حكاوي سمسمة عود قش…ـ بقلم أسـمـاء الـبـيـطـار
حكاوي سمسمة عود قش…ـ بقلم أسـمـاء الـبـيـطـار
زمان لما كان بيبقى عندنا مناسبة سعيدة تقريباً كان بيبقى في إتفاق إنها تبقى في وقت مناسب للجميع بحيث نبقى كلنا متجمعين في وقت واحد نشوف بعض و نجدد روح العلاقات الأسرية و نقرب المسافات أكتر دا في الفرّح .
أما في الأزمات أو وقت الحزن ما كنش بيمنعنا عن أداء الواجب إلا
” الشديد القوى” بالبلدي زي ما بنقول .
غير كدة كتفنا كان بيبقى في كتف بعض .
كانت الحياة وقتها كلها بركة و رحمة بالصفا و الرضى و الحب و الود و المودة بروح العائلة الواحدة .
كبرنا على الأصول دي .
لحد ما جه جيل قَلب الموازين صحيح الأصول موجودة لكن بقى فيه شوية أنانية عاوز يمشي أموره بسرعة دون النظر إلى أي شئ سوى ظروفه الخاصة .
و مش مهم إيه هيحصل بعد كدة أو اللي يحصل يحصل .
و شيئاً فشئ تلاشت فكرة العائلة الأم و البيت الكبير .
و إستقلت كل أسرة بأبنائها ، و أصبحت المسافات و الظروف الواااهية حجة في الحزن قبل الفرّح .
و مع الزمن إنشغل الجميع و نسي فكرة العائلة الكبيرة .
لحد ما طِلع أجيال ما تعرفش حاجة عن بعضها ، مُجرد إنها بتسمع
و يا ريتها بتسمع بإنتباه .
لحد ما الجيل اللي إتربى على الأصول للأسف إستسلم للأمر الواقع
بحجة إن خلاص اللي كانوا بيجمعونا راحوا .
و خرجنا من دايرة العائلة و البيت الكبير ” الوتد ” إلى دائرة الأصدقاء
و اللي مهما عملنا عُمرها ما هتكون زي دايرة الأهل .
صحيح كل حاجة فيها مُر لكن في مُر غصب عنك لازم تتحمله لأنه جزء منك .
و خرجنا من دايرة الأصدقاء المعروفين إلى أصدقاء العالم الإفتراضي و اللي ما نعرفش عنهم حاجة من قريب أو بعيد .
و لأنه عالم إفتراضي و حضرتك ” إنسلخت ” من العائلة
أصبحوا عالمك .
و إنشغلت بأمورهم و قضاياهم و أحوالهم و ظهورهم و إختفائهم
و حزنهم و فرّحهم و و و .
ووصلنا لمرحلة ” الغريب بقى أحسن من القريب “
لكن الحقيقة إحنا وصلنا لأخطر مرحلة .
مرحلة ” العود ” اللي سهل يتكسر لو قرر حد من العالم الإفتراضي إنه يعملك ” بلوك ” .
فهمنا القصد .
عرفت إحنا واقفين على إيه ؟
على شوية ” قش “
علشان ما تمسكناش بالبيت الكبير و كل واحد فينا بقي عاوز يبقى كبير نفسه .
البيت الكبير على فكرة ما كنش فيه ريس بيمشي المركب .
لكن كان فيه إحتواء و حب و تواضع و رحمة و تفاهم و عطاء .
عندي إعتقاد راسخ
أن ما ينطبق على الخاص يعُم على المجتمع
و من مجتمعك الصغير إلى وطنك الأم وطنك الأكبر ” الوتد”
بتدريج لن تلحظه و لكنك ستتفاجئ بالنتيجة .
و أظن وصلنا لنتيجة لا تسُر على جميع المستويات .
و إلى لقاءٍ أخر مع حكاوي سمسمة .
الخميس 20/5/2021
التعليقات مغلقة.