الومضة القصصية بقلم منى رمضان
عندما تتصادم سحابة بسحابة أخرى ينتج البرق في هيئة وميض، ومن هذا المنطلق أحببت أن أوضح فن كتابة الومضة القصصية بطريقة مُبسطة.
تعد الومضة قصة جزاء على أعلى مستوى من التكثيف والإيحاء، النص الومضي جملتان فقط لا غير يربط بينهما مفارقة (فعل ورد فعل أو سبب ونتيجة).
ومن سماتها أنها تترك أثرا غير متوقع في نفس القارئ، فيرفع الستار عن دلالات إيحائية شديدة العمق وبعيدة التصور، فتلمع الفكرة وتبرق بريقا فكريا إبداعيا عبر أحرف قليلة تاركة وميضها بوجدان القارئ.
طريقة كتابة الومضة:
١- العنوان (عتبة نص الومضة)
يفضل أن يكون اسما وليس فعلا ولا يتم تكراره في متن الومضة، ويكتب في السطر الأول منفصل عن جسد النص، ولا يضاف إليه أى رمزا أو علامة.
٢- جسد النص
جملتان في سطر واحد، الأولى بعدها مباشرة علامة ترقيم دون فاصل بينهما ثم فاصل ثم الجملة الثانية ثم نقطة القفل
دون فاصل بينها وبين الجملة الثانية.
مع مراعاة:
التكثيف:
الإكتفاء بالقليل من الكلمات بحيث لا تزيد عن ثماني كلمات، وكلما قل عدد الكلمات كلما كانت أكثر إبداعا، ولذلك لا بد من الابتعاد عن الحشو والوصف وعدم تكرار اللفظ الواحد أكثر من مرة حتى لا تضعف الومضة تعبيريا،
الإيحاء والمفارقة:
يجب أن يصل القارئ للمعنى بالإيحاء أى لا يُخبر مباشرة،
بالإضافة إلى الإتكاء على المفارقة التي تعد خلاصة مقارنة بين حالتين من التضاد، ويترك للمتلقي الاستنتاج.
أمثلة:
فنان
نصب تمثالا للحرية؛ أُعدم في ساحته.
حقد
عجزوا عن كسره؛ عابوا استقامته.
تحنان
أودعها دار العجزة؛ ودعته بصالح الدعوات.
وهكذا هى الومضة القصصية تروي قصة كاملة عبر القليل من الكلمات.
بقلمي
منى رمضان
التعليقات مغلقة.