موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

مريم تأويل بقلم الكاتب عبدالله عبدالإله باسلامه اليمن 10 يوليو 2021 م

193

مريم تأويل بقلم الكاتب / عبدالله عبدالإله باسلامه
اليمن – 10 / يوليو /2021 م .

يقول ربنا – جل وعلا – على لسان مريم ( قالت أنى يكون لي غلام ؟! ولم يمسسني بشر ، ولم أك بغيا ! ) .

الإعتقاد السائد لدى المفسرين والشراح وعامة المسلمين بأن مريم عليها السلام قصدت القول ( كيف أو من أين يكون لي غلام ولم يعاشرني رجل كزوج، ولم أظلم نفسي وأقع في فاحشة الزنا ) .

وهذا المعني محدود و سطحي للغاية، وقد أبعدنا عن جوهر وروح الآية الكريمة في شأن مريم، وهو ما أدى إلى تغييب بعض الحقائق الهامة عن السيدة مريم مثل:

1- لماذا خص الله مريم بتقديم الطعام إلى محرابها من دون كل الأنبياء، والأولياء، والصالحين، والعبّاد على مر التاريخ ؟

2- ماهي دلالة الإعجاز في طعام مريم ؟ فمن المعلوم أن معجزة كل من خصه الله سواء أكان نبي أم غير نبي بأمر خارق للعادة هو حجة على قومه فما حجة طعام مريم في محرابها ؟!

3- ما مدى ما وصلت إليه السيدة مريم في علاقتها بالله، ودرجة بلوغها ذلك الشأن الذي أهلها لتكون المختارة،وأم لمعجزة الله الكبرى عبدالله ورسوله عيسى عليه وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة والسلام ؟

4- هل ثمة جوانب أخرى نجهلها حول شخصية هذه المرأة الكريمة غير ما نعرفه عن كونها عابدة زاهدة ؟

والجواب :

أن هذه الآية الكريمة تخبرنا عن السيدة مريم حين قالت (( أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أكن بغيا )) أنها لم تقصد مجرد التساؤل كيف يكون لي ولد ولم يجامعني رجل لا من حلال، ولا من حرام ..

بل قصدت قول ( من أين يكون لي غلام ولم أشتهي – مجرد رغبة – في نفسي رجل قط كزوج فضلا من أن أزني ) .
اي أنها قصدت الجانب المعنوي النفسي، وليس المادي الحسي .

فما هو الدليل؟ وماهو الفرق ؟

الدليل أن مريم قصدت الحس والشعور المعنوي وليس الإحساس المادي الجسدي هو قولها ( ولم يمسسني) ولو أنها قصدت المعاشرة لقالت ( ولم يلمسني ) لأن المس شعور معنوي كقول ربنا تبارك وتعالى في أمر الشياطين التي تتلبس الإنسان ( لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس..) ، وأما اللمس المادي الجسدي فهو قوله تعالى( أو لامستم النساء ولم تجدوا ماء) فالملامسة هي المعاشرة المباشرة – الجماع – بين الرجل والمرأة.

لكن السيدة مريم لم تقل (لم يلمسني) بمعنى لم يعاشرني أحد إنما قالت عليها السلام (لم يمسسني) أحد بمعنى لم يدخل في نفسي أو أشعر برغبة وانجذاب – فطري – نحو رجل قط .

والدليل الثاني على أنها قصدت الجانب المعنوي وليس المادي هو :
استنكارها (كيف يكون لي غلام ولم يداخلني أو يساورني شعور أو انجذاب نحو رجل كزوج حتى أبحث عن غيره في الزنا والحرام )!!
وبمثل هذا الرد وضعت محدثها أمام مفارقة منطقية تستخدم في المناظرات العقلية ..

كقول أحدنا (إذا كنت أخاف من ظلي فكيف لي بمواجهة أسد !!) ، أو (إذا كنت أعجز عن حمل وزن 50 كيلوغرام فكيف لي بحمل 500 كيلو غرام دفعه واحدة!!)

ويعتمد طرح مثل هذا النوع من المفارقات المنطقية، والبديهية بلوغ ونيل صاحب الحجة، أعلى درجات الافحام على خصمه .

وفي حجة السيدة مريم نجد أنها ذكرت أول الدرجات وهي (الرغبة) وآخرها وهي ( البغاء) مع العلم أن بينهما مراحل متعددة وكل مرحلة تفضي إلى الأخرى فالرغبة تفضي إلى النظر – ثم الإعجاب – ثم الكلام – ثم الحب والعشق – ثم اللقاء – ثم الخلوة – ثم الزنا – ويكون البغاء ذروة تلك المراحل واعلاها ).

إذا فالسيدة مريم تقول عن نفسها بكل ثقة ( لم أشعر بمجرد رغبة نحو رجل ما لمجرد الرغبة والانجذاب الفطري فضلا أن أكون بغي) ؟!

وهذا يدلنا على درجة ما بلغته هذه السيدة الكريمة في عبوديتها، وحبها، وتعلقها بالله تعالى إلى درجة نسيان أهم الإحتياجات البيولوجية، والدوافع الفطرية اللذان هما عمود بقاء الانسان وتكاثره (الغذاء والجنس) .

فأما الغذاء فيتضح لنا جليا الآن أنها كانت كثيرة الصوم منشغلة بذكر الله ؛ لدرجة كانت تنسى نفسها، وجوعها، وحاجة جسمها للغذاء فيرزقها الله داخل محرابها بصنوف من الطعام أثارت حيرة ودهشة نبي الله زكريا .
وهذا يعني أن دلالة الإعجاز في توفر الطعام الطيب والفواكه في غير موسمها وهو يعد أمرا خارقا للعادة لم يكن حجة على قوم مريم لأنها كانت تعتزل الناس في محرابها بقدر ماكان حفاوة وكرامة من الله لها .

وأما الجنس فمن خلال قولها ( ولم يمسسني بشر) فيتبين أن لذة عبادتها لله،وما كانت تجده من حلاوة خلوتها مع ربها قد آنسها فأنساها كل لذة بما فيها الرغبة البيولوجية أو مجرد التفكير في مؤانسة، أو مصاحبة البشر .

وعلية فإن السيدة مريم لم تكن مجرد فتاة تقية عابدة ؛ بل نموذج فريد عجيب من الناس ، ونسيج وحيد من العبّاد يكشف ربما جزء من سر إختيار الله لهذه المرأة الكريمة لتكون أما للمعجزة الكبرى عبد الله ورسوله عيسى عليه وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة وازكى التسليم .

التعليقات مغلقة.