يوم بعد يوم قصة قصيرة من الواقع بقلم : أبومازن عبدالكافي
يوم بعد يوم قصة قصيرة من الواقع بقلم : أبومازن عبدالكافي
انتابه الملل من دوام تكرارالمشهد ؛ يستقظ من نومه متعبا قد يتناول الطعام أو لا يستطيع لضيق الوقت.. يخرج مهرولا ليستقل حافلة تأخذه إلى المقر المقصود ؛ يعاني من صعوبة المواصلات ؛ يصل إلى حيث أراد بعد عناء ؛ يبدأ العمل الروتيني المتكرر ؛ يمسح سريره بالكلور جيدا ثم يفرشه ويجلس منتظرا ؛ بجواره جهاز معقد تتصل به دورة ترشيح بها فلتر وأنابيب وعلى الجهاز من الخلف توضع إبرتان كالمسامير متصلتان بأنبوبتين قصيرتين وقارورة محلول ملح وأربطة شاش معقمة ؛ تأتي الممرضة وتحقن في يده تلكما الإبرتين وتوصلهما بدورة الفلتر المتصلة بالجهاز الملاصق للسرير وتثبتهما بلاصق على يده وتبدأ رحلة ضخ دمه للفلتر ثم عودته مرة أخرى بعد جزء من تنقيته ؛ تستمر عملية الضخ هذه لمدة أربع ساعات في كل جلسة وتتكرر ثلاث مرات في الأسبوع – يوم بعد يوم _ وتسمي جلسات الغسيل الدموي أو باللفظ الدارج غسيل كلي ؛ وبها من الألم والمعاناة مابها .. ملها لكنه لا يستطيع العيش بدونها ولو تخلف مرة عنها يعاني الأمرين من الألم ؛ هكذا تنحصر حياته وتتحدد مساراته ؛ بين الذهاب والعودة للمستشفى التي بها يتخفف من بعض آلامه نتيجة إصابته بضمور كليتيه ؛ ويعيش مع هذه الجلسات المتكررة على قرص علاج دائم لاستمرار الحياة إلى أن يشاء الله ويأتيه اليقين .
عبدالكافي فاروق عبدالكافي .
…………………………………………….
حقا
” الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يدركه إلا المرضى”.
فلنحمد الله كثيرا على ما أغدق علينا من نعم ظاهرة وباطنة.
( وفى أنفسكم أفلا تبصرون ) .
التعليقات مغلقة.