مقال بقلم أبومازن عبدالكافي مستنقع الغش
مقال بقلم أبومازن عبدالكافي مستنقع الغش
أقول وللأسف الشديد أننا ومنذ زمن قد أُوقِعْنَا في مستنقع الغش في كل مناحي الحياة وأَخُصُّ بالذكر الغشَ في امتحانات التعليم بكل مراحله وبشتي الطرق التي تخطر على بالنا والتي لم تخطر أبدا على بال إنسان سوي رشيد ؛ مما ينتج أجيالا هشة غير مؤهلة للنهوض بالمجتمع ورفعة شأنه ؛ بل إنها تُودِي بالمجتمع وتهوي به إلى قاع ذلك المستنقع الخبيث في شتى المجالات ؛ فلا نجد إلا الخسارة والبوار والتخلف والمضي قدما نحو التعلق بذيل الأمم المتحضرة واعتمادنا عليهم في كل متطلبات حياتنا كما يقولون من الإبرة حتى الصاروخ .
الرسول الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أوصى بعدم الغش في شتى مناحي الحياة فقال :
” من غشنا فليس منا ” ومضى على هديه الصحابة الكرام والتابعين من السلف الصالح رضي الله عنهم أجمعين.
نذكر جميعا قصة بنت بائعة اللبن التي نهت أمها عن غش اللبن بالماء لما تعللت الأم بأن أمير المؤمنين ولا أحد يراهم ؛ فردت البنت المؤمنة التقية وقالت لأمها :
يا أمى لو كان أمير المؤمنين لا يرانا فربُّ أمير المؤمنين وربنا سبحانه يرانا ومطلع علينا ؛ وبتقواها ومراقبتها لربها اختارها الفاروق ابن الخطاب زوجا لابنه ومن نسلها جاء الأمير التقي الورع عمر ابن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين والذي غير الدنيا بعدله وتقواه وزهده وورعه من الفساد إلى الصلاح
في زمن قياسي لم يتجاوز السنتين ونصف حتى فاض مال المسلمين عن حاجتهم فزوج الشباب المسلم وغير المسلم وأوصي بالعطايا للفقراء والمساكين من مسلمين وغير مسلمين وفاض المال بعد ذلك فأوصي بنثر الحبوب والغلال على قمم الجبال حتى تأكل الطير فلم يبقى كائن في عهده يشتكي جوعا ولا فاقة ؛ هكذا صار الحال لمَّا لفظَ المجتمعُ الغشَ والفساد ؛ وعمَّهُ العدلُ والصلاحُ والرشاد .
أما نحن الآن فيُرثي حالُنا ؛ وتحسر كيفما شئت بل وابكِ على حالنا وما آل إليه المجتمع من فساد مذري حتى صار الحقُ باطلاً والباطلُ حقاً وأُفسِدَ على الناسِ أمرُ دينهِم ودنياهم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .
فاللهم ألهمنا أمر رشد ينصلح به حالُنا ويرتفعُ به ويخرجُ مجتمعنا من ذلك المستنقع الخبيث ؛ يا رب العالمين .
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أبومازن عبد الكافي .
عبدالكافي فاروق عبدالكافي.
عصر الأربعاء
3/6/2021m
التعليقات مغلقة.