أيام العرب منفذ زفرة العربي الأخير بقلم حسين أبوسيف
لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور (15) فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل (16) سبأ
ما أشبه الليلة بالبارحة !
هل انفرط العقد ؟وتفرقت حباته ؟
أم هي المؤامرة التي يحيكها
الأعداء ويطرزها المخادعون
وترتديها الأوطان طوعاَ أو كرهاَ
يبدو أن ناموس الكون لن يتغير
ولن يتبدل في العقاب
(وهل نجازي إلا الكفور )
لم يكن العنوان الذي صدرنا به المقال
بدعاً من الخيال ولكنه منفذ ببلاد الأندلس
وهو الذي عبر منه أبوعبدالله الثاني عشر
آخر ملوك غرناطة المسلمين من بني الأحمر
والذي ترتمي أصولهم بأحضان قبيلة الخزرج
ففي عام 1483 خرج أبو عبد الله لقتال الملك فريناند وايزبيلا في مملكة قشتالة
لفرضهم الجزية وزيادتها علي مملكته ولكنه هزم ووقع في الأسر لمدة عامين ولم يفرج عنه الملك فريناند الا بعد عامين حيث اجبره علي التوقيع علي تسليم غرناطة ولما خرج حاول دب الرعب بين صفوف أبناء غرناطة ليتمكن من تنفيذ الاتفاقية ولكنهم خرجوا للدفاع عن مدينتهم حتي أخر قطرة من دمائهم ولكن الأمر حسم لملك قشتالة وفي 2يناير1491 أُجبر أبوعبدالله الصغير علي
تسليم غرناطة والرحيل عنها إلي مدينة فاس بالمغرب ليحمله التاريخ الي مقابر الخيانة ولما بلغ المنفذ زفر زفرة العربي الأخير وبكي علي ملك دام للعرب لأكثر من ثمانية قرون فردت عليه أمه قائلة : (إبكِ ملكاً كالنساء لم تحافظ عليه كالرجال ) ومن وقتها حمل الاسلام قرأنه راحلاً عن فردوس الأرض والذي بني فيه العرب تاريخهم ومجدهم بلغتهم وثقافتهم وبفضل قرآنهم وتسامحهم و لم يكن أبوعبدالله ملك غرناطة أخر من باع ولكنه أول من سلم
وإلي اللقاء مع منفذ أخر
التعليقات مغلقة.