في جهاد الصحابة بقلم مجدي سـالم الحلقة 493 ” خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي “سيف الله” 58
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة/ 493 .. ” خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي..”سيف الله”.. 58
- إستكمال الفتوحات الإسلامية بعد اليرموك.. إنسحاب هرقل نهائيا..
- خرج عمر بن الخطاب بنفسه من المدينة على رأس ألف جندي. ودوت تلك الأنباء.. وعرفت العرب أن سعد بن أبي وقاص يغزوها في ديارها.. فكرة عبقرية.. فرأت تلك القبائل أن تسرع بالرجوع إلى منازلها.. تاركين جند الروم في مواجهة مصيرهم أمام قوات المسلمين الذين هزموا تلك القوات هزيمة نكراء.. قبل أن تصل قوات المدد من العراق أو المدينة..
- ثم أرسل أبو عبيدة بن الجراح بخالد بن الولبد في قوة لمهاجمة القبائل من الخلف.. وكانت تلك آخر محاولات هرقل لإستعادة الشام..
يقول موقع “للأذكياء”.. والواقع أن البيزنطيين لم يدركوا أهمية الدين الإسلامي ولا التطور الذي بدأ يحدث في البلاد العربية في المرحلة الأولى من العهد الإسلامي.. والغالب أنهم نظروا إلى الإسلام على أنه مجرد هرطقة جديدة من الهرطقات التي كانت تظهر في العالم المسيحي.. كما أنهم نظروا إلى الحملات الإسلامية الأولى على أنها من قبيل غارات البدو التي اعتادتها الدولة البيزنطية علي حدودها الشرقية.. تلك الإغارات التي كانت تهدف إلى السلب والنهب..
وقد واصل خلفاء الرسول تدعيم الدولة الإسلامية.. كما قاموا بحركة الفتوح الإسلامية الكبرى وحققوا في ذلك نتائج هامة.. فقد اندفع المسلمون إلى أراضي الدولة البيزنطية وتمكنوا في فترة محدودة من الاستيلاء علي معظم ولايتها الشرقية.. وواصل المسلمون فتوحاتهم.. ومات أثناء ذلك هرقل الذي أصبح شيخاً مريضا بالاستسقاء.. وترك لخلفائه عبء قتال المسلمين.. - بعد تلك المعركة.. أمر عمر باستكمال غزو بلاد ما بين النهرين. فبعث أبو عبيدة خالد.. وبعث سعد بن أبي وقاص عياض بن غنم لغزو شمال بلاد ما بين النهرين. ففتحا الرها وديار بكر وملطية ثم اجتاحا أرمينية حتى بلغ خالد آمد والرها.. وهو يفتح البلاد ويستفئ الغنائم.. ثم عاد إلى قنسرين وقد اجتمع له من الفئ شيء عظيم.. وقد إختلفت روايات المؤرخين حول ترتيب وقائع فتح الشام.. كما تقدم.. فمثلاً روى الطبري أن معركة اليرموك كانت المعركة التالية لفتح بصرى.. أما البلاذري فقد روى أنها كانت آخر معارك فتح الشام.. وأنها تمت في عهد عمر بن الخطاب..
- في عزل خالد بن الوليد..
تحدث الناس بفعال خالد في أرمينية وفي تجاوزاته وهباته.. وتحدثوا بانتصاراته في الشام والعراق..
تغنّى الشعراء بفعاله.. فوهبهم خالد من ماله وأغدق عليهم.. وكان ممن وهبهم خالد الأشعث بن قيس الذي وهبه خالد عشرة الآف درهم.. فبلغ عمر في المدينة خبر جائزة خالد للأشعث..
فكتب عمر إلى أبي عبيدة أن يستقدم خالدا مقيدًا بعمامته.. حتى يعلم عمر أأجاز الأشعث من ماله أم من مال المسلمين.. فإن زعم أنها من مال المسلمين.. فتلك خيانة للأمانة.. وإن زعم أنها من ماله.. فقد أسرف.. وفي كلتا الحالتين يُعزل خالد من قيادته للجيوش.. وتحيّر أبو عبيدة.. فترك تنفيذ تلك المهمة لبلال بن رباح رسول الخليفة بالكتاب.. فأرسل أبو عبيدة يستدعي خالد من قنسرين.. ثم جمع الناس..
وسأل بلال خالدًا عما إذا كانت جائزته للأشعث من ماله أم من مال المسلمين؟. فأجاب خالد أنها من ماله الخاص.. فأعلنت براءته.. وفاجأ أبو عبيدة خالدًا بأن الخليفة قد عزله.. وأنه مأمور بالتوجه للمدينة.. - في العودة إلى المدينة..
- ذهب خالد للمدينة المنورة للقاء عمر.. محتجًا على ما اعتبره ظلمًا.. إلا أن عمر أصر على قراره.. وكان عمر محقا.. وكثر اللغط في الأمصار حول عزل عمر لخالد.. فأذاع عمر في الأمصار.. في أمر خالد بن الوليد:
( إني لم أعزل خالدًا عن سخطة ولا خيانة.. ولكن الناس فتنوا به.. فخفت أن يوكلوا إليه ويُبتلوا به.. فأحببت
أن يعلموا أن الله هو الصانع.. وألا يكونوا بعرض فتنة ) - لما قدم خالد على عمر قال عمر متمثلا أبياتا فيها:
صَنَعْتَ فَلَمْ يَصْنَعْ كَصُنْعِكَ صَانِعٌ وَمَا يَصْنَعُ الأَقْوَامُ فَاللَّهُ يَصْنَعُ
فأغرمه شيئا.. ثم عوضه.. وكتب فيه إِلى الناس بهذا الكتاب ليعذره عندهم وليبصرهم.. وكانت تلك هي نهاية مسيرة خالد العسكرية العبقرية الناجحة.. .. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.