الكلب قصة قصيرة تأليف محمد كسبه
يخرج من الملهي الليلي مع صديقه يضحكون بصوت عال ، يتبادلون النكات حول المواقف التي حدثت طوال السهرة ، يملؤن هدوء الشارع بضجيجهم و دخانهم
في بدايات النهار يبحثون سويا عن السيارة و لا يتذكرون أين تركوها في الشارع قبل دخولهم الملهي ، يضع عادل يده في جيبه و يخرج المفاتيح و يضغط علي الريموت يسمع صوت إنذار سيارته و يري أضوائها كأنها تناديه أنا هنا ، يركب السيارة مع صديقه هاني و يقودها بسرعة و تتمايل السيارة علي جانبي الطريق ، يضحكون و يسخرون من الماره علي جانبي الطريق .
يقترب عادل بسيارته من رجل يركب دراجة و يحمل فوق رأسه لوحا من الجريد عليه خبز و يصدمه بجانب السياره ، فيقع الرجل علي الارض و يقع الخبز علي جانب الطريق ؛ يضحك الصديقان و كأنهما أحرزا هدفا .
بعد دقائق علي الطريق الزراعي يلمح عادل فلاحا يركب حمارا و يجر خلفه بقرتان ؛ فيقود السيارة بسرعة جنونيه تجاه الفلاح الذي قرر أن ينجو بحياته من موت محقق فقفز في الترعه تاركا ماشيته ، ينحرف عادل بالسيارة بعيدا عن الماشية و يدخل في نوبة ضحك هيستيري مع هاني و ما زال يريد المزيد من إختلاق المواقف المضحكة علي الطريق .
من بعيد يلمح عادل علي الناحية الأخري من الطريق كلبا ينام بالقرب من الأسلفت ، يراهن صديقه علي أنه سيدوس بعجلة السيارة علي رجل الكلب ، يحذره هاني من أنه قد يقتل الكلب ، يقول له لا تخف فقط سأدوس علي أقدامه يقترب من الكلب و هو مستغرقا في النوم و تفرم السيارة أرجل الكلب الأربعة يصرخ الكلب و تزرف الدموع من عينه و لا يقدر علي الحركه و يعوي كأنه يشكو للخالق و يدعو علي صاحب العربه ، يضحك عادل بصوت عالي لكن هاني ينظر للكلب بحزن و يلوم صديقه لكنه مازال يضحك و يسخر من هاني .
فجأة يسمعان صوت إنفجار إطار السيارة و تميل السيارة يمينا و يسارا بصعوبه جدا يتحكم في السيارة و يوقفها علي جانب الطريق ، يفتح عادل باب السيارة و ينزل لكي يبدل الإطار ، تصدمه سياره مسرعه و تلقيه أمامها و تدوس بإطارتها علي قدميه يصرخ عادل بشده و يضرب بيديه علي الاسفلت من شدة الوجع ؛ فتأتي سياره من الإتجاه الآخر ، تدوس بإطاراتها علي ذراعيه ؛ فيصرخ عادل بشده و لا يقدر علي الحركة و يغمي عليه ، ينظر إليه هاني مرعوبا و يوقف السيارات علي الطريق و يطلب الاسعاف ، يفيق عادل في غرفة العناية المركزة يبكي و يكتشف أنه فقد أطرافه
التعليقات مغلقة.