في جهاد الصحابة بقلم مجدي سـالم الحلقة 503 ” عكرمة بن عمرو بن هشام المخزومي ” مبايعة على الموت” 4
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة/ 503 .. ” عكرمة بن عمرو بن هشام المخزومي.. ” مبايعة على الموت”- 4
سادسا.. في جهاد عكرمة في حروب الردة.. نكمل..
وأرسل الصديق عكرمة على عمان حين ارتدوا فظفر بهم.. ثم أرسله إلى مهرة وإلى اليمن فأسهم في القضاء على المرتدين.. وإعادة الأمر للمسلمين..
- إستدراك واجب.. أسلم عكرمة وحسن إسلامه، فعرف النبي صلى الله عليه وسلم له قدره ومكانتهن ودفع به إلى حيث يتحمل المسؤولية فيصقله تحملها، ويواجه بذلك أعباء الدعوة الإسلامية وكان أول عمل أسنده إليه الرسول صلى الله عليه وسلم هو أن يجمع الصدقات من هوازن..
ثم كان لعكرمة رضي الله عنه موقفا مع أبي بكر رضي الله عنه حين تزوج عكرمة من قتيلة بنت قيس.. يروي الشعبي أن عكرمة بن أبي جهل تزوج قتيلة بنت قيس.. فأراد أبو بكر الصديق أن يضرب عنقه.. لإنه روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تزوج منها.. فقال له عمر بن الخطاب: أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لم يفرض لها.. ولم يدخل بها.. وارتدت مع أخيها فقد برأت من الله ورسوله.. فلم يزل حتى كف عنه.. لكن لا علاقة لذلك بالرواية عما صار في قتال عكرمة ضد المرتدين..
سابعا.. في جهاده في حروب المسلمين مع الروم
- في إيليا: كان أبو بكر بعد أن رجع من الحج في السنة الثالثة عشرة من الهجرة قد عزم على محاربة الروم عملا بقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة.. واعلموا أن الله مع المتقين. وحرصا على الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الحق.. وهزيمة الباطل. وقد أحسن الروم بما عزم عليه المسلمون فرفعوا الأمر إلى هرقل ومن ثم أعد العدة للحرب والقتال.. وبدأت الحرب متفرقة في أماكن عدة.. وكان قد التقى خالد بن سعيد بجمع كثير من نصارى العرب.. فلما اقترب منهم تفرقوا عنه ودخل كثير منهم في الإسلام.. فبعث إلى الصديق يعلمه بما وقع من الفتح.. فأمره الصديق أن يتقدم ولا يحجم.. وأمده بعكرمة بن أبي جهل.. وكان خالد بن سعيد قد تقدم بجيشه نحو إيلياء.. فتعرض له قائد من قواد الروم اسمه ماهان (تقدم ذكره في ترجمة خالد بن الوليد) فكسره خالد بن سعيد.. فتقهقر ماهان وتبعه خالد حتى دخل ماهان دمشق وتبعه خالد.. فإذا بجيوش ماهان التي كانت ترابط على طول الطريق تطبق على خالد بن سعيد وعلى جيوشه.. وتنال منهم.. وفر خالد بن سعيد ومن معه.. واستشهد عدد كبير من المسلمين..
ولم يثبت في هذه المعركة إلا عكرمة وجيشه.. وقد تقهقر قليلا عن دمشق وبقي ردء لمن نفر إليه من جيش خالد بن سعيد.. وظل عكرمة في مكانه على أهبة كاملة.. وانتظارا لمدد ابي بكر الصديق.. - كتب قواد المسلمين إلى أبي بكر وعمر يعلمونهما بالموقف فكتب إليهم أن اجتمعوا وكونوا جندا واحدا.. وأرسل أبو بكر الصديق إلى خالد بن الوليد أن يترك العراق بعد أن يولي عليها نائبا من قبلهن ويلحق بجيوش المسلمين في الشام.. وقد تجمع جيش المسلمين بعد وصول الإمدادات وقد بلغت ثلاثين ألفا وانضم إليهم عكرمة بجيشه وكان عدده ستة آلاف فصارت عدة جيوش المسلمين ستة وثلاثين ألفا واجتمعوا تحت قيادة خالد بن الوليد..
- وفي جهاد عكرمة بن عمرو في أجنادين.. فكأن عكرمة قد بايع النبي صلى الله عليه وسلم مبايعة على الموت.. يقول “صحابة رسولنا”.. في شجاعته رضي الله عنه يوم أجنادين.. عن ثابت البناني.. قال: ترجل عكرمة بن أبي جهل يوم أجنادين.. فقال له خالد بن الوليد: لا تفعل فإن قتلك على المسلمين شديد.. فقال: خل عني يا خالد.. فإنه قد كانت لك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سابقة.. وإني وأبي كنا من أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فمشى ثم قتل.. .. منقول من [الجهاد لابن المبارك: 56.. وسير السلف الصالحين: ص 598.. ومرآة الزمان في تواريخ الأعيان: 5/ 154.. وجامع الأحاديث: 37/ 322.. وتاريخ دمشق: 41/ 69].. وقد تقدم تفصيل المعركة في سيرة خالد بن الوليد..
- وفي إقدامه رضي الله عنه على القتال يوم فحل.. عن الزهري.. أن عكرمة بن أبى جهل يوم فحل.. بكسر الفاء وفتحها.. كان أعظم الناس بلاء.. وأنه كان يركب الأسنة حتى جرحت صدوره ووجهه.. فقيل له: اتق الله وارفق بنفسك.. فقال: كنت أجاهد بنفسي عن اللات والعزى فأبذلهما لهما.. أفأستبقيها الآن عن الله ورسوله.. لا والله أبدا.. فلم يزدد إلا إقداما حتى قتل.. حيرنا المؤرخون.. .. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.