعد عدة صفحات.

كما لو أنك تشاهد فيلم رُعب للعظيم “ألفريد هيتشكوك” فيستدرج حواسك لأخمص قدمك.
أو تقرأ رواية العنكبوت للفيلسوف مصطفى محمود، خليل دميان ذلك العالِم الذي حيره العقل البشري وأصبح يبحث، بل ويجري تجاربه على نفسه،حتى أصابه الجنون.
-البداية، يطرح فؤاد على صديقه الوحيد “علي” فكرته في صيغة سؤال: تخيل نفسك جزءا من ألعاب الكمبيوتر، لعبة تفاعلية كبيرة، أنت طرف من أطرافها وعناصرها، تتحرك من تلقاء نفسك برموز وأوامر مصممة من قبل،،مجرد شفرة تعمل تلقائيا فتعتقد بصدق تصرفك انت وتشعر أنك حُر، لكن حريتك في الواقع مجرد مساحة للفعل ورد الفعل مصطنعة مقدما.
هكذا طرح مؤلف اللعبة عصارة فكرته في تلك الجملتين لصديقه الذي زاده ريبة، إضافة إلي ريبته الأولى من بيت فؤاد وصور أفراد عائلته الراحلين المعلقة على الحوائط كشواهد القبور، كما قول علي.
هكذا في عبقرية مؤلفنا لرواية اللعبة، طرح فكرة: ماذا لو نحن البشر مجرد شفرة أو رموز في لعبة تفاعلية من ألعاب الكمبيوتر لا إرادة لنا أو وعي، بينما نظن أننا أصحاب إرادة وحرية ووعي، فكرة صادمة أليس كذلك؟!!
هنا تبلورت عبقرية مؤلفنا وجموح فكرته التي أثارت حوله الكثير من الجدل، بل والافتراء أيضا بأنه خالف العقيدة وجنح عن الراسخ في يقين المؤمن بذاتية بني آدم وخلافتهم للخالق في الأرض، يحجرون عن التفكر والتأمل والخيال لدى المفكر الكاتب، الذي كان من شأنه يوما اكتشاف النظريات واختراع حتى البرمجيات موضوعنا اليوم.
برع الأستاذ محمود حمدون أولاً في رسم البيئة المهيئة لشخص البطل فؤاد بمهارة ورؤية نفسية صائبة بالدرجة الأولى تحت قاعدة ثابتة وهي ( المقدمات تؤدي إلى نتائج)
ثانيًا اللغة الوصفية للبيئة المحيطة بالبطل، والصورة التي وضعها للبيت وتأثره الشديد بجده، واختذانه في عقله الواعي مأثوراته وأقواله وفلسفته التي عاد ليسقطها على فكرته وحياته.
ثالثا، لم يغفل الجانب العاطفي الإنساني للبطل المتمثل في صديقه ثم حبيبته “هيام” ذلك الجانب الشجي في الرواية والذي آخذه عليه أنه تخطاه مسرعا، كنت أتمنى الإسترسال فيه لأبعد نقطة، أعتقد أنه فعل ذلك لشدة حرصه على توصيل فكرته الشائكة.

ثم تأتي النهاية المدهشة كما عودنا الزعيم:
البطل مريض نفسي يعاني الاكتئاب والوحدة، أمه ترعاه وتقول له: أتعبتنا يابني، تركت دراستك وأهملت مستقبلك واعتكفت بغرفتك.
ختاما: اللعبة رواية لفكرة مجنونة يمكن للعقل أن يقبلها، كانت تحتاج لمجتمع لديه رفاهية النظر في اللا معقول، كانت ستتحول لفيلم خيال علمي رائع، يجذب الملايين من الشباب المهووس بالبرمجيات.
تحياتي يا زعيم، وأمنياتي الطيبة بكل توفيق لك.

محمد كمال سالم.

التعليقات مغلقة.