الماضي يتصل بقلم حمزة الشمري
في احدى ليالي ديسمبر
بينما كان الحاضر جالسا مع ابنائه
في منزل الدنيا وهم يتناولون اطراف الحديث
رن الهاتف
قام الحاضر ليجيب
لكن حدث شيء مريب جعله ينشغل عن الاتصال
نسي الحاضر تلك المكالمة
لتمر بضعة ايام
ليرن الهاتف مرة اخرى
رد الحاضر سائلا من المتصل؟
فأجابه
الماضي : انا الماضي مرح..
وقبل ان يلقي الماضي عليه التحية
اغلق الحاضر الهاتف بامتعاض
وعاد وجلس بمكانه وهو متوتر
لكن الماضي لم يكف عن الاتصال
بل عاد وبقي يتصل ويتصل
حتى اجبر الحاضر على الاجابة
الحاضر: ماذا تريد لماذا تتصل
الماضي : اعلم انك لا تطيق سماع صوتي
وانك رأيت مني ايام قاسية لكني اتصلت بك الان لأخبرك بأمر مهم
الحاضر : ماذا لديك لماذا تلاحقني الم يكفيك ما فعلته بي
الماضي: ولأني قسيت عليك كثيرا اتصلت بك الان لأريح ضميري ،، اسمعني ايها الحاضر
ونفذ ما اقول هناك كارثة قادمة ارجوك لا تخرج من بيتك اجمع ابنائك حولك ولا تدعهم يختلطون ولا يخرجون لاحد ارجوك اسمعني
ونفذ قولي انه الوباء سوف يأتي اليكم كونوا حذرين
الحاضر: لازلت تتعبني ايها الماضي تريد ان تريح ضميرك كيف وانت تجلب الي اخبار مريبة ارجوك كف عن ملاحقتي ولا تتصل مرة اخرى
يغلق الحاضر الهاتف ويرحل وملامح الغضب بارزة عليه
لتمر الايام وتتضح الاشياء اكثر امام الحاضر
ليصدم بسماع اخبار فقدان اشخاص مهمين في حياته اخذهم الوباء وابعدهم عنه
كل الاشياء تغيرت في منزل الحاضر
لا موسيقى ولا حفلات ولا طرب
ولا مناسبات تقام
اصبح بيته شبه مهجور لا احد يزوره
لا ابنائه ولا رفاقه البعض قضى عليه الوباء
والبعض الاخر يعتزل لأجل البقاء
ندم الحاضر جدا وادرك ان الماضي كان محقا ولكنه لم يصغ اليه ويلتزم بما اخبره
عاد ليتصل سائلا كيف عليه ان ينقذ حياته
وحيات احبائه
لكن الماضي هو الذي لم يجيب على الاتصال هذه المرة
ليعود الحاضر نادما معترفا بذنبه وتهاونه
التعليقات مغلقة.