لحظات من ذاكرة النسيان
بقلم المهندس اسامه أنيس
رأيت هذه اللوحة الرائعة للفنان محمد الشيشينى منشورة على الجريدة الالكترونية (على باب مصر) ووجدتنى صديقاً لبطلها ثم فوجئت به يدعونى الى داخل عقله … فكانت هذه القصة القصيرة
الضوء خافت .. ترى من أطفأ أنوار الحجرة وأدار هذه الموسيقى الحالمة
أنتبهت إليها قادمة ، يبدو أننى شردت قليلاً بذهنى وأنا على مقعدى .. (هذه اللحظة) توقفت أمامى وصدرها يواجهنى فأسندت رأسى عليه ، فأنتفضت وألتفتت برأسها بنظرة معاتبة باسمة … (اطلقت ضحكة) أين وضعت راسى ؟!!
— : أشعل قداحتك هذه، أفشل دائماً فى أشعالها … وأشعل الشمعات
حاولت أشعال قداحتى دون جدوى … سأحاول من جديد …اريد اشعال سيجارتى
أستدارت برشاقة فى مواجهتى وفى يدها كأس من النبيذ الاحمر بينما تبسط يدها الأخرى وعليها بعض حبات من العنب الأحمر والأصفر والأخضر … وقفت وعيناى لا تغادر عيناها وأخذت الكأس بعد رشفتها الأولى ومددت يدى الأخرى لحبات العنب فأرتعشت من لمسة يدى وتبعثرت حبات العنب على الأرض …
— : أشرب من هنا (تشير لموضع قى طرف الكأس)
أستجبت لرقتها ورشفت رشفة من نفس موضع شفتيها ثم أخرى ، لأضع من النبيذ بين شفتيها … جذبتها برفق لنتراقص فأنساقت بوداعة … كنت طائراً ولكنها كانت فراشة … ضممتها وحاوطتها بذراعىّ ويداها تتحسسنى … تنفست عطرها حين داعب النسبم ستائر شعرها
رعشات سحر بيننا ، وهى تُسمعنى همس بلا كلمات … نتعانق وأنا أحملها وتتشابك اغصاننا اللينة برشاقة وتتداخل … نتمايل ونتندى ، وتتجدد أوراقنا وأمواج عشق تقلّبنا … نتعانف ولكن ليس المهم من ينتصر ، فربما يكون من يستسلم أولاً
.
.
— : أنتبه لقد أسقطت حبات الدواء من يدى
أضاءت أنوار الحجرة ولملمت حبات وضعتها فى فمى
— : أشرب الماء وأبلعها (مدت يدها بكأس إلى فمى فأبتلعتها) …. بالصحة والشفاء يا حبيبى
… : ما هذه الشمعات ؟
— : أنسيت ثانية ؟! … اليوم عيد ميلادك السبعة وثمانون … كل عام وأنت طيب يا راجل يا عجوز
هيا أستند على عكازك وقف … بالراحة يا حبيبى … (هذه اللحظة) أشعل قداحتك هذه، أفشل دائماً فى أشعالها … وأشعل الشمعات
حاولت أشعال القداحة مرات ولم أفلح … أمسكتها بكلتا يداى وضغطت بقوة … ااه أشتعلت (اطلقت ضحكة) … اين ذهبت سيجارتى ؟!
.
… : ما هذه الشمعات ؟
التعليقات مغلقة.